أيتها السحابة الوردية،
تعالي،
حاذي فناء بيتنا،
صُبِّي فوق الحجارة والطين
لمعةَ أرضٍ جديدة.
في البيت شمعة،
فيَّ -أعني-
في غربةٍ وليدة
بارزَتْ غِلَّ المعاني،
لكنها اليوم ذابت!
بالأمس شَعَّت،
وصِرتُ أهلًا للضوء،
عرفتُه!
وتطاولتُ على المادة.
تعالي
من الأبدية البيضاء
رأسًا إلى فناء بيتنا،
حرِّريني من "أنا" الموتِ الضئيل،
احمليني،
احملينا جميعًا،
ارفعينا عن جِلدِ الخسارة،
عن البحور السبع،
وقلوبِنا الناقصة.
تعالي، أيتها السحابة الوردية،
إلى هذه المساحة
من العتمة، والعُهر، والعَزَاءات،
بسلاسةِ الدمعة
والموتِ الضئيل، تعالي.
اغسلي من وجهي
لعابَ المسوخ،
ومن عينيَّ
انطفاءَهما الغليظ،
اغسلي من فمي
عَفَنَ التمنِّي،
نظِّفيني،
نظِّفيني،
ألبسيني ثوبكِ
الخيالي البعيد،
أسكنيني في أناي،
وحدي...
جيِّشي هذا الفراغ
تعالي.
