مازلت غير مصدق.. لا اصدق حتى نفسي.. وقد لا يصدقني غيري لكن هذا هو.. مترومبول.. اقدم واعرق فندق في عدن، كريتر.. على طريق العيدروس، فندق التركي، ملك الفنادق في عدن.. وتحته مطعم قديم من ارقى المطاعم.. منذ اوائل القرن العشرين الذي مضى.. عمل فيه العم علي العراشي الذي التقط الصنعة وفتح بدوره مطعم وفندق راق أخر كذلك من علامات كريتر عدن اسمه البحر الاحمر.
كان صغار عدن يسعدون بابتكارات التركي الفندقية المطعمة، ومشروباته المبتكرة.. اول من سكب لطفولتنا مشروب الميلك شيك.. والايس كريم الملون بالفواكه المطعمة الملونة.. وكبرنا.. كبرت فينا الطفولة..
وكان من حظي فيما بعد ان تعشيت يوماً في حديقته المعلقة بالسطح روف جاردن Roofgarden مطعم فوق الحشائش وتحت الاشجار وفي الهواء المنعش الطلق في ليالي الصيف الكريترية.. هل يصدق احد؟؟ لم يوجد قبله ولا بعده في عدن كلها والى الآن.. ولم اسمع بمثله غير في لبنان حين رأيت من الطائرة فوق العمارات البيروتية مطاعم الروف جاردن..
وفي عدن كان لنا المتروبول ولا مثله غير في الاحلام..
حضارات سادت ثم بادت.. اقرأوا الاسم في الصورة.. وتأملوا فيها الزمن، وعظمة ما كانت لنا من محاولات للوصول الى السماء التي ما كنا نظن انها بعيدة عنا الى هذا الحد.