إيران.. أوهام القوة الخادعة
يمكن الربط بين حادثة 1987م، التي شهدتها "موسكو"، وأشرت بدلالة قوية لهشاشة الاستخبارات السوفيتية وقوته العسكرية الذاوية، ليستتبعها بأقل من ثلاثة أعوام، السقوط المروع للاتحاد السوفيتي، وبين حادثة مصرع الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" ووزير خارجيته مع مرافقيهم، في تحطم مروحيتهم بإحدى المناطق الجبلية في دولة أذربيجان، التي كشفت أيضًا سوأة النظام الإيراني الملتحف بأوهام العظمة الفارغة وخرافة القوة الإقليمية.
ربما يستطيع نظام "الملالي" في إيران الحفاظ على تماسك بنيته السياسية السلطوية، استنادًا إلى كون المرشد الأعلى للجمهورية هو الحاكم الفعلي لا رئيس الجمهورية.. غير أن الحادثة ستلقي ظلًا ثقيلًا وكئيبًا على مستقبل النظام وحلفائه في المنطقة، الذين طالما ركنوا إلى قوته الموهومة العاجزة عن توفير الحماية لقيادتها وصيانة معداتها المتهالكة.
تتضاعف مرشرات السقوط، مع ما يعانيه النظام، في ظل أوضاع داخلية متفاقمة.. فالبلد الذي يرزح ما يقارب من نصفه تحت خط الفقر رغم ثروته النفطية الهائلة، يحوي قدرًا لامتناهيًا من الغضب الشعبي القابل للانفجار في وجه النظام الأكثر استبدادًا في العالم، فالقبضة الحديدية أضحت رخوة تمامًا، والنمر لا يعدو أن يكون من ورق.