صنعاء 19C امطار خفيفة

وحدة- انفصال

ليس هناك سوى زمن يمن حداثي متقطع في أزمنة حداثته، ما يفتأ ينفصل عن الزمن حتى يمتد فيه.
فلا أحد صنع ويصنع الحداثة؛ فالحداثة وزمنها مكتسح، ولا إرادة لها لا للشر ولا للخير.


فالحداثة ثقافة كانت أو تقنية هي وجود؛ حيث البشر يصبحون طي هذه التقنية لا خارجها.
فالحداثة لا خارج لها، فالخارج  داخلها لا يفتأ يعمل ويفصلنا في كل لحظة.
بكلام آخر، الحداثة  قدر تاريخي لا خارج له.
من هنا "رامبو" شاعر ثقافة حداثتنا في اليمن؛ ليس لأنه عاش في عدن؛ بل لأنه يرتحل داخل كل شعر شعراء  زمن الحداثة في اليمن؛ من شوقي شفيق والقرشي عبدالرحيم سلام حتى الشاعر فتحي أبو النصر الذي كانت لحظة ارتياده بورق كلك شعر ديوان "موسيقى طعنتني من الخلف" لـ"مقهى الدملوءة" وأنا فيه، لحظة هطول مطر؛ أي لحظة كتابة هطول قصيدة شعر؛ فالقصيدة هي لحظة هطول "أمطار آب" بلا سابق إنذار. وهذا من زمن الحداثة.
و"عدن" قدر زمن حداثي أفقي، لا قدر زمن استعماري عمودي كما يختزله كالعادة الخطاب الأيديولوجي الثقافي السياسي.
"عدن" قدر زمن حيوي "هووي" للاختلاف؛ حيث الاختلاف ليس تميزًا ولا مفاضلة -زمن ثقافة القرون الوسطى- بل زمن الهوية فيه منفصل متباين ومتنوع.
والاختلاف فيه عُري هوية الكائن إن لم يكن ملبسه.
وهذا الزمن الحداثي من عُري أو لبس كائن "الزمن الوطني" للوحدة؛ عند مثقفي الفكر السياسي اليمني الحديث من النعمان إلى عمر الجاوي وإلى المفكر أبي بكر السقاف؛ يستحق إعادة قراءة كي ننفصل عنه لا نؤبده.
وهنا يصبح رفض الوحدة السياسية من الجنوب هو "رمزًا" لموقف زمن حداثي من كيفية وحدة قارية تبتلع حياة الزمن وحياتنا كل يوم.
أي أن رفض الوحدة ليس للوحدة، وإنما رفض لكيفية فهم  "زمن وحدة".
فالفوضى والتشرذم القائم ليس بسبب شباب ما يسمى الربيع اليمني؛ وإنما آتٍ من كيفية تفكير القوى الاجتماعية السياسية للوحدة.
أي من كيفية تفكير ثقافي للزمن.
وكذلك من كيفية فهم نخب ثقافية وسياسية سائدة للحداثة..
فالحداثة موقف لا مبدأ عند "رامبو"،  أي موقف مضاد للتقاليد.
وهنا الوحدة قدر زمن حداثي لحظي لا نفتأ فيه ننفصل عن الحاضر الذي يصبح ماضيًا..
ولكن هل يمكن إعادة التفكير في مفهومي الوحدة -الانفصال دون إعادة النظر لمنظور فكر ثقافتنا للحداثة؟

الكلمات الدلالية