ثقافة التنصل
هي ثقافة يبدو أنها متوارثة في الجيل الحاضر، بواقع كهذا، أو هي عادة شعبية تقوم على إلقاء اللوم على الآخر، والنفاذ بالجلد.
أفضل من يمارسها بـ"حناكة" هي الأحزاب التي أدمنت التنصل من التبعات، وتحميلها الآخرين. وأفضل وسيلة لدى هذه الأحزاب التي تستحق وصفها بالـ"كحيانة"، تمسكها بنظرية المؤامرة الخارجية، كمشجب وكشماعة وأسطوانة للتبرير تستعمل لتنصلها من بشائع وقبائح وإخفاقات أفعالها المذمومة، ولا أجد وصفًا ألطف.
لم تقف يومًا أمام المرآة لتتهم، وتوجه اللوم لنفسها، وتبدي أسفها على تقصيرها بحق نفسها وبحق مجتمعها، لم تقف.
بل هي على طووول الخط على صواب، غيرها هم الخطأ.
هذه أحزاب، بأتباع ركيكة المعرفة، فقيرة الخيال، وكليلة النظر، وعديمة الرؤى، وسقيمة البنى، ولا تصلح لعصر كهذا، بل لا تصلح في الأصل، لأنها لم تتصالح مع الواقع، ولم تتعامل بمصداقية وشفافية، كونها تتعمد التجهيل، وأول ضحايا تجهيلها أتباعها المدجنون المغيبون عن الواقع، وفقراء المعرفة المعدمون.