صنعاء 19C امطار خفيفة

مراوحة

الهيبة التي كانت ترتسم عند اليمنيين لقيادة التحالف، تكاد تتآكل، تضمر، تضمحل، بل هي تنكشف عند أول اختبار حقيقي، هذا الاختبار الذي يجريه الانتقالي منفردًا/ مدعومًا لا يهم، المهم أنه أقدم على ممارسة الفعل متخففًا من كل التبعات، والالتزامات تجاه الشراكة، وتجاه علاقاته بالتحالف، وتنصل من كل الاتفاقيات بغزوه الفج لمحافظتين لا ترحب به كلتاهما، ضدًا على القوانين والأعراف، واتفاقات الشراكة التي مايزال يشكل جزءًا منها حتى اللحظة.

بسط سيطرته، ومارس تغوله، وتحدى الإرادة الجمعية والمجتمعية، مدعيًا أحقيته في ممارسة مثل هذه الأفعال العنيفة والشنيعة والخاطئة، وضدًا على الإرادة الجماهيرية، بكونه ليس ممثلًا لها، ولا أحد أعطاه الحق أن يدعي التمثيل لعموم مواطني الجنوب.
مع العلم أن تصرفه هذا، في واقع الأمر، ليس أقل من هروب نحو الإمام، لأنه شعر، عميقًا، بأن شعبيته بدأت بالتقلص والتآكل، والتراجع الكبير في الأوساط الشعبية، ويكاد يفقد حاضنته في مختلف المدن والأرياف، وفي محور ارتكازه (المثلث الداعم).
ولكي ينفخ في ذاته الحياة، ويبث مشاعر الحيوية، أقدم على تهوره وركب رأسه، واكتسح محافظتين آمنتين ومسالمتين، عنوة، وانتهك حرمة أراضيهما، ومارست جحافله القتل والسلب والنهب، دون أدنى مراعاة لمشاعر السكان، بل ولحرمة النفس الإنسانية، وذلك في كل من حضرموت والمهرة.
وما كان ليفعل ذلك لولا وجود غطاء ودعم، ودفع غير محدود من طرف إقليمي لديه أجندته الخاصة تجاه البلد.
ما يلقي باللوم على الشقيقة الكبرى لهذا التقاعس والفتور، رغم مطالبة الرأي العام، وتطلع أفراد المجتمع لدور إيجابي فاعل، وهو دور تنتظره قيادة المجلس الرئاسي، وتعول عليه لردع هذا التصرف الأرعن، غير أن تتابع الأحداث لا يدل على إيجابية أو فاعلية، بل يشي بمراوحة تلقي بظلال الشك، وتوسع دائرة الاتهام، وقد تفضي إلى مهادنة، ومن ثم تطبيع الأوضاع في ظل الوضع القائم، وهو ما لا تؤمله أو ترتضيه الإرادة الشعبية الجمعية في كل أرجاء الوطن.

الكلمات الدلالية