صنعاء 19C امطار خفيفة

حضرموت الحضارة والحاضر: سلموا لها مفاتيح أحلامنا "السنغافورية"!

دعونا نقف بصدق ومصداقية، أمام حقيقة أن المجتمع المحلي الحضرمي، لم يرتبط به طوال تاريخ وجوده ما يمكن أن يشكل إساءة له، أو حتى واقعة واحدة تخدش تاريخه الإنساني والعملي النظيف.

عرف عن الإنسان الحضرمي، بكل ما يشرف حياته ويمنحه مشاعر الفخر والاعتزاز، وحق التباهي أمام المجتمعات المحلية اليمنية والعالمية التي هاجر إليها، فقد عرف بالانتماء للمهنة والعيش على عرق الجبين منذ أزمان بعيدة. كما تميز بصدق القول وثبات المواقف ونبذ العنف، وكل ما يدفع بالآخر لاحترامه وتاريخه النظيف، البعيد كليًا عما عرفت به المجتمعات المحلية الأخرى، من سفك الدماء وأكل حقوق الغير والتسابق على السلطة، وما يترتب على ذلك من الجرائم والخصومات والفرقة والنهب والفيد، وغيرها من سلوكيات الانتصار للمذهب والمنطقة والقبيلة وحتى الأسرة.
قبل مئات السنين، هاجر الحضارم إلى كثير من دول العالم، وتحديدًا إفريقيا وجنوب شرق آسيا، بحثًا عن الأرزاق والكسب الحلال، بعد أن غدت البيئة المحلية طاردة لهذا الأفق الحياتي النظيف.
هاجروا إلى ماليزيا وإندونيسيا، وكان أحدهم ضمن عدد من أفراد وصلوا إلى سنغافورة، شكلوا مجتمعها وبنوا دولته، وبما جعلها إحدى الدول الأكثر غنى في العالم، وقد حظي بتمثال إلى جانب سبعة آخرين في المتحف الوطني، بأعتبارهم من أسس دولة سنغافورة.
وصلوا إلى ماليزيا وإندونيسيا، وشعوبها عبارة عن قبائل متنافرة في الغابات، بمظاهر حياتهم البدائية القائمة على لبس أوراق الأشجار ومأكولات الحياة البرية. بقدومهم وبدء نشاطهم تشكلت المهنة وصولًا إلى الدولة الوطنية، دولة النظام والقانون والمواطنة التي نراها، فقد كانوا بناتها وأعمدتها على نحو ما نشاهده اليوم في دول ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة، وبما أوصل تعدادهم فيها إلى 25 مليون نسمة.
لم تتوقف هجرتهم إلى جنوب شرق آسيا، بل تواجدوا في إفريقيا، في كينيا ومدغشقر وتنزانيا وغيرها، وقد شكلوا ومازالوا أعمدتها الاقتصادية ونشاطها التجاري.
في اليمن ودول الخليج هم كذلك، تجار وأصحاب مهن وباحثون عن أرزاقهم بعرق الجبين ونشاط متعدد لا يتوقف.
• لم نسمع عن قيادات عسكرية في حضرموت.
• لم نسمع عن حركة انقلابية في حضرموت، أو أجنحة عسكرية إبان جمهورية اليمن الديمقراطية... أو في صنعاء عقب الوحدة وحتى اليوم.
• لم نسمع عن قوات نخبة حضرمية اجتاحت عدن أو أيًا من المحافظات، أو تسيدت عليها بسلطة وسياسات الغلبة.
• لم نسمع عن حضارم بسطوا على أراضي دولة أو أراضي الغير في عدن أو صنعاء أو غيرهما من المحافظات، وكما يفعل غيرهم.
• هل سمعتم عن مسؤول حضرمي سارق وناهب ومتفيد؟!
• هل سمعتم عن تدخلهم في شؤون الغير واتباعهم لسياسات الاستقواء في أية محافظة من محافظات الجمهورية؟!
بالتأكيد لا، فقد ظلوا ومازالوا ينتمون للنظام والقانون ولدولة، وإن كانت غير موجودة في أبسط صورها.
في مقابل ما سبق، نشاهد اليوم وفي ظل هذه الأوضاع المهترئة، ما تتعرض له حضرموت، من قبل قوات شمالية وقوات المثلث الجنوبي من عبث وتدمير لبناها وتبديد لثرواتها، وإشعال للفتن الاجتماعية والمسلحة بين أبنائها، على طريق رسم واقعها العام بما يسمح بنهب ثرواتها ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد، وبرعاية محلية وإقليمية، وإشراف دولي.
لقد جرب الجميع مشاريعهم التي قادتنا إلى ما نحن عليه من الضياع وخراب البلاد وتشويه الوعي العام، وما ترتب ويترتب عليه من أوضاع مدمرة تعصف بالبلاد والعباد كما هي اليوم... وانطلاقًا من التاريخ الإيجابي لحضرموت، أقترح نقل العاصمة اليمنية إلى المكلا، وتشكيل سلطة حكم يشغل الحضارم فيها أهم مواقعها التنفيذية والعسكرية والأمنية، ليتمكنوا من قيادة البلد، على طريق نماذج سنغافورة وماليزيا وإندونيسيا... مارأيكم؟!

الكلمات الدلالية