صنعاء 19C امطار خفيفة

الحرب الكبتاغونية لتدمير البلدان العربية

بدأ مخدر الكبتاغون الخطير يشق طريقه تدريجيًا صوب البلدان العربية منذ مطلع العقد الأول من الألفية الثالثة، ثم أخذ ينتشر في العقد الثاني حتى 2025م، إذ استفحل خطره على البنيان الاجتماعي العربي.

إن الحرب الكبتاغونية حرب عالمية بامتياز، وأشدها فتكًا على المجتمعات، وبالفعل ابتلي بعض الشباب العربي بتناول الكبتاغون، وكانت النتيجة إفساد جيل عربي برمته.. وانتقل بعد 25 عامًا إلى النشء العربي، وبقوة، إذ أصبح بعض الشباب يتعاطونه كأقراص الأسبرين والبندول، ويسيرون فى الأسواق على غير هدى، لا يهتمون في أنفسهم، ولا يعرفون كيف يعيشون، حاملين هواتفهم، لاهين في الـtiktok ومنصات أخرى إلى درجة الإدمان، كعامل بديل للدراسة والأخلاق الفاضلة، فأحيانًا يفترشون قارعة الطريق، وتارة أخرى يسوقون دراجاتهم أو سياراتهم غير عابئين بما يرتكبون من مخالفات جسام، وأضرار تودي بحياتهم وغيرهم إلى الهلاك... الخ.
ما لا يدع مجالًا للشك، أن الأقراص الكبتاغونية كان يتم تصنيعها، وتهريبها عبر ثغور المنطقة العربية. وما زاد الطين بلة، أنها أصبحت تصنع في بلدان عربية، ويتم تسويقها في المنطقة، والهدف في نهاية المطاف التفسخ الخلقي، وتدمير الدولة العربية الوطنية، ولا أدل على ذلك سوى قول أمير الشعراء:
وليس بعامر بنيان قوم
إذا أخلاقهم كانت خرابا
من الجدير بالذكر، أن الكبتاغون يتم تصديره أيضًا إلى إفريقيا، والأميركيتين وجنوب شرق آسيا لجني الأرباح، وفتح المزيد من المصانع في المنطقة.
وقد ورد في نشرات طبية عن الآثار الصحية للكبتاغون، كما يلي: "إنه يسبب الاضطرابات النفسية مثل القلق، والاكتئاب، والهلوسة، ويؤدي إلى مشاكل صحية جسدية مثل زيادة ضغط الدم، وزيادة معدلات ضربات القلب، والاضطرابات الهضمية، كما يسبب إدمانًا شديدًا، مما يجعل من الصعب على المتعاطين التوقف عن استخدامه". وبالتالي، ليس هناك رجاء في أي إصلاح.
ويشار إلى أن المجتمعات العربية أكثر ابتلاء بتعاطي الكبتاغون، مما يسهم في تدميرها، وربما أشد وقعًا من القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة الأميركية عام 1945م على هيروشيما في اليابان.
حقًا، إن الوقت قد حان لاقتلاع الخطر الكبتاغوني، واستخدام الحزم في مواجهة التهريب، ومعاقبة مرتكبيه، ومتعاطيه، والمتاجرين به، وبأقسى العقوبات.
حقيقة الأمر، إن الغاية من إدخال وانتشار الكبتاغون والمخدرات الأخرى إلى البلدان العربية، تكمن في زرع الفوضى، وشن الحروب، وتقسيم تلك البلدان إلى دويلات متناحرة تحكمها مليشيات وعصابات مأجورة، بغية السيطرة على أراضيها، وجزرها، وموانئها، وثرواتها، والقضاء على ما تبقى لها من إرث تاريخي مجيد.
قصارى القول، إن الهجمة على البلدان العربية شرسة ما بين الكيانين الصهيوني والكبتاغوني، فقد آن الأوان لليقظة العربية من السمود، قبل استفحال الخطر، ولات حين مناص.

الكلمات الدلالية