صنعاء 19C امطار خفيفة

ماذا يجري بحضرموت

السؤال أعلاه لا يمثل جوهر الإشكال متعدد الأوجه الذي تمر بها بلادنا المتشظية أشتاتًا؛ جوهره انعدام الرابط الوطني الممزق بفعل عوامل غذتها عوامل خارجية تحاول الاصطياد في مياه وبرك حضرموت.

ولكن يجب أن نقول لمن يحاول العبث بمياه حضرموت: عليه الانتباه؛ فالمياه الحضرمية عند الحضور، ساعة الإحساس بالخطر، تتحول إلى مياه جارفة منذ حين كانت عاد وثمود، والأحقاف لها بالتاريخ رصيد لا ولن يُمحى. وحضرموت تاريخها وحاضرها موقعًا وثروة، وقبلهما إنسانها الضارب جذوره بالتاريخ، كان رمزه الخلدوني يستدعي من يحاول العبث بحضرموت أرضًا وتاريخًا وتطلعاتٍ نحو نموذج يفارق ما أُغرقت به بقية محافظات البلاد من تشرذمات وتشويه مكونات راسخة جذورها بالأرض.
فعمّا يبحث المستجدون على الأطراف؟ هل يريدون أن يصبحوا عناوين تعيد تشكيل خرائط البلدان وفق قراءات أبعد ما تكون عن جوهر صياغة وتشكيل بنيات وطنية لها تاريخها ولها تطلعاتها؟
ما يُثار هذه الأيام حول حضرموت، وما بات يُخلق داخل جغرافيتها من صراعات جانبية، بل تولُّد مظاهر تستدعي وتستزرع خلافات وصراعات جانبية تماثل تمامًا ما بات يعتمل بباقي محافظات الجمهورية المتعبة المتشظية، ويتم التلويح بخلق كيانات تتصارع بميادين خارج مصالح حضرموت أولًا، ولا تصب نهائيًا في مصلحة باقي محافظات الوطن؛ سواء كانت عناوين الصراع تحت مسمى "بن حبريش"، أو كانت تحت خفة "طيران الريش"، إن هبت عواصف تشير إلى حراك تقوده مفارز الانتقالي أو أي قوى أخرى تنشد مصالح خارج وحدة الصف الحضرمي. وأمر كهذا نراه شركًا يراد من خلاله المزيد من الأضرار التي تصيب جسد محافظة نريد لها أن تكون نموذجًا لخارطة طريق وطنية، وهي تمتلك كل المقومات كي تنهض بمهمة تاريخية كهذه.
حضرموت لا ينقصها التاريخ وخبرته، لا تنقصها التجارب، كما لا ينقصها الغطاء الثقافي والوعي المصاحب بخبرات ومحطات تاريخية تشكل متراسًا وأرضية يعتمد عليها، شريطة ألا يتغول معول العبث بجغرافية وتاريخ وتطلعات محافظة كمحافظة حضرموت.
لذا ننصح ونقول لمن يحاولون جر خيباتهم التي دمرت ولا تزال تدمر غيرها من المحافظات؛ عدن وصنعاء وتعز خير شاهد، ولن نستثني مأرب أو شبوة وكل ما تم زرعه من أشواك تدمى جسد هذه المحافظات: كفّوا، غادروا ساحة العبث، وابحثوا عما ينفع حضرموت ويوحدها أرضًا وبشرًا. وكفى ما نراه بلحج وأبين.
هي كلمات نرسلها عبر هاتف الريح عساها تصل لمن استسهلوا تدمير بلاد اسمها اليمن، مضى عليها بدوامة الحرب عقد ونيف من الزمان. فلماذا تريدون كذلك مزيدًا من إطالة الحرب، وهذه المرة عبر حضرموت؟ وحضرموت لن تسمح بذلك، وذلك عين اليقين.

الكلمات الدلالية