صنعاء 19C امطار خفيفة

باب اليمن وحبشوش اليهودي

باب اليمن وحبشوش اليهودي
باب اليمن - منصات

تذهب أغلب الروايات إلى أن باب اليمن بصنعاء بهيئته القائمة هو معلم حيوي يحيل للطراز المعماري التركي، وتم تشييده في فترة احتلالهم الثاني لليمن، وعلى وجه الخصوص في فترة بقائهم في صنعاء ومناطق شمال اليمن، التي امتدت لقرابة خمسين عامًا (1872-1918)، على أنقاض باب قديم أصغر ومتهالك.

هناك سردية ثبتها يحئيل حبشوش في كتابه "رحلة في رحاب اليمن"، التي قام بها إلى بلده الأصلي في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، بعد 62 عامًا من مغادرته لصنعاء التي ولد فيها في عشرية ذات القرن؛ أرجع فيها تصميم بعض أجزاء الباب للمؤرخ اليهودي حييم بن يحيى بن سالم الفتيحي حبشوش، الذي رافق المستشرق اليهودي الفرنسي الشهير جوزيف هاليفي في رحلته إلى مأرب والجوف في 1893، وكتب نص الرحلة بلغته الصنعائية الدارجة الحميمية، على العكس من اللغة الاستعلائية للمستشرق الفرنسي.
يقول يحئيل: "حاییم حبشوش كان أحد المصممين، وهو الذي اقترح وضع الأعمدة على الجانبين، وربطها بأطواق النحاس لتجميلها. وافق الأتراك على اقتراحاته، وعهد إليه صناعة الأطواق النحاسية، وزودوه بالنحاس، وكان حاييم حبشوش -إلى جانب كونه أديبًا ومؤرخًا- نحاسًا (أي يتعاطى صناعة النحاس)، ومهنته هذه كانت لمعاشه، وهكذا فإن زائر "باب اليمن" في أيامنا يشعر بجماله الأخاذ، وتتجلى أمام ناظريه الأطواق، والتي صنعها حاييم حبشوش، وكأنها الشامات على أحجار الباب".
المصدر: رحلة في رحاب اليمن، يحئيل حبشوش، بدون تاريخ نشر، ص32، وينظر أيضًا كتاب "رؤية اليمن بين حبشوش وهاليفي"، مركز الدراسات والبحوث اليمني، 1992.

الكلمات الدلالية