قراءة في زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى امريكا
قام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة رسمية لـ(واشنطن) يوم 19 نوفمبر 2025م، تناولت العلاقات الثنائية السعودية _ الأميركية في المجالات المختلفة، واستعراض الوضع في المنطقة.
وقد شهدت الزيارة استقبالاً مراسمياً استثنائياً لم تشهده الولايات المتحدة الأميركية منذ تأسيسها في 4 إبريل 1776م، إذ استعرض نسور الجو، والخيالة، وحرس الشرف في مشهد مراسمـي فريد احتفاءً بالزيارة، وتخلل المشهد العزف الموسيقي، ونشيد البلدين، ومصافحة المسؤولين.
كما حضر في البيت الأبيض رجال أعمال، وإعلاميون، ورئيس (الفيفا)، ورياضيون مراسم الاستقبال، ثم التقوا جميعاً في مأدبة العشاء، كما عقدت اجتماعات ولي العهد السعودي الأمير (محمد بن سلمان) مع الرئيس الأميركي (دونالد ترمب). وأقيم المؤتمر الصحفي، واستعرض الجانبان الشراكة الاستراتيجية في عالم التكنولوجيا الحديثة.
وقد أشاد الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) بولي العهد السعودي الأمير (محمد بن سلمان)، كونه يمثل عهداً جديداً من الشراكة التكنولوجية في شرق أوسط جديد، بعد ثمانية عقود من لقاء الرئيس الأميركي (فرانكلين روزفلت) بالملك (عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود)، كما أثنى على الدور المهم الذي لعبته السعودية في اتفاق السلام بـ(غزة)، ورفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، ووافق على طلب ولي العهد السعودي بوقف الحرب في السودان. ومن الملاحظ أنه لم يتم ذكر اسم اليمن في المؤتمر الصحفي.
وعلى صعيد آخر، منح الرئيس (ترمب) السعودية صفة حليف رئيس خارج حلف شمال الأطلسي (NATO).
في المقابل، قدم ولي العهد السعودي شكره على حفاوة الاستقبال، وقال إن حجم التعاون الاقتصادي بين (الرياض) و(واشنطن) كبير جداً، وهناك فرص مشتركة عظيمة مع أميركا. وسترتفع الاستثمارات من 600 مليار دولار إلى (تريليون) دولار.
وعلى هامش الزيارة، التقى برجال أعمال، وبرلمانيين، وأصحاب الشركات.
وقد أسفرت الزيارة عن نتائج إيجابية في ميادين متعددة، في مقدمتها:
_ تعزيز العلاقات الثنائية في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاستثمار، وتم تخصيص مبلغ 270 مليار دولار في هذا الخصوص.
_ توقيع اتفاقية دفاع استراتيجي تجسد التزاماً بتعميق الشراكة في المجال الدفاعي والأمني والصناعات العسكرية بين البلدين، والبحث عن إمكانية تطوير برنامج نووي مدني سعودي مع توفير التكنولوجيا الأميركية والضمانات الأمنية، والموافقة على شراء 300 دبابة، وشراء طائرات مقاتلة من طراز (F-35) وفقاً لمواصفات دقيقة، تعزيزاً للأمن الإقليمي ودعماً لجهود السلام. وكذلك إبرام اتفاق الذكاء الاصطناعي، والمعادن النادرة، والرقائق الصناعية.
إن الزيارة — بنظر مراقبين — ستفتح آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي والأمني، وإن السعودية بعد هذه الزيارة ستكون صورة مختلفة عما كانت عليه من قبل.