صنعاء 19C امطار خفيفة

الممنوع في هذيان الكيبورد

العلاقة بين المواطن اليمني وبين الحرية والكرامة والسلام والمحبة علاقة حب ممنوع، تمنعه السلطات وتحرمه. والحب الممنوع هو: "الحب الذي يُحرم أو يُمنع بسبب عوائق اجتماعية أو دينية أو قانونية." وسلطات الأمر الواقع تمثل عوائق سياسية ومذهبية واجتماعية في طريق المواطن اليمني وحبه المشروع للحرية والحياة الكريمة.

ما علينا والسياسة؛ خلونا ندعو الله أن يعجّل بفرجه عن البلاد والعباد، ونتواله لنا في الأدب والسينما التي غالبًا ما يكون الحب الممنوع موضوعًا جذابًا وشيقًا؛ فيها قد ينتصر أحيانًا، لكن في الواقع النتائج قد تكون مختلفة غالبًا!
تتذكرون أن الحب الممنوع في بعض القصص ينتصر، ويتمكن العشاق من تحدّي العوائق والتغلب عليها وتحقيق سعادتهم. لكن في حالات أخرى قد ينتهي الحب الممنوع بالفشل أو بالخسارة بسبب عوائق وعقبات اجتماعية أو قانونية أو دينية. لكن حب اليمنيين الممنوع للحرية والكرامة والسلام والمحبة له عوائق إضافية أخرى، لذلك من المهم النظر إليه بجدية ومراعاة العواقب المحتملة إن استمر قرار منعه.
يا جماعة، اشهدوا على الكيبورد الحاقد هذا كيف يجر أناملي إلى الحروف ويحرضها على إنتاج العبارات الممنوعة! ومن خُبث شيطانه ذكرني بقصة تاريخية إسلامية لحب ممنوع تاريخي لكنه انتصر: قصة زواج الخليفة عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب. وهي قصة، كما ذكرها عدد من الرواة، تظهر كيف أن الخليفة عمر بن الخطاب أراد أن يتزوج أم كلثوم، وهي ابنة الإمام علي بن أبي طالب. فعمر بن الخطاب أرسل إلى علي بن أبي طالب يطلب يد أم كلثوم، لكن عليًا رفض قائلاً: "إنها صغيرة." لم يقبل عمر بن الخطاب بالرفض وأصر على الزواج من أم كلثوم. فقال علي بن أبي طالب: "إنها لم تبلغ الحلم بعد." لكن حب عمر بن الخطاب الممنوع بحكم السن انتصر وتزوج أم كلثوم — هكذا هو مختصر الرواية.
وقلد الله الرواة، وهكذا هو شيطان الكيبورد ويدُ الفارغ من النار؛ فلا يقضي القاضي وهو جائع، ولا على المظلوم حرج. وأنا قمت بتحطيم الكيبورد تجنّبًا لوساوس شيطانه، ولعلمي أنه وقت الصدق سيتبرأ شيطانه عما فعل من حروف وشكل من هذيان ويصرخ بكفرانه بما فعل.
لكنّي ندمت، وأنا الآن ذاهب لشراء كيبورد جديد، وأنزع منه بالقوة حروف عبارة "الحب الممنوع" الذي يزعج السلطة، وإن كان القانون يجيزه. مؤاثره مني للسلامة!
تقولون: ممكن؟

الكلمات الدلالية