صنعاء 19C امطار خفيفة

حقدهم لا مثيل له

إننا في اليمن نعيش زمنًا كثر فيه الظلم، وانتشرت فيه المظالم، وصار حكامنا يأكلون حقوقنا دون رحمة ولا وازع من ضمير.

في هذه المقالة سأتحدث عن موقف تتجلى فيه ومنه مفارقة موجعة بين مشاعر كافر جاهلي ومشاعر من يتحكم فينا ممن تستهويهم المظالم اليوم:
لعل أكثرنا قد سمع مقولة لجاهلي قالها بأعلى صوته: "أنأكل الطعام وبنو هاشم جوعى!"، كلمة يا عباد الله تفجّرت من بين أنياب كافر، ولكنها حملت من المروءة ما افتقده الكثير من المتأسلمين في زماننا!
قالها زهير بن أبي أمية، في ليل الجوع والحصار، حين أُطبقت على بني هاشم صحائف الظلم، وامتدّت المقاطعة كالسيف على أعناقهم: "يا أهل مكة، أنأكل الطعام، ونلبس الثياب، وبنو هاشم هلكى، لا يُباع ولا يُبتاع منهم؟! والله لا أقعد حتى تُشَقَّ هذه الصحيفة القاطعة الظالمة".
ليس منا من يجهل أن الهاشميين الذين يحكموننا اليوم بالغلبة وبقوة السلاح، يفتقرون إلى مثل أخلاق وقيم هذا الجاهلي الكافر، فلم نسمع أحدًا منهم يخاطب قومه ويقول: أنأكل ما لذ وطاب من الطعام والناس جوعى؟!
أنقبض الملايين شهريًا بمسميات عدة، وغيرنا يموتون جوعًا دون رواتب منذ سنوات؟!
أنبعث أطفالنا إلى الخارجـ وشبابنا إلى أعلى المناصب، وأطفال غيرنا نتخذهم وقودًا لمعاركنا، وشبابهم نعتقلهم بتهم وهمية؟!
لم نسمع أي أحد منهم يصحو ضميره ويصرخ في وجوه أصحابه قائلًا: أنخطف لقمة المواطنين من أفواههم، ونغلق في وجوههم مصادر العيش، ونفسد في الأرض، وننهب المليارات بمسميات ما أنزل الله بها من سلطان، ونتملك أفخم المباني والعمارات، ونقتني أجمل الحلل وأغلى المركبات، وغيرنا يموتون جوعًا؟!
حقيقةً لقد أبان لنا هؤلاء القوم أنهم لا يملكون ذرة من إنسانية كان يمتلكها الكفار والمشركون الجاهليون عبدة الأصنام، وارتضوا لأنفسهم أن تكون نخوة الجاهليين أكرم وأنقى من نخوتهم، وأن تكون أخلاق المشركين أسمى وأنزه منهم ومن أخلاقهم، وأن تظل ضمائرهم أدنى بكثير من ضمائر عرب الجاهلية، وأن يكون حقدهم على الناس حقدًا لا مثيل له..!

الكلمات الدلالية