غطِّ وجهك..
في الحروب البينية المعتادة، ببلاد الإسلام عامة، وفي بلاد العرب أوطاني خاصة، وأنت تمر على المشاهد الاعتراكية، وعلى المقاصل، الأولى والأحرى، والأفضل والأسلم لقلبك وفكرك ودينك ومروءتك، بل وإنسانيتك، الأولى أن تغطي وجهك وتغض بصرك..
 فعندما تندلع الحروب، وما أكثرها، تحتشد أدلة الجواز، وتعمل آلة الموت حصدًا وسلخًا وتنكيلًا، ودفن أحياء.
 بلاد العرب أوطاني، لا تشابهها بلاد أخرى في هذا..
 جز، وحز، ونحر وبقْر بطون، وانتهاك أعراض، وما شابه..
 "الفاشر" السودانية مثال طري، ندي، مشاهد برسم الموت الزؤام، سترغمك، بداهة، لتغطية وجهك، حتى لا يتلوث ضميرك بالوساخة، وساخة وقذارة ونجاسة "الجنجويد"، ومثلها وساخة الداعم الممول الـ"عتريس".
 وحتى لا تتقلب في المواجع والكوابيس، والآلام والأحلام المزعجة لسنوات ستطول، ولا تدري كم عددها.. قادمة.
 "الفاشر" مرايا عاكسة لأكثر من بوسنة أخرى، لأبشع من غزة ثانية، لأرعب وأرهب هولوكوست بشري، ولكن على الطريقة الإسلامية، وعلى سنن العرب المؤكدة.
 "الفاشر" مذبحة من الوريد إلى الوريد، والبنادق على الزناد تردي وتبيد، والوجوه المتجهمة المتغطرسة الكالحة المجرمة الشاربة للدم والصديد، ولا من يميد أو يحيد..
 وعند الله تجتمع الخصوم..
     
                 
                                                                                 
                         
                        