انتصار الحمادي.. خمس سنوات والروح أوسع
خرجت انتصار الحمادي بعد خمس سنوات طويلة امتدت كزوامل مرّة كأن الجدران نفسها تنشدها على نفسها قبل أن تنشدها عليها، وكأن الزمن أراد أن يختبر من يستطيع أن يضحك على العبث ومن ينهار أمام اللعبة الكبيرة، اللعبة التي يعشقها التاريخ ويبالغ في تقديرها.
كل لحظة كانت كمرآة تعكس السلطة في صورها الغريبة، تعكس التاريخ في وجوهه المندسة، تعكس الزمن في ثقل الانتظار. كل كلمة لم تُقال كانت جدارًا، وكل صمت كان حصنًا، وكل نظرة كانت مراقبة من مؤرخ غائب يسجل الوقائع بلا شهود.
خمس سنوات كانت ككتاب لم يُطبع، تعلمت فيه الصبر، وتعرفت فيه على عبث السلطة، وعرفت أن اللعبة الكبرى لا يحبها إلا الجميع. السلطة تقول إنها تحمي، التاريخ يقول إنه يشهد، والعالم يراقب ويمر. لكنها لم تكن ضحية، كانت مراقبة تتقن كل قواعد اللعبة، وتضحك بصمت على من يظن أنه يملك زمامها.
العالم حاول أن يحبسها، والزمن حاول أن يكسرها، والسلطة حاولت أن تحرفها، لكنها خرجت لتثبت أن الحرية ليست في الخارج فقط، بل في القدرة على أن تظل روحك أوسع من كل زنزانة، أذكى من كل حاكم، وأخفّ من كل ظلم.