صنعاء 19C امطار خفيفة

مصر يَامَحَلا مصر!(2-2)

لم يَتسنَّ لي الذهاب لزيارة الأقصر ورؤية الأهرامات، لكني رأيت ما هو أعظم من الأهرامات. فقد حظيت برؤية الإنسان المصري، وعرفته عن كَثَب.

كَانَ شَهرًا واحدًا كافيًا لأن أعشق مصر وأحبها وأحب ناسها حبًّا أخذ بمجامع قلبي.
لا أنسى المهابة والدهشة التي غمرتني فوق «الأوتوبيس» الذي كنت أستقله في أحد أحياء القاهرة، وأنا أشاهد ذلك الشخص الواقف بَاسِطًا ذراعيه يقرأ جريدته بوقار وهدوء في ذروة الزِّحام.
كنت كثيرًا ما أتردد على المكتبات في الأوزبكية، وفي وسط البلد. وفي الأزبكية تعرفت على صاحب كشك كُتبِي، وفيما أنا أنظر الكتب، جاءه شخص يطلب كتابًا للفخر الرازي عن تعبير المنام، فأخبرته أنه -بحسب علمي- ليس للرازي كتاب عن الرُّؤى والأحلام، وأنَّ تفسيره المشهور «مفاتيح الغيب»، و«شرح نهج البلاغة»، وغيرهما من الكتب الكلامية والأصولية. وأنشدته أبياته:
نهاية إقدام العقول عقالُ
وغاية سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشة من جسومنا
وغاية دنيانا أذىً ووبالُ
وكم من جبالٍ قد علت شرفاتها
رجالٌ فزالوا والجبالُ جبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى ما جمعنا فيه قيل وقالوا
فبدت على هذه المشتري علامات الأسى والحزن، وأخذ يردد كلمة: «قيل، وقالوا!»، «قيل وقالوا!».
وطلب مني صاحب الكشك الجلوس، وطلب لي من أحد الباعة كوبًا من الشاي. وأخذنا نتحدث في شؤون الكتب والثقافة، وساقنا الحديث إلى أن حدثني أنه حبس لأمرٍ لم أعد أذكره، وذكر أنَّ قريبًا له إذا قدم من أرياف مصر لزيارة أقاربه، أول ما يقوم به هو زيارة سيدنا الحسين في القاهرة القديمة، ثم يعرج بالزيارة لأهله.
والمصريون -بحسب رأيي- هم أكثر الشعوب العربية تدينًا واستقامة عن شعور وإيمان حقيقيين، ومحبتهم لآل البيت النبوي، محبة فطرية طبيعية، لا تشوبها دعاوى السياسة، ولا يكدرها الغلو الممقوت.
وما أصاب مصر وحال دون أن تستكمل نهضتها التي ابتدأتها منذ أيام محمد علي باشا، ما منيت به من طفرة ظهور النفط في الجزيرة العربية، ونشر مذهب الوهابية والسلفية والإسلام السياسي.
ومازال الناس يتعالمون حتى يومنا هذا أنَّ «مصر أمّ الدُّنيا»، وهي عبارة ذكرها ابن خلدون في مقدمته، ولا تخطئها عين الحقيقة.
ويخصّ ابن خلدون مصر والشام من بين سائر الدولة العربية الوحيدة بخلوهما من القبائل والعصبيات التي تحول دون إقامة الدول بحسب ما ذكره في مقدمته؛ فأمكن بذلك نشوء دول عَرَفت شيئًا من الاستقرار والرقي والتطور قِياسًا بغيرهما.
وكما أسلفت، فإنَّ المصري متدين بطبعه، يمارس عبادته وشعائره الدينية بدافع من روح خالصة سامية عُلويَّة، بعيدة عن كل غرض رخيص، أو غاية دنية.
وعندما تحدث العلامة القاضي شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني عن احتلال الفرنسيين لمصر عام 1213هـ، ودخولهم القاهرة، أعقب ذلك قائلًا: «هذا خَطبٌ لم يصب الإسلام بمثله. فإنَّ مصر مازالت بأيدي المسلمين منذ فُتِحتْ في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى الآن، ولم نجد في شَيءٍ من الكتب التاريخية ما يدل على أنه قد دخل مدينة مصر دولة كفرية. والإفرنج الذين وصلوا إليها في أيام العاضد ووزيره شاور، وكذلك الذين وصلوا إليها في دولة بني أيوب، لم يدخلوا مدينة مصر، بل غاية ما بلغوا إليه دمياط ونحوها، ومازالت تلك المدينة وسائر بلادها محروسة عن الدُّوَل الكفرية؛ فإنَّ التتار دوخوا جميع بلاد الإسلام، ولم يسلطهم الله على مصر، بل عادوا عنها خائبين مقهورين مهزومين، وكذلك تيمورلنك مع تدويخه لسائر الممالك لم يُسلَّط عَلِيهم» (البدر الطالع: 2/ 3).
وفي مصر تعرفنا على سائق تاكسي، على قدر من الخلق والاستقامة والأمانة، وكان يُدعَى «أبو خالد»، وكُنَّا كثيرًا ما نحتاجه لقضاء بعض أغراضنا.
وكان رَجلًا نبيلًا، وأخبرنا أنَّ له ابنةً تدرس طب بيطري، وأنها لا تكاد تجد وقتًا حتى لتناول الغداء معهم، بل تكتفي بالشيء اليسير من الطعام، وهي عاكفة على كتبها غالب أوقاتها.
وأنَّ دراستها بلغت من الصعوبة والتعقيد، حتى إنها قد لا تجد وقتًا للذهاب لدورة المياه.
ومع كل هذه المعاناة التي تواجهها في دراستها، لم تسلم من السخرية التي تلقاها من بعض الأقارب والمعاريف بأنها ستتخرج «طبيبة بهايم!».
وكان صديقنا هذا، في أثناء وقوفه، قد يجد بعض معارفه، ويأخذان في الحديث، ويكون السؤال من أحدهما للآخر: «ازيَّك؟ عاملْ إيه؟».
فأعجبتني الكلمة ولقطتها. وفي إحدى زياراتي الصباحية لمكتبة فخمة بوسط البلد، وجدت فَتاةً تقوم بالبيع. وبعد أن ألقيت عليها تحية الصباح، سألتها: إزيك؟ عامله إيه؟
فلاحظت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهها، ومع ذلك، فقد أجابتني: «كُويِّسَه».
وظلت ابتسامتها الغريبة سُؤالًا يشغلني، حتى رأيت أبو خالد وأخبرته. فقال لي: إنَّ مِثلَ هذا السؤال لا يكون إلا مع الشخص الذي تعرفه بشكل جيد، ولا يوجه للغُرَباء.
وذات مساء ذهبت لزيارة «مكتبة مدبولي»، وكان البائعان: رَجلًا كهلًا، وفتاة شابة، وكانا يتناقشان ويتجادلان في بعض المسائل الخاصة بالمرأة وحقوقها، ووجدت نفسي أخوض معهما في حديثهما وأتوسط بينهما، ورجحت كفَّة الفتاة على زميلها، فَسُرَّت الفتاة، وتبلجت أساريرها، وسألتني في أية كلية أقوم بالتدريس، وما هو تخصصي؟
فأخبرتها أني لست دكتورًا جَامعيًا. وأخذنا نتحدث قليلًا، ثُمَّ إنَّ زميلها بدا عليه الضيق وطلب منها الانتباه للعمل، فاستأذنت وانصرفت.
كُنَّا نسكن في شقة في أحد أحياء القاهرة، وكان بالشقة المجاورة عائلة سورية ممن انتقلوا للعيش بمصر عقب الحرب الأهلية التي اندلعت فيها. وكانت المرأة تزور البيت وتتبادل الأحاديث مع نساء البيت.
وكان حارس العمارة مصريًّا يسكن مع زوجته وابنته. وكان يظهر من ملامحهما أنهما من أرياف مصر. كان الحارس وامرأته في غاية من الطيبة والبساطة، وكانت ابنتهما على قدر من الحسن الطبيعي، يتجلى فيها جمال الفتاة الريفية المصرية، وكانت الحُمرَة تطبع خديها بشكلٍ لافت.
في أسفل الشارع بالجوار، كانت امرأة تجلس بداخل الكشك، لبيع الصحف المصرية، وفي بعض الأحيان تقوم بعملها ابنتها الشابة.
وكنت أمر عليها صباحًا لشراء صحيفة مصرية لم أعد أذكرها، وكان خلفها صورة معلقة لفتى في العشرين من عمره تقريبًا.
كان الحزن باديًا على هذه المرأة المسكينة المكافحة. وذات يوم، وفيما كنت مع والدتي لشراء الصحيفة منها، سألت والدتي: هل هذا ابنك؟!
فأجابتها والدتي: نعم. فاستهلت الدموع من عينيها، فسألتها: ما لك تبكين؟ ولِمَ أنتِ حزينة؟
فشرعت تخبرنا أنَّ الفتي الصغير الذي تعلق صورته هو ابنها المتوفى قَريبًا، وأنه أصيب بمشاكل في أنفه، فذهبت به إلى القصر العيني المحلي الخاص بالمواطنين الفقراء، وليس القصر العيني الفرنساوي الذي يقصده نخبة المجتمع وذوو اليسار منهم.
قالت: فأخطؤوا في علاجه، وساء وضعه الصحي، وتفاقمت حالته؛ حتى فارق الحياة.
وبعد أن فقدت ابنها، طفق أقاربها ومعارفها يلومونها ويكثرون عليها في ذلك، وكيف أنها ألقت فلذة كبدها بين يدي هؤلاء، وَلِمَ لَمْ تَذهبْ به إلى القصر العيني الفرنساوي.
هذا عِوَضًا عن مواساتها، أو الوقوف بجانبها في محنتها، وهم على دراية بأنها أرملة فقيرة على قدر حالها.
فقلت لها: لا عليك. ولا تبتئسي، فلن يُحبَّ هؤلاء المتحذلقون ابنك كحبك له، فلا تهتمي بأقوالهم، ولا تبالي بهم.
قصة غريبة
ومن الأشياء الغريبة التي حصلت معي، أني رأيت في إحدى الليالي الصديق العزيز والجار الطيب الذي مات شابًا، حسن باحبيش، ورأيتني أعاتبه بعدم زيارته ورؤيتي له، فأجابني أنه منقطع حتى عن أهله.
وفي اليوم التالي، ذهبت للمستشفى الذي أجرت فيه أختي أروى عملية، فإذا بي أرى أمه الخالة الفاضلة، وأخته هدى -رعاهما الله- وكانتا قد استقرتا بمصر منذ مدة، فاستغربت حين رأيتهما. وبعد السلام أخبرتهما بلهجة مصرية: أني البارحة رأيت حسن في منامي.
فأخذتا تضحكان حين سمعتاني وأنا أتحدث معهما بلهجة مصرية، لا أدري مدى إجادتي لها.
الأقلية الدينية بمصر: الأقباط المسيحيون
كَثيرًا ما سمعت من بعض المواطنين المصريين ذوي الفطرة النقية والعقول السليمة، الثناء على إخوانهم المسيحيين الأقباط، ويحمدون أخلاقهم، وأنَّ أكثر ما يميزهم -حتى على إخوانهم المسلمين- اتِّصَافهم بالصدق وحسن المعاملة.
حتى لقد أخبرني أحد السائقين أنَّ المسيحي المصري لا يمكن بحال أن تسمعه يحلف، وإذا ما اضطُرَّ إلى تأكيد كلامه يقول لك: «سَدَّأنِي»، (صدقني).
وفي ظهر أحد الأيام، وفيما أنا أتمشى في حي قريب من «العَتَبَة»، صادفت شابًا في العشرينيات من عمره، وسألته عن مكانٍ مَا، فرفع يديه باسطًا لها، وقال لي: «سَدَّأنِي ما اعرفش!».
فأثار رَدُّه استغرابي، وقلت في نفسي: لِمَ احتاج مِنِّي أن أصدِّقه، وأنا لم أكذبه في سؤالي، ولم يبدُ عليَّ شيءٌ من أمارات التكذيب؟!
ومضيت في حال سبيلي، وفي طريق العودة عدت إلى نفس المكان الذي جئت منه، فوجدت هذا الشاب اليافع يمشي مع أمِّهِ وَاضعًا يده على ظَهرهَا بِصُورة مؤثرة؛ وهي ترتدي قَميصًا أسودَ وفُوطة سوداء، وكانت ضخمة البنية وشعرها بَادٍ قصير تلفُّهُ قَبّاضَة.
فعرفت حينها أنَّهُ مسيحي، وذكرت حديث صاحب التاكسي الذي أخبرني بخصال المسيحيين الأقباط.
إلا أنه، وفي إحدى الزيارات للمستشفى الذي كنا نقصده باستمرار، صعدنا مع صاحب تاكسي استأجرناه، وفيما نحن نعتلي أحد الجسور، مررنا بكنائس، كانت على أيماننا، وكان بالقرب منها مستشفى، فسألت سائق التاكسي، وكان مُلتحيًا يلبس ثَوبًا أبيض، ويبدو عليه أنه ذو تَوجهٍ سَلفي: هل هذا المستشفى خاصٌ بالمسيحيين، وهل هو مستشفى خيري مجاني، كونه بِمقربة من هذه الكنائس؟
فأجابني، متحدثًا بلغة عربية فصحى متكلفة، ممزوجة باللهجة المصرية: «نعم. ولكن لا أنصحُ بهزا!» (بضمِّ الحاء في «الفِعْل»، وبالزاي بدلًا عن الذال في «هذا»).
وأثناء سيرنا، صادف أن ارتطمت سيارته في مطب، ولم يَعتَمْ قَليلًا حتى ضَربَ في مطبٍّ ثانٍ، فسمعته يهمهم ويدعو الله بصوت خافت ويقول: «اللهُمَّ زَكَّرنِي!». (بالزاي في الفعل، وليس بالذال).
فشعرت بالأسى إلى الحال التي وصلنا إليها في بلداننا العربية، والغباء الذي تفشى فيها، بفضل هذه التيارات الدينية المصنعة، وقلت في نفسي: لو أنَّ الله تَركَ شؤون الكون، لِيفرغَ لتذكير هذا الأحمق بشأن المطبَّات التي تعترضه في طريقه، لاختلَّ نظام العالم.
وكان من الأماكن التي قصدناها للزيارة مسجد عمرو بن العاص، وهو بالمحل الذي كان يقال له قَديمًا الفُسطَاط، وكانت كنيسة تربض بجواره، أظنها كنيسة القديس ماراجرجس فيما أظن.
وقبل دخولنا، أنا والوالدة، صادفنا شَابًا مسيحيًّا، ومعه صبي يافع يعمل معه، يبيع على ناصية الشارع بعض الكروت التي تباع عَادةً للسائحين والزوار، وفيها صُوَر بعض المعالم التراثية المصرية كالأهرام وبعض الكنائس.
وَشَرعت أتحدث مع الشاب، وأسأله عن بعض الأشياء، ثُمَّ أعجبتني بعض الصور المعروضة، فأحببت أن ألتقط لها صُوَرًا بتلفوني، فأخبرني الصبي العامل بأنَّ هذا غير مسموح، لأنَّها للبيع، فاعتذرت منه، وسمع ذلك الشاب الفاضل حديثنا، فقال له: لا بأس هذا صديقنا، فشكرته مُمتنًّا للطفه، وانصرفت.
ودخلنا المسجد، وصليت فيه، ثم ذهبنا للكنيسة، ورأينا التصاوير المختلفة، وبعض الصور التي تحكي كرامات هذا القديس الذي قتله الرومان.
وهذا بخلاف ما يذكره المؤرخون أنَّ المسلمين لمَّا دخلوا مصر، عرف قائدهم عمرو بن العاص قِصَّة البطريرك بنيامين واختفائه من الروم؛ فَكتبَ إلى جميع أقاليم مصر كتاب أمان له؛ لعدم معرفته حينئذ بالموضع الذي كان مختفيًا فيه، ما نَصُّه: «الموضع الذي فيه بنيامين بطرك النصارى القبط، له العهد والأمان والسلامة من الله، فليحضر مُطمئنًا، ويدير حالة بيعته وسياسة طائفته».
وقد حرص حُكَّام مصر في عصورها الإسلامية المزدهرة في تواقيعهم المختلفة في ما يتعلق بالرئاسة الدينية القبطية بمصر، ومِمَّا جَاء في بعض مكاتباتهم: «مِنْ شِيمِنَا الشريفة الوصية بأهل الكتاب عَملًا بالسُّنة... فنحن -بحمد الله- معتنون بمصالح الرعية، وإن اختلفت مللهم وآراؤهم، وتفرقت مذاهبهم وأهواؤهم» (كلمة موجزة حول المولد النبوي وميلاد السيد المسيح عليهما السلام، من كتاب: قراءات في التراث والتسامح، ص188).
ويقول الأستاذ والمؤرخ الجليل فيكتور سحاب إنَّ «الإسلام في دولته التاريخية اتَّسعَ لمواطنين مسيحيين، بل أثبت أنَّه أكثر اتساعًا للمسيحيين العرب من دولة بيزنطة المسيحية» (من يحمي المسيحيين العرب، ص64).
ومع ذلك؛ لا يمكن المجازفة بالقول بأنَّ أوضاع الأقليات الدينية أو حتى المذهبية في بلداننا العربية والإسلامية، كانت على وفاق دائم، أو أنها كانت بيضاء نقية في أدوار التاريخ المختلفة، لكنها -في الغالب- كانت بحالة جيدة، وتعيش بسلام، ولم تصل إلى هذا البؤس الذي أصبح سمة عصرنا هذا، وهذا بسبب انتشار متطرفي التيارات السلفية المتشددة، وبعض منتسبي تيارات الإسلام السياسي، ودعم القوى الغربية لها خِدمةً لمصالحها الاستعمارية.
والخلاصة أنَّ المجتمعات الديمقراطية التي يشيع فيها التنوع، وتسود فيها قيم وثقافة احترام الخصوصيات الدينية والمذهبية، لا شكَّ أنّها مجتمعات ثرية بهذا التنوع الخلاق، وأنَّ هذا التنوع يشكل لها مصدر قوة.
أمَّا فرض ثقافة أحادية بدعاوى الوحدة الدينية أو الوطنية أو الأيديولوجية، فهو مُفضٍ -ولا شكّ- إلى عُقم الأوطان، وخرابها بالحروب والفتن الداخلية، فَضلًا عن تخلفها، وحرمانها من أهم ميزاتها وخصائصها.

الكلمات الدلالية