إطلاق المتوكل والدروس المستفادة
كما هو منتظر منذ ساعات الصباح، صححت السلطة في عدن مفاعيل قرار اعتقال الكابتن محمد عباس المتوكل، وأفرجت عنه.
قرار الإفراج يظهر، أولا، ان هناك سلطة تتفاعل مع الانتقادات لأي سلوك يتنافى ونصوص القانون وحقوق الانسان، وبينها الحق في السفر.
والقرار، ثانيا، اشارة للسلطة في عدن بمختلف افرعها، ومكوناتها، بأن الناس العاديين يراقبون سلوكها وفي بالهم ان هذه سلطة "شرعية" تقول انها ترفض الميليشيات وتقاومها، وليس مقبولا منها ان تسلك سلوك الميليشيات تجاه مواطنيها.
وهذا القرار، ثالثا ودائما، درس مفيد لفئة محسوبة علينا تدافع عن سلوك السلطة، او مكون داخلها، فور وقوعه، واحيانا قبل وقوعه، ثم تتوارى ساعة تعتذر السلطة عن سلوكها. وهذه الفئة من الإعلاميين تكاثرت في العقد الأخير، وصار عدد من أفرادها معلقين دائمين في قنوات محلية وعربية تتبع اطراف يمنية او عواصم عربية متدخلة في اليمن، يقولون ما ينتظره اصحابها منهم، ويجتهدون احيانا فيفبركون قصصا يعتبروها متماسكة كما حصل مساء الأحد ونهار الاثنين.
عسى هؤلاء "الزملاء" ان يستوعبوا الدرس المتكرر منذ عشر سنوات: الصحفي يتحرك في واقعه مسلحا بدستور وقوانين وأخلاقيات مهنة، متى احتكم اليها فإنه، غالبا، لن يستغفل من مسؤول حكومي او زعيم حزبي او ضابط مخابرات محلي او عربي شقيق!