صنعاء 19C امطار خفيفة

صنعاء تودّع نغمتها الشعبية.. جنازة الفنان علي عنبة تهزّ القلوب

صنعاء تودّع نغمتها الشعبية.. جنازة الفنان علي عنبة تهزّ القلوب

لم تكن شوارع صنعاء صباح الثلاثاء مجرّد ممرٍّ لجثمان فنانٍ راحل بل كانت أنهاراً من الوجدان تتدفّق من كل صوب، تودّع صوتاً عاش في قلوب الناس. الفنان الشعبي الكبير علي عنبة غادر بصمتٍ وشيّعه الٱلاف بالدموع وذاكرةٍ مثقلة بالمحبة.

منذ ساعات الصباح الأولى امتلأت شوارع صنعاء بالحشود جاءوا من مختلف المحافظات صغاراً وكباراً. لم يجمعهم نداء رسمي بل جمعهم الحنين، نداءٌ من القلب إلى القلب يودّع من غنّى للناس بصدقٍ يشبه خبزهم وماءهم.
كانت الجنازة مشهداً نادراً في تاريخ اليمن، كأن الوطن نفسه خرج ليقول شكراً لصوتٍ ظلّ شاهداً على ملامحه البسيطة وأحلامه التي لم تكتمل.
الكاتب أحمد غراب وصف المشهد قائلاً: "بساطته وقربه من الناس هما ما جعلا هذا الحشد يفيض وفاءً. ربما لن يخرج مثل هؤلاء في جنازة سياسيٍّ بارز أو ثريٍّ نافذ، لكنهم خرجوا كلهم لأن علي عنبة كان واحداً منهم، نقيّ القلب، صافي النية، بلا كِبرٍ ولا تصنّع."
الفنان هيثم العلفي بدوره رأى أن الجنازة كانت ثاني أكبر جنازة في تاريخ اليمن بعد جنازة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، في إشارةٍ إلى عمق الأثر الذي تركه علي عنبة في الوجدان الشعبي.
أما الكاتب محمد عبيد فقد رثاه بكلماتٍ من الضوء قائلاً: "رحل علي عنبة كما يرحل البسطاء، بصمتٍ لا يليق بما تركوه فينا من ضجيجٍ جميل. لم يكن مجرد فنان شعبي، بل ذاكرة اليمن التي غنّت للناس لا للسلطة، للوجدان لا للشهرة. بصوته كان يرمم ما تهدّم في أرواحنا، ويمنح للحزن لحنًا يمكن الرقص عليه."
رحل علي عنبة لكنه ترك خلفه وطناً بأكمله يردّد أغانيه كلما ضاقت به الحياة. لقد غنّى حتى آخر نفس وترك فينا أغنيةً لا تنتهي.. أغنيةً اسمها اليمن.

الكلمات الدلالية