صنعاء 19C امطار خفيفة

اغتيال الحمدي كان كارثة وطنية

الحمدي خلال الاحتفال بيوم المعلم 1976 (عبدالرحمن الغابري)

مثل اغتيال الرئيس اليمني الأسبق إبراهيم محمد الحمدي، كارثة وطنية على اليمن واليمنيين، بكل المقاييس السياسية والاقتصادية والاجتماعية، شمالًا وجنوبًا، فقد جعلتنا هذه الكارثة نتأخر عن تحقيق الوحدة اليمنية كمشروع وطني سياسي واقتصادي واجتماعي، ونتأخر عن الشعوب في مضمار التنمية الاقتصادية والاجتماعية عقودًا من الزمن.

إن اغتيال إبراهيم الحمدي كان بالنسبة لليمن بمثابة تسونامي الذي ضرب إندونيسيا أو اليابان، فالعبث الذي مارسه قتلة الحمدي باليمن الأرض والإنسان، عبث لو تعرفون عظيم، ويتجلى هذه الأيام في غياب خدمة الكهرباء الحكومية بصورة دائمة وشبه دائمة في معظم المدن اليمنية، وافتقار اليمنيين إلى المياه النقية للشرب في قلب العاصمة صنعاء، وتعرض كثير من المدن اليمنية للفقر المائي، وظهور تهديد بجفاف المياه الجوفية لأهم المدن اليمنية الاستراتيجية كأمانة العاصمة وعدن وتعز وغيرها من المدن اليمنية الهامة، وانحراف جيل كامل عن القيم الأخلاقية والاعتدال، والإتجاه إلى الإرهاب بسبب فساد المنهج التعليمي وإشاعة ثقافة الفساد واختلال المعايير العلمية والثقافية، وظهور مفهوم للرجولة بأنها اللصوصية وسرقة المال العام ونهب ممتلكات الدولة، وتحويل المجتمع اليمني إلى مجتمع غاب، إذ ساد خلال مرحلة حكم الرئيس علي صالح عفاش، وهو من قتلة الحمدي، بشهادة كثير من الشهود، شعار "الغاب": "إذا لم تكن ذئبًا أكلتك الذئاب".
ورصد الجرائم التي تعرض لها المجتمع اليمني في ظل حكم قتلة الحمدي، وفي مقدمتهم الرئيس المقلوع، كثيرة، وهي تتطلب مجلدات كثيرة، وهذا قليل من كثير.

الكلمات الدلالية