صنعاء 19C امطار خفيفة

الجماعات الدينية أحد أسلحة الغرب الفتاكة

بمرور سريع على تاريخ الحركات الدينية، والوقوف على ما رتبط بها من الجرم المخالف للمفاهيم الوطنية وحتى الشرائع الدينية، يمكننا الوصول إلى حقائق تتعارض كليا مع ما يدعونه من التمثيل الديني والظهور بتلك اللحى الآثمة، وسواد جباههم المثقلة بتاريخ من العبث بحياة المجتمع العربي ودماء شعوبه.

حرصت هذه الجماعات على إضفاء الإسلام على تسمياتها، وبما دفع بالبعض على الالتحاق بهم والعمل والنشاط تحت سقوفها، إما تعاطفًا مع تسمياتها، أو بدافع عقد مختلفة ظنوا أن الانتماء لهذه الجماعات يشكل خلاصًا منها، أو تكفيرًا عن ماضٍ ظل يلدغ مسيرات حياتهم الموبوءة بما يخالف قيم الكون وسنن الحياة وتعاليم الإسلام.
نشاط هذه الجماعات، وما تحدثه من الخصومات والفرقة وأساليب التكفير، والصراعات المسلحة، والتآمر على النظام الوطني وتشكيلاته السياسية، وإعاقة بناء الدولة، يقود إلى تأكيد حقيقة واحدة تتمثل بوقوف أجهزة الاستخبارات الدولية خلف تشكيل هذه الجماعات ودعمها، وبما يساعد على انتشارها واستغفال عقول الغير، وتمرير مشاريع هذه القوى في تمزيق المجتمعات العربية بالدرجة الأولى.
نعم، لقد أوكلت لهذه الجماعات مهمة تمزيق المجتمعات العربية، وإدخالها في أتون صراعات تحول دون تحررها من قيود التخلف، والمضي إلى الأمام من ناحية، ومن ناحية أخرى تقديم الإسلام وبيوت الله على أنها مصدر للفرقة والاحتراب والعداوات القائمة على صراعات المذهب والمدارس الدينية المتعددة، وبما يقلل من شأنه، وابتعاد من أمكن عن تعاليمه وقيمه.
مع العلم، ومن وجهة نظري، أن من أوكل لهم تشكيل هذه المسميات الدينية، هم من غير المسلمين المتواجدين في البلدان العربية نفسها، بعد إخضاعهم لدورات تعليم مكثفة في علوم الإسلام، يساعدهم في ذلك سحنتهم ولغاتهم العربية ولكناتهم المحلية، وإدراكهم المسبق لعادات وتقاليد المجتمعات العربية التي ترعرعوا فيها، وأظن جميعهم ممن ينتمون للجماعات والأصول اليهودية.
ظهور جماعة الإخوان المسلمين في مصر، شكل بداية السياسة للقوى الدولية والصهيونية في هذا الاتجاه، بالنظر إلى ما ارتكبته من الصراعات، ومن ثم العداء للزعيم جمال عبدالناصر، ومضمون نظامه الوطني والقومي، الذي ساعد في تحرير كثير من البلدان العربية من الاستعمار وأنظمته الديكتاتورية، بما فيها بلدنا اليمن، من خلال تأهيل قيادات التغيير وقيام ونجاح ثورة سبتمبر، ومن ثم فك حصار صنعاء... وإلى حد محاولة اغتياله بالرصاص أثناء إلقائه لخطبة في أحد الميادين العامة، وفي خضم صراعه مع الكيان والقوى الدولية الداعمة له، بدلًا عن الوقوف معه في معاركه الوطنية.
انتشرت جماعة الإخوان في أكثر من قطر عربي، منها اليمن، والذين خلصوا بعد الوحدة إلى إطلاق تسمية حزب الإصلاح على جماعتهم الإخوانية، مع بقاء سياساتهم ونهجهم وخطهم العام المعادي لأي تحول وطني.
لا أظنني بحاجة لاستعراض مساوئهم في أقطار تواجدهم، ولا إلى استدعاء ما ارتكبوا من الجرم وتمزيق المجتمعات على أسس مذهبية وسياسية وعرقية، وتجذير ما يتلبس هذه المجتمعات من مشاريع ما قبل الدولة الوطنية.
تاليًا، وبناء على جديد المعطيات الدولية الناتجة عن تغير نظامه واختلال مراكز قواه، واتباع السياسة الجديدة المتمثلة في سياسة ونهج الشرق الأوسط الجديد، فقد عمدت القوى الدولية إلى تشكيل الجماعات الإسلامية المسلحة في كثير من الأقطار العربية، التي هدفوا تجاهها إلى إيجاد مقدمات تقسيمها بناء على معطيات ثرواتها ومصالحهم فيها، مثل جماعات القاعدة وداعش وغيرها من التسميات الإرهابية.
مع التأكيد على أن زعامات هذه الجماعات تنتمي للديانة اليهودية، وكذا للمجتمع العربي الذي تنشط فيه، بعد إخضاع قياداتها لدورات تعليم إسلامية في كليات متخصصة لديهم.
جماعات مسلحة لا مشروع لها ولا دين، غير مشاريع إسالة الدماء وتفجير الأماكن العامة، وما يترتب عليها من عدد القتلى، والتقطع والقتل بأبشع الطرق، منها ذبح الخصوم بالسكاكين ونقلها على الهواء مباشرة، بشاعة لا حدود لها، وبما يؤكد أن هذه الجماعات تعمل تحت سقف الاستخبارات الدولية ومصالحها، وكما أسلفت بهدف إيجاد مقدمات مشروع الشرق الأوسط الجديد.
تنشط هذه الجماعات في إطار محافظات الشرعية، غير أنها لا تتواجد في مناطق نفوذ الطرف الآخر... شيء مثير للانتباه!
فتارة تظهر في أبين، وتارة أخرى مسيطرة على مدينة المكلا، ثم تختفي لتظهر في محافظات أخرى، كل ذلك يسير وفقًا لسيناريو المخرج الدولي وطبيعة مصالحه، مضافًا إليها بالطبع جديد ظهور الجماعات المسلحة التابعة لفارس، وبقوة وإمكانات مثيرة للانتباه ولفت الأنظار.
نخلص إلى القول بأن الجماعات الدينية بمختلف مذاهبها ومدارسها، وطبيعة نشاطها وحركتها، تعمل لصالح القوى الدولية على طريق توسيع نفوذها وتحقيق مصالحها.

الكلمات الدلالية