يقول الشريف لـ"النداء": "منذ أن وطئت قدماي أرض الكنانة، كنت أحلم بلقاء أستاذي عبدالحليم الجبيصي، الذي غرس فينا حب العلم والانضباط، وكان لنا أبًا قبل أن يكون معلمًا."

ويضيف: "تأثّرت بشخصيته إلى درجة أنني قررت أن أسلك مهنة التعليم اقتداءً به، حتى أصبحت اليوم رئيس مجلس إدارة مدرسة يمنية خاصة في مصر، أقدّم من خلالها الدعم والرعاية للطلاب اليمنيين."

ورغم محاولاته المتكررة في زياراته السابقة إلى مصر، لم يتمكن الشريف من العثور على معلمه، حتى لجأ إلى مبادرة "لمّ الشمل" التي أطلقها الشاب المصري أمير صلاح - وهو مؤثر على مواقع التواصل الاجتماعي تربى في اليمن - بهدف إعادة التواصل بين المصريين واليمنيين الذين جمعتهم سنوات الدراسة والعمل في اليمن.

وبعد بحثٍ مضنٍ قادته مبادرة "لمّ الشمل"، تمكّن الفريق من العثور على الأستاذ عبدالحليم الجبيصي في مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، حيث سافر الشريف إلى هناك، والتقيا يوم السابع من أكتوبر الجاري، في مشهدٍ مؤثر جسّد أسمى معاني الوفاء والإنسانية.

وخلال اللقاء، قدّم عبده الشريف لمعلمه المصري وشاحًا ودرع الوفاء والتقدير، تكريمًا لدوره الكبير في مسيرته التعليمية. وقد غمرت لحظة اللقاء مشاعر الفرح والحنين، وسط تأكيد الشريف أنه ما يزال على تواصل دائم مع أستاذه بعد هذا اللقاء الذي أنهى سنوات طويلة من البحث والانتظار.