صنعاء 19C امطار خفيفة

الضم والإلحاق الجنوبيان!

  الكرم اللفظي التوسعي  في تصريحات عيدروس الزبيدي  يمكن اعتباره خطأ عفويا صدر من رجل يثير غالبا التعاطف عند الاستماع إلى تصريحاته الرومنسية التي ترتطم بجدران سميكة من حقائق الحياة السياسية في اليمن والإقليم!


     
     قال الزبيدي أثناء وجوده في نيويورك، لقناة ناطقة بالعربية، إن دولة الجنوب المقبلة يمكن أن تستوعب تطلعات مناطق في تعز ومأرب للانضمام إلى دولة الجنوب القادمة! 
      رحابة المناضل من اجل استقلال الجنوب لم تتسع إلى مديريات هي اقرب إلى الجنوب التاريخي مثل إب والبيضاء. 
     يصعب حسبان "تصريحات القائد" على محمل الاعتيادية فالجنوب المتوهم لديه هو جنوب 21 مايو 1990 أي جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (دولة اليمن الجنوبي سابقا) وأي تعديلات على خط الحدود، الذي امحى صباح 22 مايو، هي محض رجس من عمل "الشيطان الشمالي" الذي هو، بالحتم، ليس من جنس الأخيار الصالحين! 
       مالذي يدفع رئيس المجلس الانتقالي على الإقدام على "مقامرة" كهذه؟ 
     "اسبارطة" العصر، ربما! 
      أم تراها ضربا من الواقعية تساعد "الأخ القائد" على تحضير قاعدته الشعبية من أجل تقبل التخلي عن "الوعود" الطوباوية التي لمعت بعد إعلان تأسيس المجلس الانتقالي قبل 7 سنوات؟
   لم لا؟

أكانت محض لغو أم مقامرة غير محسوبة أم واقعية، فإنه من غير المتصور أن تخرج "مسيرات مليونية" في تعز ومأرب في الربيع المقبل تندد بسياسة "الضم والإلحاق" التي يكرّسها عيدروس الزبيدي في الشمال!

الكلمات الدلالية