ثورة 14 أكتوبر.. الخلفية المسار الاستقلال(2-5)
* بمناسبة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م، ثورة التحرير والاستقلال الوطني الكامل غير المنقوص أرضًا وسيادةً، نستحضر بكل فخر واعتزاز ملحمة النضال التي توّجت بتحقيق وحدة الجنوب في إطار دولة وطنية جنوبية يمنية مستقلة، ولأول مرة منذ قرون طويلة.
ثورة 14 أكتوبر والكفاح المسلح
لم تخترع الجبهة القومية فكرة وقضية الكفاح المسلح، فقد بدأت المقاومة المسلحة الشعبية من المدينة عدن وسواحلها، في 19 يناير 1839م، و"الميثاق الوطني"، للجبهة القومية يؤرخ البداية بذلك التاريخ(1)، بل جميع المصادر التاريخية، فلم يُرسخ الاستعمار البريطاني وجوده في جنوب اليمن دون مقاومة باسلة، ودون تضحيات عظيمة من الشهداء الأوائل على هذا الطريق، وهو ما تحكي عنه الوقائع والمصادر التاريخية، "فالانتفاضات ضد السيطرة الاستعمارية البريطانية التي كان يقوم بها فلاحو مختلف المناطق، كانت على كثرتها وديمومتها لسنوات طويلة، انتفاضات متفرقة، الأمر الذي كان يسهل القضاء عليها الواحدة تلو الأخرى"(2)، وهناك كتب خصصت لتناول تلكم المقاومات/ الانتفاضات المتفرقة العفوية والتلقائية (غير المنظمة)، بالتفصيل، في المراحل المختلفة. فعلى سبيل المثال: "في عام 1941م، انتفض فلاحو الواحدي، وفي عام 1942م، فلاحو الصبيحة، وفي أعوام 1942-1957م، فلاحو بيحان، وفي أعوام 1947-1961م، خاض النضال المسلح فلاحو حضرموت والمهرة، وفي أعوام 1947-1959م، فلاحو الشعيب والحالمين، والضالع، وفي أعوام 1957-1959م، فلاحو يافع، وفي أعوام 1945-1951م، فلاحو الفضلي، وفي أعوام 1946-1950م، فلاحو دثينة والعواذل"(3)، وجميعها، مع ما قبلها، هي انتفاضات وتمردات عسكرية قبلية فلاحية لم تتوقف إلا لتبدأ، كان يتم قمعها، بل سحقها بوحشية لا نظير لها.
إن أول بداية فردية شبه منظمة (محدودة)، ومن خلال رموز فكرية وسياسية وطنية يمنية حديثة، كانت قد انطلقت من شمال اليمن باسم "العاصفة العدنية"، بقيادة محمد عبده نعمان، الأمين العام السابق لـ"الجبهة الوطنية المتحدة"، 1956م، بعد أن طرده البريطانيون إلى الشمال اليمني (...)، ولكن نشاطه اقتصر على بعض المناوشات على الحدود اليمنية سرعان ما انهارت.
وافتتح أبناء الجنوب اليمني برنامجًا خاصًا باسم "صوت الجنوب"، من إذاعة صنعاء، لنقل أخبار أبناء الجنوب والتعسف الذي يلقونه من السلطات البريطانية، تولى الإشراف عليه في البداية محمد عبده نعمان، ثم عبدالله حمران بعده، وإن لفترة قصيرة جدًا. وتلكم البدايات الأولى في الجنوب في مقاومة المستعمر، وهذه المناوشات العسكرية الفردية الأولى شبه المنظمة، في الجنوب، في مقاومة المستعمر -مع ما سبقها، وهي موزعة على معظم مناطق الجنوب- كانت إيذانًا بميلاد وعي تراكمي سياسي وطني كفاحي جديد، هو وعي المقاومة الثورية المسلحة المنظمة. وفي هذا الظرف ذاته أو بعده بقليل تشكل تجمع جديد، بقيادة محمد عبده نعمان، وفضل عزب، في منطقة البيضاء (...)، شارك فيه عدد من رؤساء القبائل الجنوبيين الهاربين إلى الشمال اليمني، وأسسوا "هيئة تحرير الجنوب اليمني المحتل"، وحصلوا على الأسلحة من مصر سنة 1960م (...)، وصودرت الأسلحة في ميناء الحديدة، وبقيت حتى قيام الثورة في الشمال، ومن أسماء قيادة هيئة التحرير: أحمد سالم الحميري، وعمر سالم الدماني، والعاقل حسن المجعلي، وعبدالله مساعد المصعبي، ومحمد صالح الحوشبي، ومحمد عيدروس، ومحمد صالح المصلي، وناصر السقاف، أحد مؤسسي جبهة تحرير الجنوب اليمن المحتل، في 24 فبراير 1963م. وفشلت هذه المحاولات، لأن الفردية والعفوية فيها أكثر من التنظيم، ولعدم توفر دعم خارجي، وعدم وجود نقطة ارتكاز للكفاح المسلح"(4)، وهو ما يؤكد أن الاستعمار والإمامة وجهان لعملة سياسية استبدادية تخلفية واحدة. ولذلك بقي خيار الكفاح المسلح في شكله الثوري شبه المنظم مجمدًا في ثلاجة الإطار التنظيري الذي أعلنته حركة القوميين العرب في وثيقتها الصادرة 1959م، "اتحاد الإمارات المزيف مؤامرة على الوحدة العربية"، حتى كان قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، علمًا أن كاتب الوثيقة سالفة الذكر، هو المناضل والمفكر السياسي والوطني الكبير قحطان محمد الشعبي، أول رئيس لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كما تقول ذلك بعض المصادر التاريخية، وكما سمعت ذلك كذلك، من المناضل والمفكر السياسي، عبدالحافظ قائد، أحد مؤسسي حركة القوميين العرب في شمال البلاد.
عند هذه اللحظة/ الفترة تحول خيار الكفاح المسلح في جنوب اليمن، إلى حقيقة واقعة، "دخلت بعده الحركة الوطنية في منعطف تاريخي جديد كان له أثره الجوهري في تغيير الوضع السياسي لخريطة المنطقة"(5).
إن فكرة وقضية الكفاح المسلح، كخيار سياسي عسكري في مفهومها ومنظورها الجديد، وفي شروط جنوب اليمن المحتل، لم تكن فحسب فكرة جديدة، بل صادمة لجميع المكونات، باستثناء "حزب الاتحاد الشعبي الديمقراطي" الماركسي، الذي كرس جهده الفكري والسياسي، وصحيفته "الأمل"، للدفاع عن خيار الكفاح المسلح الذي لم يستوعبه ويتقبله العقل السياسي السائد، ولم تتوقعه بريطانيا، بل إن الأجهزة المصرية (المخابراتية)، لم تتعاطَ في البداية مع الفكرة بجدية، "كانت القيادة العربية تبدي مخاوفها من أن العمل المسلح ضد الاستعمار البريطاني لن يحقق النجاح"(6)، وليس رفضًا لخيار الكفاح المسلح، وفي هذا المناخ السياسي النضالي السلمي "التفاوض" مع المستعمر، جاءت صرخة الجبهة القومية للكفاح المسلح، "وهو أكبر تحدٍّ واجهه حزب الشعب الاشتراكي، ولم يستطع الاستفادة منه بسرعة"(7)، وبالشكل المطلوب، بل هو أكبر تحدٍّ لجميع المكونات السياسية التي تؤمن بالوصول إلى الاستقلال عبر أشكال النضال السياسي السلمي، والتفاوض مع بريطانيا.
وهذا لا يعني أن أشكال النضال السياسية والإصلاحية (الاحتجاجات والتظاهرات... إلخ)، لم تكن مجدية، ومن أن الكفاح المسلح كان نقضًا ورفضًا للوسائل السياسية السلمية، كما هو عند البعض، وكما ألمح إلى ذلك، الباحث فيتالي ناؤومكين(8)، ذلك أن تضافر وتكامل جميع أشكال النضال في تجربة الجبهة القومية، هو ما انتزع الاستقلال الوطني.
"كانت طلقات ردفان تعلن بداية مرحلة جديدة من الثورة"(9) ضمن شروط ذاتية وموضوعية، داخلية وخارجية.
فأعلنت الجبهة القومية أن بداية انطلاق شرارة الثورة إنما كان في 14 أكتوبر 1963م، بعد المواجهات العسكرية البطولية بين أبناء ردفان والقوات البريطانية، بعد عودة مجاميع كبيرة من الذين قاتلوا دفاعًا عن ثورة 1962م، شرارة الثورة "جاءت نتيجة اختمار عوامل الثورة في تربة الجنوب اليمني"(10). تلكم هي البدايات بعد إعلان تشكيل الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل.
ومن التفاسير الأيديولوجية/ السياسية العجيبة في توصيف الإعلان عن قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، هو ما قدمه من تفسير وتحليل القيادي الكبير في حكومة الاحتلال، محمد حسن عوبلي، الذي رأى أن حدث قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، إنما هو "نزاع بين عشيرة صغيرة هي قبيلة ردفان وحكومة إمارة الضالع (...) عند إلغاء الحواجز الجمركية وقيام السوق المشتركة بين ولايات "اتحاد الجنوب العربي"، فقدت قبيلة ردفان دخلها الجمركي"(11).
وهي ذات النظرة الأيديولوجية/ السياسية، " الأنجلوسلاطينية".
وفي هذا السياق من المهم، التفريق بين تاريخ تأسيس الجبهة القومية 19 آب/ أغسطس 1963م، وبين تاريخ انطلاقة الثورة 14 أكتوبر 1963م، اللذين كثيرًا ما نرى ونقرأ حالة الخلط فيما بينهما، "لقد قضت الجبهة القومية، الفترة بين إعلان تأسيسها آب 1963م، حتى قيام الثورة المسلحة فعليًا في تشرين الأول/ أكتوبر 1963م، بممارسة عمل دعائي وسياسي هام إلى جانب الاستعدادات العسكرية"(12).
وكما يبدو أنهم تفرغوا لدراسة المناطق المختلفة في المدن والأرياف، سياسيًا واجتماعيًا "طوبوغرافيًا"، وأدخلوا كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة في فترة العمل السياسي السلمي، تحديدًا من بعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م، من خلال الدعم المفتوح من صنعاء والقاهرة بالسلاح والمال، والتدريب في الداخل (تعز) وفي مصر، وتخريج دورات عسكرية عبر مصر لهذا الغرض، وهو ما أشار إليه الرئيس علي ناصر محمد، في مقابلة مع مجلة "النهج"، وهو كذلك ما تقوله الوثائق والمصادر المختلفة، ما جعل حالة الاستمرارية في العمل الفدائي طيلة السنة الأولى وما بعدها، لم تتوقف، واستمرت طيلة ما تبقى من السنوات حتى قبيل الاستقلال.
الشيء الأكيد أن قرار تحويل خيار الكفاح المسلح إلى ممارسة عملية، مرتبط بقيام ثورة 26 سبتمبر، وبالدعم المصري للثورة اليمنية، الدعم السياسي والعسكري المباشر من الرئيس جمال عبدالناصر، و"لأن الحكم الإقطاعي المتخلف في الشمال لم يكن ليسهم أو ليرتاح لنضال مسلح تقوده جماهير الجنوب"(13) ، فالإمامة الحميدية المتوكلية، والاستعمار وجهان لعملة سياسية استبدادية تاريخية واحدة في تكريس التجزئة والعزلة، وتعميم التخلف.
طرح خيار الكفاح المسلح وسط حصار سياسي رافض له، بخاصة من قبل الأستاذ عبدالله الأصنج(14)، مع أن الحركة العمالية كحركة كفاحية اجتماعية سياسية "تبنت مبدأ الكفاح المسلح"(15)، بل بعض قيادات وكوادر حزب الشعب الاشتراكي كذلك.
ما إن انفجرت شرارة العمل المسلح من جبال ردفان في 14 أكتوبر، في مواجهة بين العائدين من أبناء الجنوب من جبهة الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962م، حتى أعلنتها الجبهة القومية بداية ونقطة انطلاق الثورة(16)، التي انتقلت بسرعة قياسية إلى أعمال فدائية مسلحة في العديد من أرياف ومدن البلاد، حتى نقلتها الجبهة القومية في العام 1964م، إلى عدن(17). وكأن الواقع الذاتي والموضوعي كان في انتظار هذه اللحظة، التي جرَّت معها جماهير واسعة لجبهة العمل المسلح، هذا قبل أن يكون هناك أي وجود سياسي فعلي تنظيمي لـ"منظمة تحرير الجنوب المحتل"، التي تشكلت بعد ذلك التاريخ، ويمكنكم العودة حول ذلك إلى جميع المصادر التاريخية.
إن وقائع الكفاح المسلح المتسارعة طيلة أشهر أواخر عام 1963م، حتى أواخر عام 1965م، كانت تتكلم من خلال فدائيي وبندقية الجبهة القومية، بعد أن أعلنت تفردها وحيدة في ساحة النضال المسلح، والحقائق والوقائع تقول: إن الفصائل الأخرى لم تدخل -بعضها- إلى ساحة العمل المسلح إلا بعد أن تأكد نجاعته وصوابيته وجماهيريته، منهم من أعلن الكفاح المسلح كتكتيك (الأصنج) وتحت ضغوط داخلية وخارجية، توافقت وتزاملت مع صعود في فترة لاحقة، نهج التسوية السياسية في الشمال والجنوب، بدءًا من مؤتمرات الاسكندرية(18)، مؤتمر أركويت/ السودان(19)، حتى مؤتمر جدة 1965م(20) وما بعدها، والتي حاول من خلالها النظام السياسي العربي فرض نهج التسوية الناقصة في الشمال والجنوب، بديلًا عن خط الدفاع بالسلاح عن الثورة في الشمال والجنوب.
وهنا "سعت الجامعة العربية، ومصر تحت شعار "الوحدة الوطنية" لفصائل الجنوب، إلى تشكيل "منظمة تحرير الجنوب المحتل" بدون "اليمني"، عبر سلسلة من اللقاءات والاجتماعات تحت إشراف الجامعة العربية، وبدعم من الجهاز المخابراتي المصري تحديدًا، لفرض نهج التسوية السياسية بديلًا عن خط الكفاح المسلح، وللضغط على قيادات الجبهة القومية وقواعدها الثائرة، التي بدأت تخرج عن إيقاع الخط السياسي العام الرسمي العربي، وحتى النهج الأيديولوجي، بحديثهم عن "الاشتراكية العلمية".."(21)، وقرار الجبهة القومية الاستقلال عن إرادة حركة القوميين العرب المركزية في بيروت، في المؤتمر القومي 1964م(22)، وقرار قيادة الحركة المركزية بـ"الالتحام بالتجربة الناصرية"(23)، وهو ما تفجر عنه صراع/ اختلاف في الحركة المركزية، وهو ما تم رفضه من "الحركة اليمنية". والحديث حول ذلك لا يتسع له هذا المقام والمقال.
علمًا أن جميع الأدبيات الفكرية والسياسية المصرية لثورة 23 يوليو 1952م، هي أول من أعلنت بوضوح عن "الاشتراكية العلمية" في الميثاق الوطني المصري، وهي من أقدمت على إصدار قانون الإصلاح الزراعي التقدمي في مصر لصالح الفلاحين الفقراء، وهي من قامت بعملية التأميم في بداية الستينيات.
وبداية عملية الاختلاف بين الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، وبين مصر، لا علاقة لها بالفكرة الاشتراكية، فسبق لمصر أن أعلنت ذلك، السبب هو التحول في موازين القوى السياسية في المنطقة، وتعمد السعودية، والملكية الإمامية، والقوى الاستعمارية، تطويل زمن استمرار الحرب في اليمن لإنهاك مصر اقتصاديًا وعسكريًا، فضلًا عن سبب سياسي يمني داخلي في التوجه نحو التسوية السياسية المنقوصة للصراع في الشمال والجنوب، وليس مؤتمر الطائف 1965م، من خلف ظهر القيادة العربية، ومن خلف قيادة الرئيس السلال، في إطار الصراع السياسي الذي كان قائمًا بينهما، هو ما دفع الرئيس جمال عبدالناصر للاتصال بالملك فيصل، لعقد لقاء واتفاق جدة 1965م، كرد فعل لمؤتمر الطائف. وعملية الدمج القسري بين الجبهة القومية، ومنظمة التحرير، جاءت في هذا السياق من الحديث عن "الوحدة الوطنية" بين فصائل الجنوب، والذي تم في 13 يناير 1966م.
ومن حينه وجدت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل نفسها واقعة بين فكي كماشتي صنعاء والقاهرة (عبر الجهاز المخابراتي البيروقراطي)، أحد أسباب هزيمة 5 يونيو/ حزيران 1967م، بعد ذلك.
واستمر الضغط على الجبهة القومية في عدن، باسم "الوحدة الوطنية"، وعلى الرئيس السلال والجناح الثوري الجمهوري في صنعاء، باسم "المصالحة". كان ذروته قرارات قمة مؤتمر الخرطوم، أغسطس 1967م.
رفضت الجبهة القومية مطلقًا نهج التسوية الناقصة، مع السلاطين والأمراء والمشايخ، ومع جماعة "التفاوض" مع الاستعمار، ونجح نهج التسوية، في صنعاء تدريجيًا، حتى كان انقلاب 5 نوفمبر 1967م، وبعدها أحداث 23/24 أغسطس 1968م.
وليس الدمج في 13 يناير 1966م، بين الجبهة القومية، ومنظمة التحرير، سوى المحطة الأخيرة لفرض نهج التسوية الناقصة باسم "الوحدة الوطنية".
وهو النهج أو الخط السياسي الذي تم فرضه بالقوة ومن وراء ظهر القيادة المركزية للجبهة القومية، من خلال بعض الأسماء في القيادة، وهو ما أعلن رفضه وإدانته الأمين العام للجبهة القومية، قحطان الشعبي، في بيان أذاعه وأعلنه من مصر/ القاهرة.
الهوامش:
(1) الجبهة القومية: الميثاق الوطني، ص10.
(2) علي الصراف: مرجع سابق، ص72.
(3) ناؤومكين: مرجع سابق، ص36.
(4) إبراهيم خلف العبيدي: الحركة الوطنية في الجنوب اليمني، 1945-1967، رسالة دكتوراه، ط(1)، بغداد، 1979م، مع مقابلة شخصية مع محمد عبده نعمان بتاريخ 12/6/1977م، وقد استفاد الباحث أثناء كتابة كتابه: "الأحزاب القومية في اليمن، النشأة -التطور -المصائر"، دراسة سيوسيو- سياسية -تاريخية -تحليلية نقدية، مركز الدراسات والبحوث اليمني، صنعاء، ط(1)، 2010م، ص250. من كتاب إبراهيم العبيدي، حول هذه المسألة تم الاقتباس بما لا يخل بالمعنى والسياق.
(5) سلطان أحمد عمر: نظرة في تطور المجتمع اليمني، ط(1)، 1969م، دار الطليعة، بيروت، ص238.
(6) راشد محمد ثابت: ثورة 14 أكتوبر اليمنية من انطلاقها حتى الاستقلال، ط(1)، 2007م، مطابع التوجيه المعنوي،صنعاء، ص122.
(7) أحمد عطية المصري: مرجع سابق، ص159.
(8) ناؤومكين: مرجع سابق، ص80.
(9) فتحي عبدالفتاح: مرجع سابق، ص9-10.
(10) فتحي عبدالفتاح: مرجع سابق، ص10.
(11) محمد حسن عوبلي: أسرار وحقائق تنشر لأول مرة: اغتيال بريطانيا لعدن والجنوب العربي، منشورات العصر الحديث ، ط(1)، 1971م، ص157.
(12) علي الصراف: مرجع سابق، ص159-160.
(13) فتحي عبدالفتاح: مرجع سابق، ص50.
(14) كان عبدالله الأصنج، وجماعة التفاوض السياسي مع بريطانيا، على رأس الرافضين، ومواقف وكتابات الأصنج -وغيره- أكثر من أن تحصى، منها، كتيب "هذا هو موقفنا"، انظر كذلك محمد جمال باروت: مصدر سابق، ص366. فالأصنج "لم يرَ في حدث 14 أكتوبر 1963م، في ردفان سوى تمرد قبلي تقليدي، وحين كان يضطر جدلًا للقبول بالعمل المسلح، فإنه كان يرى فيه مجرد وسيلة ضغط سياسي لا أكثر، فلخص الأصنج منهجه بـ"الكفاح السياسي أولًا، ثم المسلح، وأبدى يأسه من إمكانية توفر ظروف موضوعية للكفاح المسلح في عدن"، محمد جمال باروت: مرجع سابق، ص366، كما كتب بأنه لا يريد أن يجعل بلاده "كونغو ثانية"، انظر كذلك سلطان أحمد عمر: نظرة في نظرية تطور المجتمع اليمني، دار الطليعة ،بيروت 1969م، ص240، نقلًا عن محاضرة لعبدالله الأصنج عام 1964م، صدرت بكراس تحت عنوان "هذا هو موقفنا"، منشورات حزب الشعب الأشتراكي، عام 1964م.
(15) إسماعيل قحطان: مرجع سابق، ص182، وحول حزب الشعب الاشتراكي والعمل المسلح يكتب فتحي عبدالفتاح: مرجع سابق، التالي: "كان العديد من قواعد وبعض قيادات حزب الشعب الاشتراكي، يطالبون بالانضمام إلى النضال المسلح، ممثلًا في الجبهة القومية، وعدم تعدد المنابر، ولكن ذلك لم يكن يتمشى (يتماشى) مع مصالح ومخطط قادة الحزب"، هامش رقم (1)، ص72، انظر كذلك حول هذا المعنى: محمد جمال باروت، مرجع سابق، حيث يكتب: "من هنا كان طبيعيًا أن يتكون تيار راديكالي في المؤتمر العمالي وفي حزب الشعب ينادي باتباع الأساليب نفسها التي تطرحها الجبهة القومية"، ص361.
(16) هناك من عارض من السياسيين ومن الباحثين اعتبار بداية الثورة هو يوم 14 أكتوبر، ورأى أن قنبلة مطار عدن هي بداية ثورة 14 أكتوبر 1963م، وهو ما يعارضه د. أحمد عطية المصري بقوله: "إن الشرارة الأولى للكفاح المسلح لم تكن هي حادثة قنبلة مطار عدن في ديسمبر 1963م، بل كانت المقاومة المسلحة التي قادها ثوار ردفان في الرابع عشر من أكتوبر، وبديهي أنه لا يمكن القول إن من نتائج حادثة قنبلة المطار أن قامت الثورة المسلحة، لأن تاريخ الأخيرة يعود إلى حوالي شهرين قبل تفجر القنبلة"، أحمد عطية المصري: مرجع سابق، ص229.
(17) نقل العمل الفدائي إلى جبهة عدن في "22 يناير 1964م (...) وهي بداية نقل قضية الجنوب إلى العالم"، راشد محمد ثابت: ثورة 14 أكتوبر اليمنية، مصدر سابق، ص110-111، وحول نقل العمل الفدائي إلى جبهة عدن، انظر كذلك: ناؤومكين: مرجع سابق، ص102-103. وكان حينها محسن إبراهيم يرى الغلبة للأصنج، وليس من حظ لتحول تمرد ردفان إلى ثورة، وساعد موقف مصر في حسم الموقف، محمد جمال باروت: مرجع سابق، ص359-360، علمًا أن محسن إبراهيم هو رائد وزعيم التيار الراديكالي/ اليساري في حركة القوميين العرب المركزية، في مقابل التيار اليميني في الحركة، كما تؤرخ لذلك الأدبيات السياسية لهذه الفترة.
(18) مؤتمر الإسكندرية 14/9/1964م، بالتنسيق مع الجامعة العربية لتمرير نهج التسوية السياسية.
(19) مؤتمر أركويت/ السوداني، 26/10/1964م، كان من البدايات السياسية المنظمة عربيًا للسير باتجاه التسوية السياسية على حساب الأعمال الثورية المسلحة.
(20) مؤتمر جدة/ السعودية، 24/8/1965م، بين جمال عبدالناصر، والملك فيصل، وهو بداية محاولة فرض خط التسوية السياسية، بالتعاون مع الجامعة العربية، الذي بدأ من مؤتمرات الإسكندرية، وأركويت/ السودان، ومؤتمر جدة من قبل عبدالناصر جاء رد فعل لذهاب مجموعة من السياسيين والمشايخ في شمال اليمن إلى السعودية، وعقد مؤتمر الطائف الذي تم فيه التنازل عن الخيار الجمهوري لصالح "الدولة اليمنية الإسلامية".
(21) والذي ظهر بوضوح مع الميثاق الوطني للجبهة عام 1965م، علمًا أن شعار وخيار الاشتراكية العلمية قد طرح في الميثاق الوطني المصري قبل ذلك بخمس سنوات، وهو ما أشار إليه عبدالفتاح إسماعيل: صحيفة "الثوري" العدنية، 26/10/1972م، قائلًا: "فإن كنا قد أعلنا الاشتراكية العلمية في المؤتمر الخامس، فقد أعلنتها الجمهورية العربية المتحدة، قبل خمس سنوات"، نقلًا عن محمد علي الشهاري، مجلة "الكاتب" المصرية، السنة الرابعة عشرة، يوليو 1974م، العدد (160)، عددها خاص عن ثورة 23 يوليو، ص99.
(22) المؤتمر القومي 1964م، لحركة القوميين العرب، الذي مثل بداية الاختلاف في قلب الحركة في المركز، ومع الحركة في اليمن.
(23) وهو انقسام حدث داخل حركة القوميين العرب المركزية حول طبيعة العلاقة مع مصر، تحالف أو ذوبان "التحام بالتجربة الناصرية"، حيث كانت القيادة الراديكالية مع "الالتحام بالتجربة الناصرية"، والجناح الآخر مع التحالف، وليس الذوبان.