صنعاء 19C امطار خفيفة

الشاعر والثائر في أغلى صفحات التاريخ!

"فيما يلي كلمة المدرسة الثانوية التي ألقاها الطالب السيد علي عبدالمغني في حفل المعارف بعيد انتصار بورسعيد بصنعاء..."

كذلك قدّمت جريدة "النصر" كلمة الطالب علي عبدالمغني التي ألقاها في صنعاء في خريف 1957.
استرعى اهتمامي أن كلمة الطالب وقصيدة الشاعر تتقاسمان الصفحة!
الكلمة للطالب علي عبدالمغني، والقصيدة للشاعر عبدالله البردوني الذي يظهر لقبه منقوصًا من الواو هكذا: "البردني".
صحيفة النصر، 18 يناير 1958
نشرت "النداء" كتاب الأستاذ القدير حسن شكري عن علي عبدالمغني في خمس حلقات خلال الأسبوع الماضي. فور نشر الحلقة الأولى التي تتحدث عن "وثيقة" تُظهر النبوغ المبكر للطالب الذي سيقود ثورة بعد سنوات قليلة، تكرم الشاب النجيب صبري العزعزي، نجل الصديق العزيز عبدالله فارع العزعزي، أستاذ التاريخ في جامعة صنعاء، بإرسال نسخة من "الوثيقة" – الصحيفة.
علي عبدالمغني
فور استلام الرسالة – الوثيقة، استوقفني اسم الشاعر قبل الثائر؛ فالثائر مُنتظر لأنه موضوع قراءة الأستاذ حسن شكري في كتابه، أما الشاعر فجاء بغتة، كما يفعل أبدًا في قصائده التي هي " قوارير من كهوف التاريخ تحوي أجمل عطور العصر".
الطالب والشاعر سيخلدان لاحقًا؛ الأول سيحتل مكانته الفريدة كشاعر حر، وأديب غزير الإنتاج ومتفرد، صار ملء السمع والبصر في العالم العربي بعد عقد ونصف، والآخر هو البطل الاستثنائي الذي شارك في قيادة ثورة سبتمبر بجدارة وتفانٍ من أجل الدفاع عن الثورة في أسبوعها الثاني، فكان "الشهيد" الذي تربع على قلوب اليمنيين حتى الآن.
عبدالله البردوني
وإذن، فإن أبلغ الشعراء وأنجب الثوار يظهران معًا في صفحة من جريدة يمنية.
هذه ليست صفحة من جريدة بائسة تصدر في صنعاء، بل نبوءة مبكرة عما ينتظر صنعاء التي ستفيق على فجر يوم نَدِيّ في 26 سبتمبر 1962.

الكلمات الدلالية