الصين والجامعات اليمنية
1. استكشاف الفرص
خلال الأيام القليلة الماضية وجّهت الصين دعوة إلى وزارة التعليم العالي للحكومة الشرعية، وكانت الدعوة لرؤساء الجامعات اليمنية لزيارة الصين، والتعرف على الجامعات الصينية، وبناء أواصر تعاون تعليمي وبحثي في المستقبل.
كان لي فرصة في الرياض لألتقي بالأساتذة الأفاضل، عند حضوري موقع استضافتهم في منزل الشيخ الفاضل المهندس عبدالله أحمد بقشان حياه الله. وكان ذلك بعد عودتهم من الصين، وكانت دعوتي لحضور هذا اللقاء محل سروري، كوني أستاذًا يمنيًا يدرّس الإحصاء في جامعة الملك سعود في الرياض.
ضم هذا اللقاء رؤساء الجامعات اليمنية أو من ناب عنهم، ومنهم على سبيل الذكر وليس الحصر، ممثلو جامعة عدن وجامعة حضرموت وجامعة سبأ وجامعة المهرة وجامعات أخرى. واستهل الحديث المهندس الشيخ عبدالله بقشان بالترحيب بالمدعوين، وتمنى أن تكون هذه الزيارة مفيدة، وأكد على أهمية اقتناص هذه الفرصة للاستفادة وخلق أواصر تعليمية وبحثية متينة لتعود بالنفع على الوطن، وخصوصًا الأجيال الشابة والواعدة.
وبعدها أعطي الحديث للإخوة رؤساء الجامعات. واستهل الحديث الأستاذ الدكتور الخضر الأصور، رئيس جامعة عدن، الذي شكر الشيخ المهندس عبدالله بقشان، رئيس مجلس أمناء جامعة عدن، على الاستضافة. وبدأ بالحديث عن الزيارة إلى الصين، وأشاد برقي التعامل والاهتمام بالوفد اليمني من قبل المسؤولين الصينيين، وروعة التعامل معهم بتلك الحفاوة والرعاية وكرم الضيافة. مؤكدين أن العلاقات التجارية والصداقة بين الشعبين اليمني والصيني تمتد إلى ما قبل الميلاد. ثم أضافوا أن الصين الشعبية وجامعاتها الحكومية تبدي دوام استعدادها بالتعاون مع الجامعات اليمنية في جميع المجالات البحثية والدراسية والتعليمية، وخلق التوأمة بين الجامعات الصينية واليمنية، وتبادل الخبرات.
وتحدث المهندس الشيخ بقشان بأن على جميع الجامعات اليمنية أن تستفيد من هذه الفرصة، وتعيد ترتيب أولوية التخصصات، وتركز بالذات على التخصصات الحديثة والمهتمة بعلوم المستقبل، مثل الذكاء الصناعي وعلم تعلم الآلة، والمحاكاة الصناعية، وكذلك ما يتعلق بحقول الطب والهندسة الحديثة.
وأضاف أنه حسب تجربته في مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، فقد تطلب بعض الجامعات الصينية خصوصًا الحكومية، تعلم اللغة الصينية، للقبول بالالتحاق ببرامجها، وهذا أمر ممكن التعامل معه أسوة بالطلبة المبتعثين إلى فرنسا وألمانيا وغيرهما.
واقترح أو أوصى الإخوة رؤساء ومدراء الجامعات في بلدنا للترتيب لعقد اجتماع تمهيدي حضوريًا لجميع رؤساء الجامعات الحكومية اليمنية، لإثراء النقاش، والخروج برؤية مشتركة تقدم للحكومتين اليمنية والصينية، عن كيفية التعاون والاستفادة من هذه الفرصة بأقصى حد ممكن. وعن فكرة الاجتماعات في المستقبل، فيمكن التنسيق لها بالاتفاق.
وفي الختام، أكد الجميع أن المسؤولية كبيرة، ويجب العمل بجد ومهنية عالية للاستفادة من هذه الفرص الرائعة. وأكدوا أنه وفي ضوء هذه الدعوة، على اليمن أن تنتهز هذه الفرصة لتعزز علاقتها مع الصين لما يحقق المنفعة والاستفادة القصوى من هذا التعاون، مع البلد العظيم الصين. وأضاف الحضور أن علينا أن نجعل مصلحة اليمن واليمنيين أولويتنا، لهذا فمن الأهمية أن نبني خططنا المستقبلية على ما يتناسب مع نقاط القوة لدينا جغرافيًا وإنسانيًا، وذلك لصالح الإنسان اليمني وسعادته واستقراره ورخائه، وهو الهدف لكل عمل نقوم به من خلال أية علاقات أو تحالفات واتصالات.
وفق الله الجميع لما فيه سعادة الإنسان اليمني واستقراره وأمنه ورخاؤه. ونسأل الله لوطننا الحبيب اليمن أن يحفظه ويسدد على طريق النهضة خطاه.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود، وعضو مجلس أمناء جامعة عدن