صنعاء 19C امطار خفيفة

فكري قاسم لـ"النداء": الأغاني الوطنية كادت أن تغيب عن وجدان هذا الجيل

فكري قاسم لـ"النداء": الأغاني الوطنية كادت أن تغيب عن وجدان هذا الجيل
فكري قاسم

رغم الجراح التي ما تزال تعيشها تعز جراء الأحداث الدامية التي شهدتها خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن مهرجان الأغنية الوطنية الذي أقيم في المدينة استطاع أن يترك صدى واسعًا وملهمًا. حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع من الأغنيات الوطنية التي قدّمها طلاب المدارس الموهوبون، وأيقظت في النفوس ذكريات الأناشيد والأغاني السبتمبرية التي شكّلت وجدان أجيال سابقة.

شارك في المهرجان التي اختتم أعماله الأحد الماضي أكثر من 400 طالب وطالبة من 15 مدرسة في تعز، بتنظيم من مؤسسة المدينة للإنتاج الفني والإعلامي على مدى أسبوعين، وبالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم في المدينة الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها.
وشهدت فعاليات المهرجان مراحل من التصفيات بين المدارس لاختيار أفضل المشاركين في مختلف الفقرات، مع اكتشاف مواهب واعدة تم تكريمها بجوائز نقدية وهدايا رمزية وشهادات تقديرية، وسط أجواء من العروض الفنية والغنائية الوطنية المتنوعة.
في حديثه لـ"النداء"، يروي الصحفي فكري قاسم، رئيس مؤسسة المدينة للإنتاج الإعلامي، كيف وُلدت فكرة المهرجان: "كنت ألاحظ انتشار الزوامل التي تروّج لها جماعة الحوثي في كل مكان، حتى صارت تُسمع على نطاق واسع بين الشباب، وكان ذلك يؤلمني. تمنيت حينها لو أن هذا الانتشار يكون لشيء وطني جامع لكل اليمنيين، لا لفئة واحدة فقط".
ويضيف: "أدركت أن المشكلة ليست في ذائقة هذا الجيل، بل في ما تلقّاه خلال سنوات طويلة خلت من أي تذكير فعلي بأغاني الوطن. اختفت تلك الأغاني من الذاكرة بمجرد أن اختفت حصص الموسيقى من المدارس، بينما كانت تلك الحصص تعلّم الطلاب حب الوطن وتشجّعهم على حفظ وترديد الأغاني الوطنية التي تجعل الوطن حاضرًا في وجدانهم".
ويتابع فكري: "شعرت بأن من واجبي أن أفعل شيئًا يعيد الاعتبار للأغنية الوطنية في مواجهة التجريف الذهني الذي تمارسه جماعة الحوثي لطمس الهوية الوطنية عبر الزامل، الذي صار رمزًا لهوية سلالية محددة. ومن هنا جاءت فكرة مهرجان الأغنية الوطنية مع طلاب المدارس، والحمد لله أن التجربة نجحت وحققت هدفها".
ويكشف فكري أنه تلقى عروضًا لشراء حقوق إنتاج وبث أغاني وكليبات "كرنفال القلعة" وكذلك تسجيل الأغاني الوطنية الفائزة في المهرجان، لكنه لم يحسم قراره بعد، لأنه يرى أن الأولوية في ذلك تعود لقناة "الجمهورية" بصفتها الراعي الرسمي للمهرجان.
ويختتم حديثه بتوقع أن تتسع دائرة المهرجان في العام القادم ليشمل مدارس أكثر على مستوى محافظة تعز في دورته الثانية، معربًا عن أمله في استمرار إنتاج أغنيات وطنية متنوعة تخاطب الوجدان اليمني وتجعل من الوطن حاضرًا دائمًا في الذاكرة.

الكلمات الدلالية