صنعاء 19C امطار خفيفة

فائقة السيد: فقدنا «الرجل الساحر».. وهذه رسالتي للأطراف المتحاربة

فائقة السيد: فقدنا «الرجل الساحر».. وهذه رسالتي للأطراف المتحاربة

في الحلقة الثالثة من سلسلة «حكايتي»، تفتح السياسية البارزة فائقة السيد صفحات شديدة الأهمية من تجربتها في الدولة والسياسة، وتكشف عن رؤيتها لما جرى ويجري في اليمن. من علاقتها بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي تصفه بـ«الساحر الهندي»، إلى كواليس مفاوضات جنيف والكويت التي شاركت فيها بجرأة وصدام مباشر مع الدبلوماسيين وسفراء الدول الكبرى، تتحدث فائقة عن محطات شكلت مفترق طرق في مسار الحرب والسلام.

وتروي في شهادتها للزميلة رحمة حجيرة، تفاصيل مثيرة عن عرقلة الحوثيين لمسارات التفاوض، ومعاناتها خلال تلك الرحلات المضنية، ورؤيتها لما يمكن أن يحقق سلامًا حقيقيًا في اليمن، محذّرة من نفوذ «تجّار الحرب» وشبكات الفساد التي تعرقل أي تسوية.

وتختم فائقة حكايتها برؤيتها لمستقبل اليمن بعد عقد من الزمن، وأمنياتها لبلدٍ يتعافى بالسلام والتنمية والتعليم والديمقراطية، مع تأكيدها على ضرورة تمكين المرأة اليمنية ومشاركتها الفاعلة في كل مستويات القرار.

"النداء" تنشر النص الكامل للحلقة بالتزامن مع عرضها المصوّر على قناة "حكايتي" في يوتيوب.

رحمة: مرحباً مشاهدينا، وتستمر مذكرات الأستاذة فايقة السيد. أستاذة فايقة، هل من الممكن أن تحدّثينا عن خلاصة معرفتك بالرئيس علي عبدالله صالح؟ وما الذي افتقده اليمن بعد غيابه ورحيله؟
فايقة: افتقدنا الزعيم، فقدنا رجلاً كبيراً، علي عبدالله صالح، الذكي اللماح، صاحب المعالجات السريعة والموضوعية، الرجل الذي يفهم الشيء وهو طائر، والذي يسعى السعي الحثيث للحفاظ على التوازنات، وإبداء الاهتمام والأهمية لكل شخص. كل شخص كان يعتقد أن الرئيس يعرفه، وأنه صديقه ويحبه، وهو فعلاً كذلك.
وقد حدثت لي حادثة في إحدى المرات، إذ جاءت امرأة تريد مساعدة من الرئيس لأن والدها كان مريضاً، فجاءت إلى اللجنة الدائمة. وبالطبع، الحراسة لا يستطيعون أن يقدموها إلى الرئيس، لأن لهم حدوداً. وعندما جئت قالوا: "جاء بك الله"، وأخبروني بالموضوع. فأخبرت الرئيس، وكنت دائماً أناديه: "يا رفيق". واتذكر أن عبدالملك المخلافي سألني ذات يوم: "أنت من علمه كلمة رفيق؟" قلت له: "وما المانع؟".
رحمة (ممازحة): وأنتِ تعلمتِها من الاشتراكيين!
فايقة (متابعة): وأخبرت علي عبدالله صالح أن هناك امرأة والدها مريض وتريد رؤيتك، فقال: "دَعيها تدخل". طلبت منها الدخول، فعرفها وعرف أهلها وأباها وبيتها. قلت في نفسي: خلاص، عليّ أن أذهب. هو رجل لديه إلمام بالناس، الإنسان عنده يشكّل حجر الزاوية، وليس "الهيصة والزمبليطة" والرئاسة والسيارات والفلوس وغيرها. هذه كلها متوفرة، ولكنها تحصيل حاصل، ويجب أن تكون موجودة لرئيس يحكم لأكثر من عشر سنين، ثلاثين سنة، بالطبع سيكون غنياً ولديه الأموال والسيارات، لكن لديه أيضاً اهتمام بالإنسان. وهذا شيء مهم.
لقد فقدنا هذا الجانب، فقدنا الإنسان الذي يهتم بمرضك وتعبك، ومن الممكن حينما يسمع أنك مريض أن تجده يزورك في المستشفى، وهو ما حدث لي شخصياً.
أتذكر أنه بعد عودتي من إحدى المفاوضات كنت أعاني من فيروس أصاب صوتي بالاختناق، فذهبت إلى المستشفى السعودي الألماني ونمت هناك. وفي اليوم الثالث أرسل لي عارف الزوكا (رحمه الله) وطارق محمد صالح. قلت: طالما أنكم أتيتم، فهو سيأتي. ثم قلت للبنات : "لنعود إلى البيت"، وأخذت أشيائي وعدت إلى المنزل. وفي اليوم التالي ذهب هو إلى المستشفى من أجل عمل فحوصات، لأنه كان يعاني من مشاكل في الجيوب الأنفية. لقد كان صاحب واجب كبير، قوي، وهو يعلم أنك لست محتاجاً، لكنه رغم ذلك يسألك إذا كنت تحتاج شيئاً. مثلاً، في إحدى زياراتي للرئيس علي ناصر محمد في لبنان عام 2013، كنا نجلس جلسة أصدقاء، نتحدث عبر الهاتف: أنا، وعلي صالح، وعلي ناصر محمد. وهذه لفتة جميلة.
رحمة: كان إنساناً بسيطاً في تعامله.
فايقة: وعلى الرغم من أنني كنت مع علي ناصر محمد، ولم أذهب إلى لبنان إلا وأنا مستعدة، إلا أنه كان يسألني: "هل تحتاجين شيء؟ هل تأمرين بشيء؟"، فأقول له: "كل شيء على ما يرام". هذه لفتة إنسانية جميلة، لطيفة. هو يرى الشعب متعباً، وتحدث اختناقات في حياة الناس، فيقوم بعمل تسوية. مثلاً، إذا كان العيد قريباً، يقوم بعمل تسوية عبارة عن مبلغ إضافي يُصرف لهم. كان لديه معالجات جميلة واهتمام بالآخرين، وهذا الشيء الذي افتقدناه بقوة، بقوة، بقوة. وكان أشبه بالساحر الهندي.
علي ناصر محمد وفائقة السيد
رحمة: ماذا تقصدين بأنه أشبه بالساحر الهندي؟
فايقة: بمعنى أنه من لا شيء يخلق شيئاً، من اللا شيء يعمل حلاً. لقد كان مبدعاً.
رحمة: دعينا الآن ننتقل إلى السلام والمصالحة. أنتِ شاركتِ في مفاوضات السلام في جنيف والكويت. ما هي البنود أو النقاط التي لو التزم بها الأطراف كانت الحرب قد توقفت منذ فترة طويلة، وخفّت معاناة الناس؟
فايقة: أنا اشتركت في جنيف الأول والثاني، والكويت. وكنت في صدام قوي مع الدول الـ18 ومع السفير الأمريكي تولر. أخبرته بصراحة، بحيث كنت أصدم عارف الزوكا، وأبوبكر القربي، ومحمد عبدالسلام. قلت لهم: "لا يصح أن تسيروا عملية السلام وأنتم تبيعون الصواريخ وتقصفون نساءنا وأطفالنا، وبلادنا تُقصف بصواريخ أمريكية، وأنتم تقبضون المال". كان الزعيم صالح يروق له هذا الجانب كثيراً. نحن لو كنا وقعنا في 2016، لما حدث كل ما يحدث الآن من ورش عمل وغيرها، يوم في الأردن وتونس وغيرها. كان برنامج الحل السياسي الكامل جاهزاً في 2016.
رحمة: ومن تسبب في عرقلته؟
فايقة: الحوثيون.
رحمة: لماذا؟
فايقة: هم استمرّوا باعتبار أنفسهم سلطة.
رحمة: ولهذا السبب تم توقيفكم وأنتم مسافرون في إحدى المفاوضات في المطار؟
فايقة: هذا كان في أول المفاوضات، في 2015.
رحمة: كانوا ضد المفاوضات؟
فايقة: نعم. في 2015 تم إيقافنا في تشريفات مطار صنعاء، وأغلقوا الباب علينا.
رحمة (مقاطعة): كنتِ مع من؟
فايقة: كنتُ أنا، و عارف الزوكا، ويحيى دويد، وكل أعضاء الوفد. أغلقوا الباب بالمفتاح، وأوقفوا سيارة شاص أمام طائرة الأمم المتحدة. وحدثت مشكلة كبيرة، وعارف صرخ. ثم جاء بعد ذلك محمد علي الحوثي يرمي "الشال" لمُراضاتنا.
محمد علي الحوثي
رحمة: هل كان هناك أكثر من شخص يتخذ القرار؟ مجموعة تقوم بإيقافكم وأخرى ترمي "الشال"؟
فايقة: هذه مشكلتهم. جاؤوا وهم مرتاحون، يمضغون القات بعد الغداء، بينما نحن لدينا السكر وغيره وبلا غداء. وبعد ذلك ترتبت على هذه القصة معاناة. سافرنا، لكن طائرة الأمم المتحدة المستأجرة من أجل نقلنا إلى جنيف كانت قد أقلعت لأن لديها وقتاً محدداً.
عانينا في جيبوتي من فندق إلى آخر، ننتقل كل ساعة أو ساعتين، ثم إلى المطار. ثم حُلّت مشكلتنا بعد يومين، حيث انتقلنا عبر طائرة من جنوب أفريقيا. وكان حينها الرئيس عمر البشير في جنوب أفريقيا، وعليه أوامر قبض من قبل محكمة الجنايات الدولية. كانوا في جنوب أفريقيا يريدون تسليمه، فقال السودانيون: "ممنوع أن تطير هذه الطائرة فوق أراضينا"، وكانوا يقصدون الطائرة التي كنا على متنها، والتي تعود لجنوب أفريقيا. واضطررنا حينها لعمل لفة طويلاً، وجئنا من القاهرة، وتبهذلنا كثيراً، وخليها على الله.
رحمة: وكل ذلك بسبب تعنت الحوثيين حينها. ولكن أستاذة فايقة، هل تعتقدين أن الحوثيين جاهزون الآن لسلام حقيقي أم لا؟
فايقة: الظروف جاهزة، وهي ناضجة لإحداث عملية سلمية. خلاص اللعبة انتهت، الناس تعبت وتعاني كثيراً. لذلك، تحارب من أجل ماذا؟ تحارب من أجل الحرب؟ الجماهير بلغت حداً غير عادي، ولم تعد تحتمل، أكثر من 11 عاماً، والمواطن بلا راتب. وهذا صعب جداً.
رحمة: حتى بعد أن جاء السفير السعودي وتقاربوا كثيراً مع السعودية، فما الذي تبقى لاستمرار الحرب؟ وجماعة ما تسمى بالشرعية، هل تعتقدين أن الدكتور رشاد العليمي والمجلس الرئاسي، ومن على الضفة الأخرى، هل هم ايضاً جاهزون لسلام حقيقي ومصالحة؟
فايقة: المسألة نسبية. هنا تجار الحروب، المستفيدون موجودون هنا وهناك، باختصار شديد.
رحمة (مقاطعة): شبكات فساد. وبالمناسبة استاذة ، من ضمن أشكال الفساد التي طُرحت هو ملف الإعاشة، وأنتِ متهمة بأنك تستلمين 155.000 دولار.
فايقة: أكثر من ترامب؟! ما هذا الجنون! يا ليت، كنتُ سأساعد الناس. لدينا مرضى يعانون، ومصابون بالسرطان. يا ليت.
رحمة: ولكن فكرة أن يكون هناك إعاشة وصرف رواتب بالدولارات...
فايقة (مقاطعة): على فكرة، بالنسبة لاسمي، أضيف إضافة، ولم يكن مرتب "فايقة محمد السيد"، من هي "محمد السيد"؟
رحمة: هل تعتقدين أن الفساد والمصالح التي تعود للطرفين ستكون عائقاً أمام سلام حقيقي، إلا إذا وُجد ضغط إقليمي ودولي؟
فايقة: بالطبع، هناك مستفيدون يربحون. هناك من بنى البيوت والقصور، هل تريدين أن تجلبيهم إلى المجاعة؟ هم ليسوا حمير شقاء، لكننا كذلك.
رحمة: بحكم أنك شاركتِ في مفاوضات السلام ولقاءات كثيرة ومختلفة، ما هي أبرز ثلاثة إلى خمسة بنود تحتاجها اليمن أو تحتاجها أي اتفاقية سلام حتى تصل بنا إلى بر الأمان وإيقاف الحرب بشكل نهائي؟
فايقة: تسليم السلاح المتوسط والثقيل، فتح الطرقات بين المدن لإيصال المساعدات والمواد، وخلق الوشائج وتنشيطها وبدلاً من إطالة الطريق لابد من الشروع بإعادة الإعمار. وهذه أهم نقطة.
رحمة: ولكن أستاذة، هل تعتقدين أن وجود مصالحة وطنية أو سلام سيؤدي إلى تغيير في القيادة السياسية على الضفتين، وبالتالي هم متخوفون؟
فايقة: هذه ليست قصة، وليست صكوكاً إلهية. هذه وسائل وضعية، الانتخابات وصندوق الاقتراع هو الذي يفرز.
رحمة: قبل أن ندخل إلى إعادة الإعمار والملف الإقليمي والدولي، هل هناك رسالة ترسلها فايقة السيد إلى الأطراف السياسية اليمنية المتصارعة في اليمن؟
فايقة: أقول لهم: اتقوا الله في الناس، اتقوا الله في الأسر الكريمة التي تكاد أن تمد يدها للغير. يكفي، توقفوا. وأنتِ تلاحظين، في عز الحرب، نرى إعلانات على فلل وبيوت في خط التسعين والـ50 والـ70 والـ20. ما هذا؟ طبعاً في الجهتين!
رحمة: أنتِ قلتِ إنه لا بد أن يكون هناك ضغط إقليمي ودولي. إذا أردنا أن نرتب الدول الإقليمية، خمس دول، نرتبها حسب الأهمية في الملف اليمني، ما هي؟
فايقة: عمان، قطر، السعودية، الإمارات، جمهورية مصر العربية، لأهميتها الجغرافية، ولأنها تستوعب الآن عدداً كبيراً من اليمنيين.
رحمة: مصر كبيرة، وأجهزتها كبيرة.
فايقة: خصوصيتها أنها من بلدان البحر الأحمر.
رحمة: صحيح، واليمن امتداد لقناة السويس.
بعض المصالحة في ملف إعادة الإعمار مطروح بقوة، وربما تتبناه السعودية بشكل كبير بسبب أن السفير السعودي آل جابر هو المشرف على البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار. فما هي التوصيات التي تطرحينها في هذا الملف؟
فايقة: أن لا يرهقونا في تسديد قيمة الصواريخ والمتفجرات والطلعات الجوية من صندوق الإعمار. لا تُرهقونا في هذا الجانب كثيراً، لأنه سيلتهم ثلاثة أرباع صندوق الإعمار.
السفير آل جابر
رحمة: ولكن أستاذة، هذا ليس مطروحاً.
فايقة: بل مطروح.
رحمة: هل تقصدين الأموال التي صُرفت للقيادات؟ لأن السفير السعودي، في لقاء معي، قال: "أنه بحدود 8 إلى 9 مليارات دولار، هي المبالغ التي صُرفت للقيادة السياسية المناهضة للحوثي".
فايقة: لماذا صُرفت؟ لماذا؟
رحمة: رواتب، سكن، وتنقلات.
فايقة: أنا أقول لك: أدوات وقيمة الحرب والدمار سيدفعونها من صندوق إعمار اليمن.
رحمة: إذن تقصدين هذه النقطة تحديداً؟
فايقة: نعم، لأن ذلك سيلتهم نسبة كبيرة من صندوق الإعمار. المواطنون في حالة صعبة، والبنية التحتية متهاوية في الجنوب والشمال وضع سيئ، وبحاجة إلى مدارس، ومستشفيات، وبنية تحتية تشمل التعليم والطرقات وغيرها.
رحمة: بمعنى أنك تتمنين من دول الخليج العربي أن تساهم في هذا الدعم؟
فايقة: بالطبع.
رحمة: هناك خبر بأنه لا يوجد أحد مستعد لدعم الحكومة المعترف بها دولياً بسبب الفساد المتفشي عندهم. فكيف ترين ذلك؟ هل ستحرم اليمن من الدعم الخليجي؟
فايقة: البند الأول والثاني يجب أن لا يُمسّا، ويجب أن يُغذَّيا، لأنهما بند الرواتب. ما عدا ذلك، يُعاد النظر فيه.
رحمة: بحكم خبرتك في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ما هي التوصيات التي تطرحينها في هذا السياق؟ وبالمرة، نريد أن نعرف خلاصة تجربتك كامرأة وزيرة في ظل إدارة الحوثيين، مرتين: مرة وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، ثم وزيرة دولة؟
فايقة: أولاً، أريد أن أقول لك: في إطار الشراكة، عُيّنت وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، وعملتُ - باعتقاد الآخرين - بصورة جيدة جداً. وكنت أرفض أكبر توصية أو قرار يأتيني من مسؤول كبير.
رحمة: ألم تتعرضي لأي تهديد؟
فايقة: يهددون بماذا؟
رحمة: يهددونك كونك امرأة.
فايقة: لا يستطيعون. هم يعرفونني جيداً. أنت لست أفضل مني، بل أنا الأفضل. هذا الجانب كان مهماً. نحن قدنا الوزارات في اصعب و أحلك الظروف، ولم تكن لدينا ميزانية، كانت 600,000 ريال هي موازنة الوزراء وكنت أقول للمحاسب: "انتبه أن تجلبها إلي".
رحمة: 600,000 ريال كل كم؟ هل شهرياً أم سنوياً؟
فايقة: أعتقد كل ثلاثة أشهر.
رحمة: وكم كان راتبك؟
فايقة: هذه ليست لي، ولكنها موازنة. كنت أقول للمحاسب: "اذهب بها لعمال النظافة، لشركة النظافة التي تقوم بالتنظيف سلمها لها، حتى لا تتراكم النفايات". وقلت لهم: بالنسبة للديزل، أنا سأقوم بتوفيره لكم. كنت آخذ معونة من بين معارفي ووزراء أصدقائنا، وكنت أجعل المنظمات تعمل لنا طاقة شمسية في الوزارة، ولأول مرة تشتغل الكهرباء في الوزارة. بحثت عن مخارج، وكانت وزارتنا نشيطة، ووقّعنا اتفاقية مع البنك الدولي بوساطة اليونيسف، حول دعم صندوق الضمان الاجتماعي بمبلغ 22 مليار. الآن وصلوا إلى المرحلة التاسعة والعشرين. الوزير الذي جاء بعدي قال: "هذا الاتفاق هو الذي وقّعته الوزيرة السابقة"، ولكنه لم يذكرني بالاسم. نحن كنا نخوض، ولكنهم لا يستطيعون التطاول. أنا كنتُ رئيسة صندوق المعاقين.
رحمة: ولكن كيف تصفين علاقتك بالحوثيين؟هل كانوا يحترمونك ويخافون منك؟
فايقة: كان هناك احترام، ولم تكن قصة خوف. هم لا يخافون من أحد، لا يخافون من الله ولا رسوله الذي يتحججون به كل يوم. ولكن كان هناك احترام، عندما تكون أنت صافي ونظيف، ما الذي سيقولونه لك؟
المعاق يجب أن تتوفر له عربة خاصة ومن نوع خاص. الآن العربات أنواع، هو يريد نوعاً خاصاً ليذهب بها إلى الجامعة. أعطوه عربة يذهب بها إلى الجامعة جميل أن يتعلم. كانت لنا علاقات متميزة مع كل المنظمات. حتى إذا جاءت ممثلة منظمة "اليونسيف" إلى الوزارة في الصافية، فلابد أن يكون كل شيء على ما يرام. تحتاج إلى أربعة أيام لكي يتم تصفية الجو لها بحيث لا يكون هناك طائرات وغيره... عندها انا اتصل بها وأقول: "سآتي حالاً"، وأركب سيارتي وأذهب.
رحمة: ألم تتعرضي للمضايقة لأنك لم تكوني ترتدين الحجاب؟
فايقة: لا، تعودوا عليّ هكذا. في صنعاء كما أنتِ، لكن عندما تكون يوم كذا ويوم كذا احياناً هنا تكون اللعبة... لكن ان تكون هكذا فكذا سفور سفور، ليس محجبة فليس محجبة.
رحمة: أنا سعيدة أنك تتحدثين بصراحة. ولكن دعيني أسألك سؤالاً وبصراحة. بعد اغتيال الزعيم... استمررتِ بعملك مع الحوثيين كوزيرة، لماذا؟
فايقة: لم أستمر. سبعة أشهر لم أدخل فيها إلى الوزارة.
رحمة (مقاطعة): كان الوضع غير واضح؟
فايقة (متابعة): سبعة أشهر لم أدخل إلى الوزارة. دخلتها عندما أردت أن أعمل مشكلة، عندما ألغوا تسمية "مؤسسة الصالح" إلى "مؤسسة الشعب"، و"جامع الصالح" إلى "جامع الشعب". قلت لهم حينها - وهناك أوراق حول هذا الجانب - إن مؤسسة الصالح لا يجوز لكم التدخل فيها، لأن لها أصحاباً ومالكين، ولها مجلس أمناء هم الذين يقررون. وهذا الكلام يتناقض ويتعارض مع القانون رقم 1 لسنة 2001 بخصوص المؤسسات.
رحمة: جئتِ لهم بالقانون. ولكن كيف تعاطوا مع كلامك؟
فايقة: مهدي المشاط يعرفني جيداً، وكان عضواً في وفد المفاوضات، ويعلم أنني لن أسكت. فقال: "هل هي على حق أو على غير حق؟" فردوا عليه: "إنني على صواب".
طبعاً، ذهب المتحوثون من أصحابنا في المؤتمر الشعبي العام وقالوا: "هذه ستسبب إحراجاً فيما بيننا، ترفض كلامكم وقراراتكم، فعليكم بإبعادها". ورد عليهم مهدي المشاط، وكان حينها حريصاً، وقال: "أنا أعرف أن لديها قيماً ومبادئ، ولكن لا يوجد لديها مال، فكيف ستعيش؟". وهذه لا تحدث إلا نادراً.
وبنفس قرار تعيين وزير آخر لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، كان تعيني وزيرة دولة، ولم أدخل رئاسة الوزراء مطلقاً، إلى أن غادرت.
رحمة: ألم تحددي أي موقف أو بيان بالانسحاب؟
فائقة: لا، ولكني لم أذهب.
رحمة: في الشأن الداخلي جلبتِ آراء مهمة جدًا، ولكن الآن فلسطين.. وأنتِ عُرفتِ بموقفكِ لدعم القضية الفلسطينية، وفلسطين متى كان أول موقف لكِ مع القضية الفلسطينية؟
فائقة: نحن مع القضية الفلسطينية منذ الصغر، منذ أيام المدرسة، منذ وعينا ودرسنا حول نكبة 48 في دروس التربية الوطنية. نحن مع فلسطين، وبعد أن كبرنا أصبحنا كأننا نسمع لحنًا جميلًا وأغنية جميلة عندما يُلقى خطاب عن فلسطين، وخاصة عندنا في عدن كان الأخ عباس زكي، وكان إلقاؤه جميلًا، عندما يخطب كنا نفرح وكأننا بالفعل نسمع أنشودة أو شيئًا جميلًا.
رحمة: كان عندكم مارسيل خليفة وشخصيات.
فائقة: كان الجميع يأتون عندنا، فرقة الطريق، والحزب الشيوعي العراقي.
رحمة: وكان هناك مراكز تدريب، وديع حداد وغيرهم. ولكن أريد أن أعرف فايقة السيد تحديدًا، أول موقف كان لها مع القضية الفلسطينية، موقف عملي سواء وأنتِ صغيرة أو شابة، غير الخطابات؟
فائقة: طبعًا، حدث كرنفال بعد الاستقلال، وكان هناك مدرسة معنا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعملوا صاروخًا، ونحن نلبس الكوفية الفلسطينية والملابس الكاكية، كان تضامنًا مع فلسطين، وكنا مشاركين في هذا الكرنفال، وبعد ذلك في كتاباتنا وإنشاءاتنا.
رحمة: وهل كنتم تجمعون التبرعات؟
فائقة: طبعًا، "ادفع شلن تقتل صهيوني".
رحمة: كانوا يقولون "ادفع شلن تقتل صهيونيًا"، وكنتم حينها تدفعون الشلن؟
فائقة: أتذكر السيدة سمر فاهوب - لا أعلم إن كانت لا تزال على قيد الحياة - كانت تقدم برنامجًا في التلفزيون بعنوان "ادفع شلنًا تقتل صهيونيًا" وكانت تحمسنا.
رحمة: بعد ذلك لعب الفلسطينيون دورًا في السلام بعد أحداث 13 يناير تحديدًا، وبعد خروج الرئيس علي ناصر. وقد تحدث الرئيس علي ناصر حول وساطة قادها الرئيس الراحل ياسر عرفات.
فائقة: نجح في أشياء كثيرة، نجح في إخراج الكثير من العائلات، وساهم مع الرئيس علي عبدالله صالح في إخراج الجماعة من السفارة الإثيوبية بعد الوحدة، وأخرجوا عائلات مسؤولين مثل عائلة علي باذيب، عائلة عبدالله غانم، والكثير من العائلات. أبو عمار تستطيعين القول إنه كان الرقم (2) في "الزمرة" بعد علي ناصر، كان يحرص كل الحرص على زيارة الرئيس علي ناصر. عندما كان يأتي إلى صنعاء كنا دائمًا نتغدى ونتعشى عنده ، فكان يزور بيت علي ناصر حتى لو كان مسافرًا، والمهم يسجل موقفًا، هو فنان في هذا الجانب، وقد أهدانا إذاعة.
ياسر عرفات والرئيس علي ناصر محمد
رحمة: ما هي الإذاعة؟
فائقة: إذاعة كنا نستخدمها نحن "الزمرة".
رحمة: هو الذي أهداكم الإذاعة؟ الوفاء بالوفاء
فائقة: نعم، أهدانا إياها، ومقرها يريم.
رحمة: وما الذي كنتم تبثونه في الإذاعة؟
فائقة: كانت من أقوى الأشياء.
رحمة: هل كانت تحريضية ضد "الطغمة"؟ ماذا كنتم تقولون مثلًا؟
فائقة: كنا نقول: إن هؤلاء فاشلون وسارقو سلطة.
رحمة: وماذا أيضًا؟ كنتم تقولون: إننا سنعود يا جماهير بلادنا، يا جماهيرنا ثوروا.
فائقة: لقد كانت إذاعة مهمة.
رحمة: وهل شاركتِ فيها؟ هل كنتِ تقدمين؟
فائقة: لا، لم يكن لي دخل، فقد كانت في مدينة يريم، ما الذي يذهب بي إلى هناك؟ ولكن كان هناك مذيعون وإعداد.
رحمة: بعد الوحدة، وعندما كنتِ في صنعاء، كيف كان شكل الدعم للقضية الفلسطينية؟
فائقة: أنا أريد أن أقول لكِ شيئًا: عندما كان أبو عمار في المقاطعة محاصرًا، طفل يمني تبرع بـ"السيكل" الخاص به وقال انا اتبرع به.
رحمة: كانوا اليمنيون مع القضية الفلسطينية قلبًا وقالبًا.
فائقة: طفل يمني في البيضاء تبرع بلغم، وطبعًا هذا كان مخيفًا.
رحمة (ممازحة): لغم! المهم يفجر بالصهاينة.
فائقة: طفل يتبرع بعجلته التي كان يلعب بها في الشارع.
رحمة: والطلاب كانوا يتبرعون بمصروفهم.
فائقة: الشعب اليمني شعب جميل ومعطاء، وعلاقته بفلسطين علاقة قوية، وكما نقول دائمًا: نحن مع فلسطين، ظالمة أو مظلومة.
رحمة: هي مظلومة إجمالًا. دعينا الآن نتحدث عن المساندة اليمنية أو مساندة الحوثيين لفلسطين. أنتِ ظهرتِ في قناة وتحدثتِ على أننا مع القضية الفلسطينية، وذكرتِ "بيتًا بيتًا وحارة حارة". هل هناك مشكلة أن تساند اليمن فلسطين بالصواريخ؟
فائقة: أولًا: كيف نساند؟ علينا أولًا أن نساند شعبنا الذي يعاني، شعب بلا رواتب. فلسطين لا تقول لك: مُت من أجلي. لا نحمل فلسطين أكثر مما تحتمل، لا. فلسطين تقول لك: إذا أنت عشت نحن سنعيش. هي مجموعة من القيم. فلسطين ناس لديهم أخلاق وقبائل وعشائر، وليسوا قطاع طرق. والبحر الأحمر حتى خبز الفقراء يمر منه، فأنت عندما تعيق الملاحة في البحر الأحمر، أليس ذلك يعني أنك تعيق وصول خبز الفقراء إليهم؟
رحمة: وهناك أيضًا دول عربية متضررة، أليس كذلك؟
فائقة: بكل تأكيد، هناك الكثير من الأماكن المتضررة. نحن مع فلسطين بكل سبل المواجهة. أعطِ للفلسطيني خبزًا، كيس طحين، أفضل من أن ترسل له صاروخًا.
رحمة: كيف يعطيه وهناك حصار مطبق على الفلسطينيين؟
فائقة: الطرق كثيرة، هناك دول وسيطة، وهناك ما لا تستطيع إرساله مباشرة، ولكن تستطيع عبر دول، عبر مشروع الأمم المتحدة للسكان أو مشروع لغذاء العالمي. هناك طرق.
رحمة: يعني أن يكون هناك تبرع مالي دون أن يتم إقحام اليمن في أزمات واعتداءات وغيرها. هناك من يؤيدون العدوان الصهيوني الامريكي على اليمن، ما هي وجهة نظركِ حول ذلك؟
فائقة: هؤلاء ناسنا وشعبنا، وأنا يؤلمني عندما يموت المواطنون في اليمن، أو يتضررون أو يتعبون أو تتدمر بيوتهم. أنا عشت هذا الظرف، كانت الطائرة عندما تبدأ بالطيران يحدث لي صداع، وهذه حالة مرضية. لذلك نحن لا نفرح لوجع شعبنا وألمه، بل على العكس. نحن لسنا ناقصين. نحن، والزعيم علي عبدالله صالح، وكل قيادة المؤتمر نتألم لآلام الناس، وربنا يجازي من كان السبب.
رحمة: نرفض التدخل الإقليمي والدولي، أو حتى الدولة الإجرامية مثل الكيان الصهيوني يقصف بلادك اليمن ويقصف بنيته التحتية.
رحمة: أستاذة، كيف تنظرين إلى وضع اليمن بعد عشر سنوات؟
فائقة: أنا أتمنى أن تكون شيء جميل.
رحمة: كيف شيء جميل؟
فائقة: أن يكون فيها التعليم والحياة طبيعية، الأطفال يذهبون إلى رياض الأطفال، والنساء يمارسن عملهن وحقهن في الحياة، وكل هذه الأشياء الطيبة.
رحمة: ويعود النظام الديمقراطي والانتخابات
فائقة: نعم، وصندوق الاقتراع.
رحمة: والولاية؟
فائقة: الولاية لله سبحانه وتعالى.
رحمة: هل أنتِ مع أن يكون هناك مشاريع تتعلق بالتنمية ويكون هناك سلام؟ وهل تتوقعين أن نصل إلى هذه المرحلة؟
فائقة: نعم، والسائلة تتنظف، حيث لا تكون ممتلئة بقوارير الماء والأكياس البلاستيكية ويسير فيها الماء بسلاسة
رحمة: وكهرباء في عدن.
فائقة: كهرباء في كل اليمن.
رحمة: ويتوقف الفساد. سؤال آخر: كيف تنظرين إلى المؤتمر الشعبي العام بعد عشر سنوات؟
فائقة: أتمنى أن يكون وضعه أفضل.
رحمة: أفضل من أي ناحية؟
فائقة: أن تكون قيادته أكثر صلابة وموضوعية، وأن يبتعدوا عن الشخصية والعائلية والارتباطات. جميع الناس أسرة واحدة، وهذه صعبة؛ لا تستطيعي فيها أن تحددي مواقف ولا أي شيء، وعندما تتحدثي أتفه واحد من هذا التجمع العائلي يمكن أن يخرسك.
رحمة: أستاذة فائقة، كل شخص فينا لديه أمنية وحلم، ومن المؤكد أن فايقة السيد لديها الكثير من الأحلام، وإلا لما وصلتِ إلى ما وصلتِ إليه. بعد عشر سنوات، ما الذي تتمنينه أن يحدث لكِ؟ كيف تريدين ان ترين فائقة؟
فائقة: الستر والعافية، والنهاية الطيبة، لأنه سيكون عمري 82 عامًا.
رحمة: ولكن أستاذة فائقة، الستر والعافية هي لكبار السن.
فائقة: سيكون عمري حينها 82، "كوني بعقلك".
رحمة: هناك أشخاص وصلوا إلى الثمانينات ولا زالوا يقررون ويحلمون.
فائقة: هذا في المجتمعات الراقية، والناس يعيشون في رغد ونظام، هناك تأمين صحي. أما أن تبحثي عن العلاج ساعة أو ساعتين او خمس ساعات ...
رحمة: لا تفكرين بالالتحاق بالمكتب السياسي، طالما أن علاقتكِ بالعميد طارق محمد صالح جيدة؟
فائقة: التنظيم السياسي هم أحبائي وأبنائي وأعزائي، وطارق حبيبنا، ولكن في هذه اللحظة لا أفكر ببدائل.
رحمة: على الاطلاق؟ حددتي موقفك وخلاص
فائقة: في هذه اللحظة لا افكر ببدائل
رحمة: ولكن دوركِ أنتِ مع الإدارة ليس من المعقول أن تنسحبي. مثلًا، علاقتك بالدكتور رشاد جيدة، ومن المفترض أن تكوني مستشارة لشؤون المرأة . أكيد أنه لديك طموح يتعلق بالمرأة اليمنية، شاركينا بهذا الطموح، الأهداف والأمنيات.
فائقة: نريد تمكين المرأة، وأن تعمل وتأخذ حقها في القيادة والمبادرة، وأن تُمثَّل أحسن تمثيل في كافة الهيئات. المرأة لا يزال وضعها صعبًا، ولابد أن تكون في مجلس الرئاسة، لأن النساء يشكلن نسبة 62% من تعداد الجمهورية اليمنية.
رحمة: وبالنسبة للحكومة.. لا هذه الحكومة التي هنا لديها نساء، ولا التي هناك.
فائقة: بالنسبة للحكومة في صنعاء لن يكون هناك نساء أبدًا.
رحمة: إلا إذا دخلوا في حكومة مشتركة؟
فائقة: كانت الأمم المتحدة تشترط أن يكون في وفد المفاوضات نسبة للنساء، وكان لا يوجد. كنتُ أنا الوحيدة التي أذهب مع المؤتمر الشعبي العام، نحن الوحيدون الذين نعطي حقًا للمرأة. وكذلك "الشرعية"، كانت هناك امرأة في إحدى المرات حضرت معهم: ميرفت مجلي، سفيرة اليمن لدى بولندا، و...
مرفت مجلي
رحمة (مقاطعة): رسميًا ضمن الوفد المفاوض؟
فائقة: نعم. في إحدى المرات أيضًا جاءت وزيرة الشؤون القانونية نهال العولقي.
رحمة: هل هناك نساء في الحكومة المدعومة دوليًا؟ ومن هن؟
فائقة: لا يوجد.
رحمة: لماذا لا يوجد؟
فائقة: جاءوا رجال لا يخجلون، يريدون من علي عبدالله صالح أن يخرج من قبره ليصفعهم. وهم جاءوا في جو إقليمي مساعد، ورغم ذلك لا يحترمون المرأة، وهذه أكبر مصيبة.
رحمة: يعني المسؤولة كبيرة عليك استاذة. ما هي الرسالة التي تريدين أن نختتم بها لقائنا؟
فائقة: اتقوا الله، وضعوا مصلحة اليمن فوق كل اعتبار. وعلى دول الإقليم والجوار أن تؤمن بحق الناس في العيش الكريم والشريف، بعيدًا عن أي ضغوط أو شروط. و ان لا يحوّلوا الشعب اليمني إلى قوى جرارة تذهب بعدها إلى بلدانهم مشيًا على الأقدام لتختلف معهم وتقاتلهم. وعليهم أن يحترموا حق الإنسان في الحياة بشكل عام.
رحمة: أستاذة فايقة السيد، شكرًا جزيلًا لكِ، أوجزتِ وأوفيتِ وكفيتِ.
مشاهدينا، نلقاكم في حلقة أخرى وضيف آخر في برنامج حكايتي.
ينشر هذا الحوار بالتزامن مع بثه على قناة "حكايتي" على يوتيوب، إعداد وتقديم الإعلامية رحمة حجيرة. لمشاهدة الحلقة (اضغط هنا)

الكلمات الدلالية