كـ"المشهري".. هل حصل.. هل سيحصل..؟!
هل حصل، قبلًا، مثل هذا التداعي.. مثل هذا التفاعل والانفعال لمقتل الرائدة الاجتماعية افتهان المشهري..؟
هل سيحصل؟
أشعر أن الرأي العام اليمني، برغم ظروف الحياة المعيشية الممضة، برغم صعوبة وسائل تقنيات التواصل الاجتماعي، بدأ يلتحق بالفضاءات العالمية بأداءاته الإيجابية والفاعلة..
كل منصات التواصل الاجتماعي.. كل الناشطين.. كل المنابر.. لا بل كل المنتديات والملتقيات والتجمعات الاجتماعية، تشتغل، راهنًا، على تداعيات وأجواء جريمة قتل هزت اركان الرأي العام..
وزلزلت الكيانات الرخوة والهزيلة، أصلًا، والمتمثلة بالأحزاب السياسية العتيقة والعقيمة، بما هي الراعي الأساس للاختلالات الحاصلة في هكذا بلد..
وتعز، بطبيعة حالها، شفافة بكل ما تعنيه الكلمة.. وبكل شفافية تنشرها في العلن.. مهما كانت القضايا الماسة متوارية متخفية.. فلا تتركها مستورة.. أو منذورة للنسيان..
وهذا هو سر الاهتمام المبدى لأية قضية تعتور أو تسيء أو تشين الوجه الممتلئ والباسم للأبية تعز.. لا تسمح البتة للخبث ولا للعثرات أن تغدو نهج حياة أو أسلوبًا معتادًا..
فتلفظها وتزيل وتمحو آثار بصماتها أولًا بأول.. تمارس النقد الذاتي بشفافية عالية، بالفحص والتنقيب عن مكامن الإخفاقات والانتكاسات..
تلاحق وتتتبع الأخطاء بالإفصاح عنها، في العلن، دون مهادنة.. وكل ذلك بهدف تقويم الاعوجاجات وتصحيح المسارات.. ومعالجة السلبيات.. وهي بذلك غير هيابة بردود الأفعال مهما كانت حدتها..
إلى أبعد الحدود تذهب في الاستبسال والتعاطف والتكاتف مع القضايا الإنسانية البحتة.. وتوغل في معاداة التسلط والتجبر والاستعلاء..
ومن جميل سجيتها المدنية أنها تلفظ مفاسد النافذين والمتسلطين.. ولا تتسع للغوغائية والممارسات العصبوية واللاأخلاقية..
تتداعى وتنتفض.. وقد تشعلها ثورة لأجل تصرف سالب يستقصد خدش كرامتها القائمة على حب المساواة والعدالة والالتزام بالنظام..
تلك هي تعز الستة ملايين إنسان.. فلا غرابة، بعد ذلك، أن تنالها النوائب.. ولا عجب من أن تشاع وتنتشر أخبار أي منها في الأثير..