صنعاء 19C امطار خفيفة

من الزمرة والطغمة إلى المؤتمر الشعبي العام

فائقة السيد تروي أحداث 13 يناير: الدم الذي غيّر مسار الجنوب والوحدة

فائقة السيد تروي أحداث 13 يناير: الدم الذي غيّر مسار الجنوب والوحدة

في الحلقة الثانية من برنامج حكايتي مع الأستاذة فائقة السيد، نستعيد واحدة من أكثر المراحل توترًا في تاريخ اليمن الجنوبي؛ مرحلة ما قبل أحداث 13 يناير 1986 الدامية وما رافقها من احتقانات وتحالفات متبدلة.

تتحدث فائقة السيد عن طبيعة الصراعات التي سبقت الانفجار الكبير، وكيف تحولت الخصومات السياسية في مجتمع هش إلى مواجهات دموية، لعبت فيها الخلافات على المواقع والنفوذ، والتدخلات الإقليمية، دورًا حاسمًا في تأجيج الصراع.

وتكشف في شهادتها تفاصيل اللحظات الأولى لاندلاع المواجهات، وكيف تلقت خبر الاعتداء داخل اللجنة المركزية، ثم مشاهداتها لشوارع عدن وهي تمتلئ بالمسلحين. وتروي محاولتها للجوء إلى السفارة الإثيوبية، قبل أن تتمكن بعد أشهر من مغادرة عدن سرًا إلى صنعاء، حيث وجدت نفسها ضمن نصف قيادة الحزب التي انتقلت شمالًا.

الحلقة تسلط الضوء أيضًا على الوحدة اليمنية من منظور فائقة السيد، وعلى دور الجنوبيين الذين استقروا في صنعاء في قطاعات التعليم والصحة والإدارة. كما تتوقف عند بدايات انضمامها للمؤتمر الشعبي العام، ومواقفها خلال محطات انتخابية مفصلية، وصولًا إلى علاقتها بالرئيس علي عبدالله صالح، وتقييمها لمراحل قوة المؤتمر وانقسامه.

رحلة ممتدة بين الدماء والسياسة، بين عدن وصنعاء، وبين الحلم بوحدة عادلة وواقع التهميش والانقسامات، ترويها فائقة السيد، للزميلة رحمة حجيرة، في سردية مشحونة بالذكريات والمواقف الجريئة.

"النداء" تنشر النص الكامل للحلقة بالتزامن مع عرضها المصوّر على قناة "حكايتي" في يوتيوب.

رحمة: مشاهدينا، مرحباً بكم في حلقة أخرى مع الأستاذة فائقة السيد. اليوم نتحدث عن الاحتقانات التي سبقت أحداث 13 يناير 1986الدامية، والوحدة اليمنية التي تعاملت معها بمسؤولية، وعن نبض فلسطين.
أستاذة فائقة، وصلنا في الحلقة السابقة إلى الأحداث التي تلت 13 يناير، وكنتِ عائدة من الجزائر أربع سنوات قبل 13 يناير. هل يمكن أن تسردي لنا الأحداث التي سبقت 13 يناير؟
فائقة: في مجتمعنا تختلط الأمور؛ أحباء اليوم قد يصبحون خصومًا، والخصومة في المجتمعات المتخلفة تأخذ أشكالًا شديدة، بمعنى أنها تصل إلى الدموية. أيضًا حصل خلاف حول أفراد: من يبقى في القوات المسلحة ومن لا يبقى. خصوم الأمس صاروا أصدقاء اليوم، وتمت تحالفات أدت إلى تصعيد قوي في الأجواء السياسية في البلاد، وقادت إلى مأساة لم نكن نتوقعها ولا نريدها، وقد أتت ونحن في مرافق العمل فجأة.
رحمة: ماذا كنتِ تعملين عندما جئتِ أول مرة من الجزائر؟
فائقة: كنتُ رئيسة قسم الإعلام في المجلس اليمني للسلم والتضامن والصداقة مع الشعوب.
رحمة: ماذا كان يعمل هذا المجلس؟ وما هي أبرز أعماله؟
فائقة: هو من المؤسسات المهمة التي تتبع الحزب. كانت علاقاته مع دول المنظومة الاشتراكية، مع مجالس السلم والتضامن والصداقة في البلدان الاشتراكية أكثر. أتذكر أننا ذهبنا إلى فيتنام ومنغوليا وروسيا من خلال هذا المجلس، لحضور اجتماعات ولقاءات مهمة، إما تتعلق بحركة السلم أو تتعلق بحركة التضامن، والتضامن الأفرواسيوي.
رحمة: وخلال تلك الفترة كانت علاقتكِ بالرئيس علي ناصر محمد قوية، فما هي الأحداث التي تمت؟ أنتِ ذكرتِ بشكل عام كيف يتم التعاون مع هذه الاحتقانات في الدول النامية، ولكن ما هي المواقف والأحداث التي تذكرينها وكانت سببًا في اندلاع المواجهات؟
فائقة: أعتقد ليس من البطولة ولا من الأخلاقية أن نتحدث عن رفاق أعزاء فقدناهم، سواء من هذا الطرف أو ذاك، فهم يعزون علينا، كنا معًا وكان مصيرنا واحدًا، ثم اختلفنا وحدث ما حدث.
رحمة: على ماذا اختلفتم؟
فائقة: اختلفنا على الأماكن والمناصب. في ظل التخلف ستختلفين أنتِ والآخرون على ماذا؟ على الجوع؟ على الفقر؟ على التعب؟ على الضنك؟ طبعًا الدول الشقيقة، أو يمكن أن نسميها دول الإقليم، ساعدت على تأجيج الصراع والقفز به إلى حد المواجهة، لأنه كان في اقتتالنا وحدتهم واستقرارهم.
رحمة: كيف ساعدوا؟ ما الذي فعلوه؟
فائقة: ساعدوا بالتواصل مع هذه الجهة وتلك وتضخيم الموضوع.
رحمة: وقدموا الدعم المالي... ألم تكن هناك طريقة لتلافي هذه المواجهات أو إيقاف الاحتقان؟
فائقة: يا ريت.
رحمة: كيف تلقيتِ خبر اعتداء حسان، الذي كان يعمل في سكرتارية الرئيس علي ناصر على قيادات الدولة؟ حينها كان الرئيس علي سالم البيض، وحيدر أبو بكر العطاس، وعلي عنتر، وقيادات في الحزب الاشتراكي.
فائقة: لقد كان حسان نائب قائد الحراسة، نائب مبارك سالم، ومبارك سالم من شبوة، وحسان من الحبيلين، هو من منطقة أقرب لعلي عنتر، وكان من الرجال الشرفاء والمحترمين، لكن يبدو لي أن أحداثًا جعلته يأخذ موقفًا. ميزة الرئيس علي ناصر أن حراسته كانت من جميع المدن، من حضرموت وأبين والضالع، وأفضل الرجال الذين قتلوا من حراسته كانوا من الضالع، من ردفان، من حبيل الجبر والريدة، من كل هذه المناطق، ومبارك سالم من شبوة. هؤلاء أخذوا مسؤوليتهم واتخذوا قرارًا بتصفية هذه العناصر، وقد يكونوا هم اتخذوا أو أوكل إليهم أحد آخر.
رحمة: هل اتخذوا القرار دون الرجوع للرئيس علي ناصر؟
فائقة: رحمة، نحن لا نريد أن نتعمق كثيرًا في هذا الجانب، حفاظًا على ما تبقى من علاقات طيبة مع أبنائهم وأهلهم.
رحمة: ولكن نحن قلنا هذا للتاريخ يا أستاذة، لو نمر عليه بإنصاف.
فائقة: نحن لا نحاسب أحدًا... التاريخ تذكريه بإنصاف عندما يكون هناك مجال أن تُخضِعي أحدًا للمحاسبة. لكن الآن سنتحدث وسنجرح قلوب كثيرة، لذلك لا داعي لنبش المواجع.
رحمة: لقد اختصرها الرئيس علي ناصر محمد بعبارة وقال إن الأيادي جميعها، كانت على الزناد، وكانت الطلقة الأولى منه. دعينا نعود إلى وقت تلقيك الخبر، أين كنتِ في ذلك الوقت؟
فائقة: كنت عند الأخ عبدالقادر باجمال في وزارة الطاقة والمعادن في المعلا، وكنا بصدد البحث عن سكن في البريقة لزميل من ردفان، وهو زميلي خريج من الجزائر، لأنه يعمل مهندس في البريقة، وكانت شركة "البي بي" لديها سكن، وكنا نريد له مكانًا للإقامة لأنه كان ينوي الزواج. فجاء الخبر ونحن عند عبدالقادر باجمال، في نفس تلك اللحظة كان باجمال يُسهب في الحديث والشرح بأنه سيأتي وفد إيراني لتكرير البترول في مصافي البريقة. ودخل أحد الإخوة وقال: الجو اشتعل في اللجنة المركزية، وحينها نهضنا جميعًا وتوجه كل واحد منا إلى المكان الذي يريد.
رحمة: ما هي أكبر المخاوف التي تبادرت إلى ذهنك حينما سمعتِ هذا الخبر؟
فائقة: المخاوف كانت كثيرة: خوف على الناس، والزملاء، والزميلات، والرئيس علي ناصر. أنا كنت مخططة للذهاب إلى اللجنة المركزية لسحب رسالة لوزارة الخارجية من أجل إخراج جوازي الدبلوماسي، لأنه كان من المفترض في اليوم التالي أن أغادر إلى الهند، وكل ذلك لم يحدث. بعد ذلك ذهبنا من المعلّا إلى التواهي، وكنا نشاهد أشخاصًا يحملون الأسلحة في الشوارع، في الشارع الرئيسي أمام عمارة الإذاعة والتلفزيون، ملعب الشهداء في التواهي بجانب الحديقة. إخواني، بما فيهم الأخ الردفاني الذي كان يقود السيارة، قال: "تريدين اللجنة المركزية؟ الناس هناك على السيارات محملة بالعسكر، تمر بجوارنا، لا". فاتخذوا طريقًا باتجاه خور مكسر، وقلت له: إذا فلنذهب إلى عملي في السلم والتضامن.
رحمة: وأنتِ كنتِ تريدين أن تذهبين في ذلك الوضع إلى العمل؟
فائقة: نعم، كنت أريد أن أعرف ما الذي حدث. ذهبت إلى السلم والتضامن ووجدنا الناس في حالة قلق وتوجس، وتوجهت بعد ذلك إلى منزل الفقيد الأستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب في خور مكسر.
رحمة: هل كنتِ قلقة من أن يتم استهدافك أو اعتقالك؟
فائقة: لم يكن الخوف إلى ذلك الحد. الذي يشعر بالخوف لن يتنقل كل تلك التنقلات.
رحمة: ولكن الوضع كان قائمًا على التصفية، وكل طرف يصفي الآخر.
فائقة: في اليوم الأول كان الوضع لا يزال أهدأ.
رحمة: هل كانت هناك جثث في الشوارع؟
فائقة: فيما بعد.
رحمة: هل شاهدتم في التلفزيون عندما بدأوا يبثون حول الأحداث.. ما الذي بثه التلفزيون حينها؟
فائقة: كانوا يبثون برنامج "فشلت المؤامرة وانتصر الحزب". كانوا يبثون حول هذه المواضيع، وكذلك برنامج كرتون للأطفال، أعتقد "فلونة او لونة"، ونحن كنا نتفرج ونحن لا نعرف. وبعدها بثوا نداء الرئيس علي عبدالله صالح في التلفزيون، كان يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار، وأن حملة الراية البيضاء سينزلون إلى عدن، وهم من قوات الثورة الفلسطينية. ولكن كل ذلك لم يحدث.
رحمة: ولكن كان الخطاب مبشراً، شعرتِ باطمئنان. كم جلستِ قبل انتقالك إلى صنعاء؟
فائقة: بقيت وقتًا طويلًا، كنت أتابع قضايا المواطنين. وكانت هناك فكرة أن أدخل إلى السفارة الإثيوبية.
رحمة: للجوء؟
فائقة:نعم، كنت أقابل السفير وأقوم بارتداء "الشيذر العدني والخِنّة".
رحمة: كنتِ متخفية؟
فائقة: نعم، وكنت أقابله في أحد الأماكن، وقلت له إنني لا أستطيع أن أدخل لأنني أعلم أن هذه القضايا تطول لسنوات خمس أو عشر، لأن الذين دخلوا بقوا حتى سنة 90 عند قيام الوحدة.
رحمة: كم حددوا نسبة اللاجئين إلى السفارة الإثيوبية من الجنوبيين حينها؟
فائقة: سليمان ناصر محمد، أخو الرئيس علي ناصر، وصالح حسن محمد، ومحمد أحمد، وجمال ابن علي ناصر. هذه المجموعة كانوا في السفارة.
رحمة: بقوا إلى عام 1990؟
فائقة: بالنسبة لجمال خرج قبل، بوساطة إثيوبية، لكن البقية بقوا حتى أُعلنت الوحدة. فلو تأخرت الوحدة ولم تُعلن، كم كانوا سيظلوا هناك؟
رحمة: متى قررتِ يا فائقة السيد أن تغادري عدن وتذهبي إلى صنعاء؟
فائقة: بعدها وصلت إلى مرحلة أنه من الضروري أن أخرج.
رحمة: بعد كم شهر؟
فائقة: بعد عدة أشهر. كان لديهم طمأنينة أنني في منزل عبدالله باذيب، ولكني فاجأتهم بالخروج.
رحمة: كيف قررتِ؟ ومتى قررتِ؟ ألم يتم التواصل معكِ ويطلبون منك الخروج وهم سينتظرونك في البيضاء التي كانت نقطة العبور؟
فائقة: لا، رتبت بطريقتي، لأن هذه الخطوة تكون احيانًا محفوفة بالمخاطر، ويمكن أن يبيعك طرف. وعنصر المفاجأة ممتاز في هذه القرارات.
رحمة: وكيف خرجتِ؟
فائقة: خرجت.
رحمة: ألم تتعرض أسرتك لأي مضايقات؟
فائقة: ذهبوا إلى بيتنا وفتشوه، وقالوا لهم إنني لم أدخل إلى المنزل منذ 13 يناير. كانت أسرتي تقوم بزيارتي إلى منزل الاستاذ عبدالله باذيب.
رحمة: بعد ذلك، كيف تم استقبالكم في صنعاء عندما وصلتم؟
فائقة: استقبلونا بكل أدب واحترام. نحن جئنا كفاءات، ولم نكن عبئًا، بل جئنا كإضافة للواقع في صنعاء. نحن نصف المكتب السياسي ونصف اللجنة المركزية أصبح في صنعاء.
رحمة: ولكن ما هي الإضافة؟ هناك 150,000 يريدون طعامًا وشرابًا ورواتب.
فائقة: لماذا؟ وهل جئنا فقراء أو شحاتين؟
رحمة: لم نقل ذلك، ولكن ما هي الإضافة؟
فائقة: نحن جئنا بأموالنا، بإمكاناتنا، وكانت دول المنطقة تدعم. طائرات من السعودية.
رحمة: كانت السعودية تدعمكم؟
فائقة: كانت تريد أن يكون لها من الكعكة نصيب.
رحمة: خلال الأربع سنوات التي قضيتِها في صنعاء قبل إعلان الوحدة اليمنية، ما هي أبرز الأنشطة التي كنتم تقومون بها؟
فائقة: كنا نقوم بكل شيء، كنا دولة مستقلة.
رحمة: كيف دولة؟
فائقة: كنا نقوم بالتعليم، ندخل إلى الجامعات، ونرسل منح لطلبة للدراسة في سوريا وليبيا، كما نرسل قوات إلى ليبيا، كنا نقوم بكل شيء.
رحمة: ولم تكن هناك أي مضايقات؟
فائقة: كانت المستشفيات يديرها دكاترة منا. قال الرئيس علي عبدالله صالح، رحمه الله، في إحدى المرات: "الأطباء المتواجدون في مركز من المراكز الذين جاؤوا من الجنوب إلى صنعاء سيديرون الجمهورية بأكملها".
رحمة: فكنتم عونًا له.
فائقة: كنا عونًا للشعب.
رحمة: عندما جاءت الوحدة اليمنية، هل شعرتِ بالفرح أم لا؟
فائقة: الوحدة اليمنية كنا سنفرح أكثر لو تمت بمشاركتنا. على أساس أننا عملنا في موضوع الوحدة كثيرًا. الرئيس علي ناصر محمد قاد لجان الوحدة، تزامل هو والرئيس علي عبدالله صالح في موضوع الوحدة، وأحد أسباب الخلاف كان موضوع الوحدة في 13 يناير. لو كانت تمت مشاركتنا كانت ستكون أفضل. فقد أقصونا من العملية السياسية هذه. ولكننا في وجداننا نريد الوحدة، نريدها على أسس سليمة، ديمقراطية، حقيقية. لا نريدها هروبًا، ولكننا نريدها تحقيقًا حقيقيًا.
رحمة: هناك جيل جديد لا يعرف ما هي الزمرة والطغمة. فهل من الممكن أن تعرفينا ماذا تعني كلتا الكلمتين؟ ومن صاحب هذا اللفظ؟
فائقة: هما تعبيران سياسيان أُطلق أحدهما على فريق الرئيس علي ناصر محمد بالزمرة، ونحن أطلقنا على الفريق الآخر، فريق عبدالفتاح إسماعيل والبيض، بالطغمة. وهو مجرد كلام.
رحمة: ولكن ما هو مدلول الزمرة وما مدلول الطغمة؟
فائقة: الزمرة تصغير.
رحمة: تقصدون بالزمرة المجموعة الصغيرة، وأنتم الطغمة المجموعة المتسلطة.
فائقة (ممازحة): نحن الطغمة الفاشية، "تغمطت بولشت" في تشيلي.
رحمة: كانت حربًا نفسية... فيما بعد كيف تلقيتِ طلبهم من الرئيس علي ناصر في المغادرة؟ وبيان التنحي.
فائقة: نحن مررنا بصدمات؛ خروجنا من عدن صدمة، إعلان الوحدة بذلك الشكل صدمة ثانية، والصدمة الثالثة تنحي الرئيس علي ناصر محمد. وهذا أنا ذكرته في قراءة مبكرة لزوجة الرئيس الروسي مارينا بوبوفا.
رحمة: وماذا قلتِ لها؟
فائقة: إذا اضطر ومن أجل الوحدة سيتنحى الرئيس علي ناصر محمد. وتخيلي قبل الموضوع بيومين كنت أنا وهي، زوجها كان السفير للاتحاد السوفيتي في صنعاء، وهم أسرة صديقة لأنهم كانوا قبل ذلك في عدن، وكانت الصدمة الأخيرة قصة خروج علي ناصر من صنعاء.
رحمة: بعد أن ساهم في تحقيق الوحدة اليمنية والجهد الذي بذله.
فائقة: كنا نقول: أين أبونا؟ نحن انفجرنا، تعبنا، وتأزمنا، وبكينا. علينا أن نتحمل مسؤولية 5000 عائلة في صنعاء بإحصائية تابعة للأمم المتحدة.
رحمة: إدارياً أو مالياً؟
فائقة: إدارياً ومالياً وسياسياً وتعليمياً.
رحمة: وبعد ذلك أين ذهب الخمسة آلاف؟
فائقة (متابعة): ومرضى.
رحمة: ولكن بعد ذلك تم دمجهم؟
فائقة: حصل ذلك فيما بعد ولكن هذا كان موجوداً في تلك اللحظة.
رحمة: وما الذي فعلتموه في تلك الفترة لكي تديروا 5000 عائلة واحتياجاتهم؟
فائقة: في تلك الفترة تعاونا نحن والأستاذ يحيى العرشي، كان وزير شؤون الوحدة، على التخفيف عن هذه الأسر. وبعد ذلك جزء كبير منهم عادوا إلى الجنوب، وجزء تبقى في صنعاء وتعز والبيضاء وبهذا الشكل.
رحمة: متى كان تاريخ انضمامك إلى المؤتمر الشعبي العام وكم كان عمرك حينها؟ ولماذا انضممتِ؟
فائقة: في أكتوبر سنة 90.
رحمة: ولماذا اخترتِ المؤتمر الشعبي العام؟
فائقة: لأنه كان حزباً وسطياً ليس أيديولوجياً، أنا يسارية، ولكن لن أتنازل عن يساريتي وأيديولوجيتي الاشتراكية العلمية والماركسية اللينينية. ولم أجد إلا في المؤتمر الشعبي العام هذا الفناء الواسع الذي لا يربطك بأيديولوجية معينة.
رحمة: إذاً عرفت لماذا لا تريدين الانضمام إلى الحزب الاشتراكي، ولكن ما هي المواقع الحزبية...
فائقة (مقاطعة): أريد أن أضيف شيء حول هذه النقطة : الحزب الاشتراكي اليمني لم يعلن المصالحة معنا ، لم يدخل معنا في حوار كطرفي الحزب الذين تقاتلوا وانشقوا على بعض. هذا الشيء الأساسي الذي كان يجب أن يكون.
رحمة: فأنتِ اخترتِ المؤتمر الشعبي العام، كان وقتها هو الأنسب كحزب وحدوي، وقلتِ إنه فناء واسع. ما هي المواقع الحزبية التي تدرجتِ بها حتى وصلتِ إلى أمين عام مساعد؟
فائقة: اللجنة الدائمة، ولجنة عامة، وأمين عام مساعد.
رحمة: وكان هناك رضا بأدائك في المؤتمر الشعبي..
فائقة: أعتقد ذلك.
رحمة: وبعد حرب 94 ألم تشعري بحيرة بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي؟
فائقة: لم أشعر بأي حيرة.
رحمة: ما هي الأعوام التي شعرتِ فيها أن المؤتمر الشعبي العام كان في أوج نشاطه أو ذروة حضوره الحزبي؟
فائقة: في اليمن بأكملها؟
رحمة: نعم، في اليمن بأكملها.
فائقة: مرحلة قبل حرب 94، ومن بعد 94، خاصة في الجنوب زاد حضور المؤتمر وتواجده بشكل كبير جداً وبصورة لافتة للنظر.
رحمة: خصوصاً بعد الانتخابات.. بالنسبة لكِ هل شاركتِ في التصويت بالانتخابات في 97؟ ما كان دورك فيها؟
فائقة: بالطبع، لقد كنا من الناشطين في هذه العملية وشاركتُ فيها.
رحمة: خاصة في عدن؟
فائقة: شاركتُ هنا في صنعاء 97، وفي 2006 شاركتُ فيها في عدن.
رحمة: وفي عام 2003؟
فائقة: في 2003 أيضاً شاركتُ في صنعاء.
رحمة: ما هي أبرز الأدوار التي لعبتِها في عام 1997 و2005 لأنها كانت مفصِلية بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام؟
فائقة: كنا نحشد الجنوبيين ونقنعهم بضرورة المشاركة ورفد العملية الانتخابية.
رحمة: وأنت كنتِ متحمسة للمؤتمر وراضية عنه.
فائقة: بالمناسبة، أنا لا يوجد لدي وجهان.
رحمة: في 2006، في الانتخابات الرئاسية، الرئيس علي عبدالله صالح أعلن أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات، وبعد ذلك كانت هناك مجموعة من بينها أنتِ ذهبتم وتحمستم وحمستم الرئيس علي عبدالله صالح في ترشيح نفسه في الانتخابات. فلماذا؟
فائقة: في 2006 انعقد اجتماع استثنائي في صنعاء في القاعة المغلقة، وأعلن فيها الرئيس أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات، حصلت حالة هيجان لدى الناس مطالبين بترشحه، فقلت: لماذا أنت لا تريد ترشيح نفسك؟ وقلت: نريدك. - وأنا أريد أن أقول لكِ إنني دائماً قراءاتي مبكرة- ... قلتُ له: نريدك حتى لا يأتينا "كرزايات"، في ذلك الوقت كان يتكرر اسم حامد كرزاي صاحب أفغانستان، وحتى لا يأتون "البريمرات".
رحمة: من تقصدين؟
فائقة: كان في تلك الأيام في العراق، كان له ثلاث سنوات، وبول بريمر لعب به لعب. وأتذكر الصحافة جاءت لي من كل حدب وصوب، يعملون معي لقاءات ويأخذون مني تصاريح.
رحمة: كانوا يريدون أن يعرفوا ماذا كنتِ تقصدين كرزاي وبريمر؟
فائقة: كان كلاماً مبكراً حتى لا يأتون "الكرزايات"، حتى لا يأتون "البريمرات". وهذا الذي حدث فيما بعد.
رحمة: بعد ذلك اقتنع الرئيس علي عبدالله صالح بترشيح نفسه في 2006.
فائقة: لم يقتنع بكلامي، ولكن بكلام الناس جميعاً، وأكد على ترشحه. بعد ذلك نزل وفد إلى عدن يشرف على الانتخابات برئاسة عبدربه منصور هادي، كان نائب الرئيس حينها. كنت جالسة أمام التلفاز وأشاهد الأخبار، ولاحظت أن جميع الذين نزلوا من الطائرة من الريف. حينها رفعت سماعة التلفون واتصلت بالرئاسة وقلت لـ علي معوضة وهو حي يرزق، هذه الانتخابات، أين ستتم؟ في مكيراس أم لودر البيضاء ؟ أين ستكون؟ وهو أُخبِر علي صالح، وقال: اتصلت فايقة وقالت كذا، وبعدها لم تقف الاتصالات بي. واتصل عبدربه من عدن ، وأنا شعرت بالحرج.
رحمة: وقد كانت هناك لقاءات كثيرة بينك وبين علي عبدالله صالح.
فائقة: نعم، والرئيس علي عبدالله صالح هو من أخبره، قال: هل سمعت ماذا قالت فايقة؟ قالت كذا وكذا. ثم اتصل بي عبدربه منصور هادي وقال: تحركي إلى عدن، وكان ذلك عند الساعة 10:00 ليلاً.
بعد ذلك اتصل علي معوضة وقال: هل ستتحركين إلى عدن؟ قلت له: كيف سأتحرك الان الساعة العاشرة؟ وانا كنت قد اتصلت مسبقاً بالمطار وعلمت أن هناك رحلة الساعة 6:00 صباحاً إلى عدن، وأخبرته بأنني سأتصرّف. وكنت حينها قد حجزت، ولم تأتِ الساعة 8:00 صباحاً إلا وأنا في مدينة عدن. وكان الاجتماع الساعة 10:00. وكان أول اجتماع تدشيني مع عبدربه منصور. ومريت بالسيارة التي يمتلكها أحد أقاربي إلى بيت عبدربه، وقلت لهم أن يخبروه بأنني في مدينة عدن. وذهبت، ولكني لم أدخل إلى منزلنا، لأنني لو دخلت سأتكاسل وأنام، خصوصاً وأنا بلا نوم عملياً. ذهبت لتناول الفطور، وبعدها ذهبت إلى مقر المؤتمر الشعبي العام في التواهي حيثما كان اللقاء. جاء الرئيس عبدربه وكنا مستقبلين، وألقى السلام عليَّ وعلى البقية. وكان المحافظ في ذلك الوقت أحمد الكحلاني بجواري. دخلنا في الاجتماعات واللجان وغيرها، وانا قدمت وكان متبقياً للانتخابات شهر. كنت أقول: لماذا نزلت مبكراً؟ لايزال متبقي شهر! هل هو يريد اختباري أو يختبر أنني عدنية أم لا؟
رحمة: يريد أن يرى هل لديكِ تأثير في الجنوب أم لا؟ وكيف ستحشدين؟
فائقة (متابعة): قلت ماذا يريد هذا الرجل؟ المهم، الشباب في الرابطة، أصدقائي، اتخذوا قراراً أن يكونوا معنا في الحملة الانتخابية لصالح الرئيس علي عبدالله صالح. هي كانت انتخابات رئاسية ومحليات. طلبت منهم أن يتكلموا أولاً مع الأستاذ عبدالرحمن الجفري، رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب، والأخذ بخاطره.
عبدالرحمن الجفري
الأستاذ عبد الرحمن (الله يذكره بالخير) لم يتفاهم معهم، وكان معه محسن بن فريد العولقي (الله يرحمه)، وكان أكثر هدوءاً من عبدالرحمن.
تكلمتُ أنا بعد ذلك مع عبدالرحمن وقلت له: يا أستاذ، أنتم أسبقوا وخذوا موقفاً ولا تتركوا الشباب يأخذون الموقف. قال: لا، نحن لا أحد يستطيع تجاوزنا. قلت له إنني بلغت وبمحبة. بعد ذلك عقدنا لقاء في المعلا وأكد الشباب على موقفهم بمفهوم أعضاء لجنة منطقة، يعني من أعلى الهيئات القيادية في الرابطة. قلت لهم: الكلام هذا لا ينفع، عبّروا عن موقفكم ببيان وهذا هو الصح. وأبدوا موافقتهم، وأخذوا قاعة فندق المعلا بلازا، وعقدوا اجتماعاً، ودعوا الصحافة وأعلنوا موقفهم.
بعد ذلك أنا أخذتهم بالسيارة، وعندما كنت أقودها ذهبنا إلى تعز إلى الرئيس علي عبدالله صالح، كان موجوداً هناك. كان أول يوم اجتماع تعز الانتخابية، وثاني يوم كان اجتماع إب عندما تهدم السور الخاص بالملعب وجُرح مواطنون وتوفى آخرون. المهم، وصلنا إلى تعز وضيفونا ووفروا لنا سكن، ثم قمنا صباحاً وذهبنا إلى الرئيس في "الكمب". ثم خرج الرئيس إلى حديقة المنزل، كنا نمشي معه وهو يتحدث، وكما تعلمين هو يمكن أن يقول كلاماً قوياً. كان ينظر ويجد أكبر شخص بعمر الخمسين أو 45 عاماً، وأصغرهم بعمر التاسعة والعشرين. والرابطة أعرق حزب في الجنوب. ثم وجه لهم سؤالاً وقال: أنتم من أين تعرفون هذه الرابطة؟ أنا قلت في نفسي: بدأنا والآن سيوبخ الشباب. ثم ضغطت، أمسكت بيده وقلت: أنت تعلم أن الناس تورّث لبعض حتى المواقف السياسية. هذا خاله فلان، وهذا خاله عبد اللطيف كتبي، وهذا ابن فاروق مكاوي جسار. هو فهم ذلك.

محسن بن فريد العولقي

رحمة: فهم انهم سيلعبون دور
فائقة: فهم أنه لابد أن"يمسك بريك" الله يرحمه كان يتميز بقفشات جميلة.
بعد ذلك قال: أقول لكم: اتصلوا بي، اتصل محسن بن فريد العولقي وقال: نريد طائرة خاصة لكي نشارك في الانتخابات.
رحمة: دعماً لـ علي عبدالله صالح
فائقة: الله يرحمه، كان ذكياً. قال لهم: خلاص خلّوها لبعد الانتخابات - بمعنى انه لا فائدة منكم-. وقالوا: نريد طائرة وسنأتي . ثم قال: سأرسل لكم طائرة. وأرسل لهم الطائرة، وكان في عدن، وحضروا. وقلت لهم: من سيستقبلهم؟ قالوا: لا أحد. قلت: لا يصح ذلك. وذهبت أنا وفتحت المطار لعناصر الرابطة.
رحمة: واستقبلتموهم؟
فائقة: نعم، وقمت بشراء الفل
رحمة: وهل وقفوا مع الرئيس صالح بشكل جدي أم لا؟
فائقة: انتظري ولا تستعجلي. ألقى عبدالرحمن الجفري خطاباً كان أقوى من خطاب علي عبدالله صالح.
رحمة: ماذا قال فيه؟
فائقة: قال: لولاك لكنا ضعنا واليمن راح... وكلام كثير.
رحمة: يعني استقطبتِ عبدالرحمن الجفري في الوقت الصعب.
فائقة: هزَّ ملعب 22 مايو.
رحمة: وترك تأثيراً على الجنوبيين.
فائقة: نعم.
رحمة: هذا يعني أن حشدك خرج بفائدة للانتخابات الرئاسية.
فائقة: سأقول لكِ شيئاً: نحن عندما وصلنا من تعز بعد أن قابلنا الرئيس، كنا نريد أن نطبع ولم نجد مطابع لأن جميع المطابع كانت مشغولة بسبب الانتخابات. ووجدنا أحدهم يمتلك مطبعة في منزله، فطبعنا عنده في المنزل التيشيرت والقبعات والشيلان.
رحمة: في وقتها، كيف كان الإقبال على انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح؟
فائقة: كانت ممتازة حينها، وأتذكر في أحد المراكز في مدينة التواهي اتصلت بي امرأة وقالت:" أنه لم يأتِ المشرفون على صناديق الرئيس وتأخروا"، وأنا قلت لها: أنتِ وأبناؤك ناموا على الصناديق.
رحمة: وهذه كانت أبرز المساهمات.
فائقة: أيضًا القطاع النسائي عمل بشكل جميل جدًا، كثير من النساء فزن في مراكز المحليات بمدينة عدن.
رحمة: وأنتِ دعمتي المرأة بشكل كبير.
أستاذة، لدي سؤال: دورك في 2006، كان هناك أشخاص بدأوا يتخوفون وانسحبوا، وكان دورك قويًا في 2011. ألم تشعري بالقلق وأنه لا بد أن تتركي المؤتمر الشعبي العام؟
فائقة: أنا كنت في 2011 في مدينة عدن، وحدثت 2011م وعدت من مدينة عدن.
رحمة: الم تشعري بالقلق وأنت ترين سقوط النظام التونسي والنظام المصري؟
فائقة: لا لا، أنا لست جبانة بطبعي، وأريدك ان تفهمي ذلك، وكان عندي قراءتي المبكرة. تونس بلد ديمقراطي، لن ينجح فيه الإخوان، بلد فيه خمس وزيرات، لا مستقبل للإخوان. ومصر بلد تنويري، فما مصير الإخوان؟ بعد أسبوع سينتكسون. أنا لدي قراءات سليمة ومرتبطة، وهي تترجم واقع. أنا جئت من عدن إلى صنعاء.
رحمة( مقاطعة): وقفتي مع الرئيس علي عبدالله صالح
فائقة: وقفت مع الوطن
رحمة: يا ترى، وما هي مصلحة الوطن حينما يحكم الرئيس 33 عامًا ويستمر في الحكم؟
فائقة: ولو كان أكملها 50 عامًا وخرجنا من هذه الأزمة، كان أفضل.
رحمة: رجعنا نقول بعد ما جاءوا الكرزايات والبريمرات. عموما، أنا أريد بأسئلتي معك أن أفصل عن علاقتك بالرئيس علي عبدالله صالح وعمل المؤتمر الشعبي العام. أنا أقصد أن تروي جزءًا من تواصلك مع الرئيس علي عبد الله صالح، أول مرة وغيرها.
فائقة: الرئيس علي عبدالله صالح يحب الأذكياء ويفهم حتى بالنظر. هو متسامح، على سبيل المثال يكون على خلاف مع الرئيس علي ناصر محمد، وهي تحدث ويقول: قولي له. وهو يتعمد ذلك لأنه يريد أن يشاغب. الله يرحمه، ليتَه بقى وشاغب كما يريد. وكان يقول لي: قولي له كذا وكذا. وأنا أراه كلامًا لا يمكن قوله، لأنني كنت لا أريد أن تتسع الفجوة بينهما. وكنت أرد بأني لن أقول له، وأقول: "سدوا".
رحمة: ما هي أبرز ثلاث خصال في علي عبدالله صالح كقائد وكزعيم؟
فائقة: كان لماحًا، ذكيًا، وحركيًا نشيطًا.
رحمة: حدثينا عن كيف تلقيتِ خبر تفجير مسجد الرئاسة والاعتداء على قيادة الدولة، المؤسسات التنفيذية والتشريعية؟
فائقة: تلقيت الخبر وأنا في صنعاء، بعد أن أتيت من عدن، وكانت لحظات صعبة جدًا.
رحمة (مقاطعة): وتوقعتي حينها أن علي عبدالله صالح قد قُتل؟
فائقة: لا، أنا كنت حينها لدي تواصلات، وتأتيني أخبار أنه كان متعبًا، ولكن كان الأصعب والأصعب والاصعب من هذا مقتله في الثنية هو والأمين العام.
رحمة: قبل الحديث عن مقتله، دعينا نتحدث عن الانقلاب الحوثي والإعلان الدستوري. كيف تعاملتِ مع هذا الخبر كفائقة السيد؟
فائقة: الرئيس علي عبدالله صالح لديه قصص. أتذكر في أحد الأيام اتصلوا بي وقالوا: اذهبي رئيسة وفد المؤتمر الشعبي العام للاحتفال بالمولد النبوي الذي يقوم به الحوثيون. أنا امرأة ولا أرتدي الحجاب، فكيف أذهب كرئيسة وفد؟
رحمة (ممازحة): أراد استفزازهم بفائقة.
فائقة (ممازحة): انا افهمه، حتى يقولون: لن تذهب لأنها لا ترتدي النقاب. وهو يضحك. وأنا قلت: لن أذهب. قال: هؤلاء عيال عمك وستتفقون. قلت له: "رح لك".
رحمة: وعندما أعلنوا الإعلان الدستوري وحل مجلس النواب؟
فائقة: طبعًا هذا تعليق الحياة الديمقراطية. هناك مؤسسات تعلّقها ليش، ما الذي تبحث عنه؟ كانت تلك خطوات "سخيفة" تنم عن عدم إدراك. نحن اشتغلنا معًا، وكنا وفودًا نذهب معًا في مفاوضات السلام.
نحن عرفناهم بأنهم "مرابيش"، يتخذون إجراءات لا تصح. أنت لديك برلمان، لماذا تقوم بإلغائه؟ برلمان شرعي يعطي لك الشرعية وتذهب لعمل إعلان دستوري؟
رحمة: ما هو ردك لمن يقولون إن المؤتمر الشعبي وعلي عبدالله صالح تحديدًا هم من مكنوا الحوثيين من السيطرة على مؤسسات الدولة؟
فائقة: لا لا لا. هي بدأت اللعبة منذ مؤتمر الحوار الوطني، وأنا كنت فيه في 2013. هنا بدأت اللعبة الحقيقية. أما في 2011، هنا تسربوا وعملوا الخيم والصناديق في الدائري.
رحمة: وكذلك اتفاق السلم والشراكة، أستاذة؟
فائقة: نعم، واتفاق السلم والشراكة أعطاهم منفذًا كبيرًا. وبعدها كيف يدخلون إلى مؤتمر الحوار وهم ليسوا تنظيمًا سياسيًا ولا حزب ولا مكونًا سياسيًا؟ كنا نقول لهم دائمًا: أعلنوا عن أنفسكم. ولكن لا نجد استجابة. من سهّل لهم جماعة أرحبوا على أساس أن لدينا عرسًا، وهذه هي من جعلت الشعب اليمني بأكمله يدفع الثمن غاليًا.
رحمة: تقصدين احتجاجات الشباب في 2011م، الساحات؟
فائقة: احتجاجات! هذة "هرجلة".
رحمة: ولكن كانت لديهم قضية يدافعون عنها. كان هناك فساد بأيام الرئيس علي عبدالله صالح. كان هناك...
فائقة (مقاطعة): كان هناك تعليم وصحة وإيفاد، وكان هناك نساء يتحملن مسؤولية، تتاح لهن فرصة أن يتبوأن مراكز قيادية. بالنسبة للفساد، هو موجود في كل مكان ونحاربه، ولكن ليس بقلب نظام سياسي من أجل عشرة فاسدين.
رحمة: جاءت عاصفة الحزم. ألم تخافي وتفكري بالخروج؟ عندما كانت السعودية والخليج العربي يقصفون. ألم تفكري بمغادرة اليمن كما غادر البقية؟
فائقة: تقصدين بعد مقتل الزعيم؟
رحمة: لا، ولكني أقصد عندما بدأت عاصفة الحزم.
فائقة: هل أنتِ بعقلك؟ كيف نترك الزعيم وقياداتنا والشعب ونغادر؟ هذا عيب، عيب، عيب. هناك شيء اسمه "عيب". ما الذي جرى لك؟ لا يمكن أن نغادر ونترك شعبنا. هل نحن أفضل من الأطفال؟ هل نحن أفضل من تلك الطفلة التي فقدت إحدى عينيها؟ أفضل من كثيرين. تلك الطفلة التي كانت تضع يدها على إحدى عينيها تبناها الصماد وعلي عبدالله صالح وجميعهم تبنوها.
رحمة: بعد ذلك دخلتم بشراكة مع الحوثيين، وكانت خلاصة الشراكة أنكم شاركتم في الحكم، وكنتِ وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل. قبل أن نتحدث عن دورك كوزيرة، نريد أن نتحدث عن فترة الشراكة مع الحوثيين. أنتِ قلتِ إنهم مجانين ولا يعرفون كيف يتخذون قرارات. لذا كيف تعاملتم معهم خلال تلك الفترة؟
فائقة: نحن كنا نفكر إلى ما هو بعيد، لعلنا نكبح جماحهم. نشترك معهم في وقت لم يعد أحد موجودًا. كنا نحن وهم في الساحات، أما البقية فقد ذهبوا إلى الفنادق، مرتاحين في الساونات، ونحن لا ننام من الغارات والطائرات التي كانت تحوم.
رحمة(مقاطعة): الحوثي أخرجهم واعتدى على منازلهم يا أستاذة؟
فائقة: ونحن، ألم يخرجنا؟ وهو لم يقل لماذا كان يعشق علي عبدالله صالح، الذي يسأله ست حروب. لن ينساها الحوثيون، وضعيها في عقلك: ست حروب لن يفوتوها.
رحمة: أنا أمثل الغائب.
فائقة: أنا أعلم أنك تمثلين الغائب محايدة، ولكن هذه الست الحروب لن يتركوها. ونحن نحاول ونحاول، وكنا ندّعي عدم الفهم، ولا كأننا نسمع. وكانت هناك فترة يسيطر عليهم الزعيم.
رحمة: ولكن أستاذة، "شوية مجانين"، وأنتِ قلتِ إنه لا يستطيع أحد التعامل معهم. فهل يمكن أن تروي لنا قصصًا وأحداثًا واجهتم فيها صعوبة بالتعامل مع الحوثيين عندما كنتم في صنعاء؟
فائقة: واجهنا الكثير. واجهنا في موضوع الكهرباء ورفع التسعيرة، وشعب بلا رواتب. وقلنا: لا ترفعوا تسعيرة الكهرباء إلى مستوى عالٍ. نحن رفضنا ذلك في اجتماع لجنة مصغرة عن مجلس الوزراء، أنا كنت فيها. قلنا: من أين للناس؟ وهذا انتحار. ومرة ثانية، عندما كانوا يسجلون الغياب والحضور للموظفين، وأنا كنت وزيرة. كان الموظفون بلا رواتب، فكيف يسجلون الغياب والحضور وهم بلا رواتب؟ كان عملهم يعتبر طوعيًا.
وأتذكر في إحدى المرات كانوا يريدون الاستيلاء على مبنى، وتعللوا بجرحى الحرب: 400 جريح و400 مرافق، والمكان فيه 40 من ذوي الحالات النفسية، وجناح آخر للبنات اللاتي لديهن مشاكل مع القانون ممن هن أقل من السن القانوني، وكنا عاملين لهم إيواء، وجزء منه للكفيفات يتم تدريبهن فيه.
رحمة: وجاؤوا لأخذ المبنى؟
فائقة: يريدون أخذ المبنى، وأنا موجودة. أقسم بالله إنهم لن يأخذوه، ولم يأخذوه. ثم تواصلوا معي إدارة المكان وهي في الحتارش على تبة، وقالوا: حدث كذا وكذا، وقالوا إنهم قالوا لهم : اننا لن نستطيع استيعاب هذا العدد. وهم ردوا بأنهم سيحضرون الأطقم ويأخذون المكان رغمًا عنهم. وأنا رديت وقلت: هل قالوا هكذا؟ من قال؟ قالوا: فلان. وأنا اتصلت بعد ذلك بأمانة العاصمة بالوكيل الذي كان حوثيًا وقلت له: اسمع، صاحبكم قال للموظفين بأنه سيحضر لهم الأطقم، أخبره بأن فائقة السيد غدًا ستكون موجودة في المركز، فليأتِ مع الأطقم التابعة له. وذهبت، ثم جاء بلا أطقم. وأنا حينها أخذت معي أحد الأشخاص من مؤسسة جرحى الحرب، شخص بعقله درس طب. المهم قلت له: ما هي المشكلة؟ قلت له: هل تستطيعون تقديم الخدمات؟ والمهم هي الخدمات، لأنها ليست حبسًا ولن نقوم بتحويلها إلى سجن. هل تستطيعون أن تعالجوهم وتجلبوا لهم الدواء؟ وهل هناك أطباء؟ هل هناك فرشان وأسِرّة؟ أجابوا: لا. قلت لهم: إذًا تُشكَّل اللجنة من مدير المركز وشخص من الأسرى والجرحى من الجماعة واثنين إلى جوارهم. طلبت منهم أن يجتمعوا ويقوموا برفع تقرير لي ، وبعدها ذهبت أنا والشخص الذي كان معي وتركناهم، ولم تعد لنا أي علاقة.
رحمة: انتِ منعتيهم من السيطرة على المبنى
فائقة: هذه واحدة، طبعاً الوزارة لم يكن لهم دخل فيها ولا يستطيع احدا منهم دخولها.
رحمة: أستاذة فائقة، كيف تم اختيارك أمينًا عامًا مساعدًا للمؤتمر الشعبي العام؟
فائقة: في 2014 كان هناك اجتماع موسع للمؤتمر الشعبي العام برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح. أنا اتخذت فيه قرارًا بالانسحاب من الرئاسة، من عملي كمستشارة لرئاسة الجمهورية لشؤون المرأة. هذا كان ردًا على تعنت عبدربه منصور والآخرين تجاه الرئيس علي عبدالله صالح. وأتذكر جيدًا أنني طلبت الكلمة، وكان الرئيس يقول: لا تعطوها الكلمة.
رحمة: لماذا؟
فائقة: هو يعلم، لأنني كنت أريد الاستقالة، وهو لم يكن موافقًا وأقسم بذلك. قمت بعد ذلك وصعدت، وهي موجودة على اليوتيوب، وقلت: أنا أنسحب من الرئاسة لأنه لا يشرفني، وأنا لا أملك شيئًا من الرئاسة، لأنه لا يوجد شيء. وهل سيسجلون لي مثل جماعة الحوثي ويشكلون لجنة استلام وتسليم؟ قلت لهم: "يا قليلين الحياء، تشكلون لي استلام وتسليم وأنا لا يوجد لدي شيء حتى قلم رصاص". وقلت: أنا لا يوجد لدي شيء وأعلن انسحابي. وقلت: أنا كجنوبية أعتذر للزعيم. ستجدون الكلمة في اليوتيوب. وفي ذلك الوقت ضجت القاعة بالتصفيق والتأييد. وفي ذلك اليوم كُلّف عارف الزوكا أمينًا عامًا، ووزعت المناصب في الهيئة القيادية للمؤتمر، وقالوا: وفائقة السيد أمين عام مساعد. أنا شرعية أتيت من القاعة.
رحمة: وأصبحتِ الأمين العام المساعد... جمدتِ عضويتك منذ أيام قليلة، والناس أعطوكِ ثقتهم واختاروكِ، ألا يعتبر ذلك أنك خذلتِهم لأنك جمدتِ عضويتك؟
فائقة: أنا أريد أن أنقذ الناس انقذ المؤتمر. المؤتمر ذهبت من أجله رؤوس، وضحى من أجله الزعيم. المؤتمر ضحى من أجله الأمين، وكثير من الشهداء سالت دماؤهم في صنعاء وغيرها من أراضي اليمن. كان المؤتمر يعيش أزمة قيادة. أنا جمدت نفسي بعد أن "قرح قلبي".
رحمة: كيف قضايا الناس؟
فائقة: المؤتمرون حالتهم حالة، موجوعون مُهملون في الداخل. أنت لو ترين كمية الرسائل التي تُرسل لي، وأيضًا المرضى يأتون إلى القاهرة. احترام التراتبية التنظيمية هذه ليست واردة، ولم يكن أحد يقوم بها في أيام الزعيم. تشظي المشظى وتقسيم المقسم، هذا غلط. خلق مؤتمر شعبي عام من الباطن، هذا غلط. ولهذا أنا لدي أسباب كثيرة ووجيهة. اتركوهم يشبعون بالمؤتمر.
رحمة: كيف يشبعون بالمؤتمر؟ هل تقصدين الحوثيين والأطراف الأخرى؟
فائقة: ليس الحوثيين، أتحدث عن أصحابنا. أما الحوثيون فهم معروفون خصمك المباشر، تعلم كيف تتصرف معه. ولكن خصمك الخفي هذه هي المشكلة الأكبر.
رحمة: كلامك أستاذة واضح كثير، ولكن هناك شيء غير مفهوم، هذا وضع وطن بأسره، وضع اليمنيين بشكل عام والتقسيم. أنتِ تحدثتِ عن قيادة المؤتمر، فهل تقصدين بالضبط قيادة المؤتمر في الداخل أم قيادة المؤتمر في الخارج؟
فائقة: من هم في الداخل وضعهم مؤلم، قلوبنا تتألم وموجوعة عليهم، وهذه حقيقة. هم ما بين المطرقة والسندان إلى حد أن الواحد يكره نفسه لأنه خرج من صنعاء، لأنه لو كان موجودًا لوقف وقاتل معهم. ولكن مشكلتنا قيادتنا الموجودة في الخارج التي لا ترضى أن تتوحد أو تفهم إلى أين وصلت بنا الأمور. هناك ناس يخلطون بين إرث مال وإرث المؤتمر، بجماهيره، بناسه، باحتياجه، بزخمه وتأثيره. ولولا المؤتمر ما كنتم أنتم بشر.
رحمة: يعني أستاذة، زاد التضييق عليكِ بشكل كبير!
فائقة: لا، ليس عليّ. أنا شخصيًا لا توجد لدي متطلبات. أنا حتى في منزلي، وأنتِ موجودة لدي منذ يوم، متطلباتي بسيطة جدًا: علاجي الذي يجب أن يكون متوفرًا شهريًا، وفاتورة تلفوني مسددة. هذا بالنسبة لي أهم شيء. التضييق على الناس والجماهير، والأدبيات، لا يوجد احترام للأدبيات والوثائق. سياسة المؤتمر الشعبي العام يعوَّل عليها، ويجب أن يكبروا هؤلاء ويفهموا. هذا ليس عمل أطفال. هذه مشكلة كبيرة نعاني منها. مثلًا، الناس الذين في الخارج، لماذا لا يجتمعون ويعلنون قيادة موحدة؟ لا، ولكنهم يمزقون الممزق ويعملون مؤتمرًا من تحت الطاولة. هذا شيء سخيف للغاية.
رحمة: منذ أن غادر الرئيس هادي، لا يوجد هناك من يصارع على قيادة المؤتمر، وأعتقد أنهم متفقون إجمالًا في الخارج، فما رأيك؟
فائقة: متفقون على ماذا؟
رحمة: على قيادة واحدة.
فائقة: لا، لا يوجد.
رحمة: كيف تنظرين لقرار المؤتمر الشعبي العام في صنعاء إقالة السفير أحمد علي عبدالله صالح؟
فائقة: القرار لم يكن مؤتمريًا، ولا يوجد فيه روح المؤتمر. المؤتمر لم يتخذ هذا القرار، اتخذ من قبل الدوائر الحوثية. هذا بالنسبة لأحمد علي، مع أنه لا يؤثر.
رحمة: كيف؟
فائقة: لا يؤثر بحكم وجوده خارج اليمن. هو في مكان لا تستطيع فيه أن تركبي برنامج تلفون إلا بعد أخذ إذن من النيابة. هذه بلدان ذات قبضة حديدية، بلدان بوليسية. كان من المفروض أن يعطونا الفرصة للتحرك، لأننا فاهمون كل شيء. نحن الدعم والسند.
رحمة: والآن، هل أعطوكِ فرصة لكي تتحركي؟
فائقة: أنا الآن لا أريدها، أنا أريدهم أن يخوضوها.
رحمة: فيما يخص قرار التجميد، هل كان تجميد صلاحيات معينة أم تجميد العضوية؟
فائقة: تجميد كل شيء. أنا أريد أن أرتاح وأهدأ.
رحمة: ولا تريدين العودة إلى المؤتمر؟
فائقة: حاليًا لا أريد العودة.
رحمة: هل هناك شروط إذا تحققت، ستعودين إلى المؤتمر الشعبي العام؟
فائقة: كيف يحققون لي؟ ما الذي أريده أنا؟
رحمة: أقصد مطالب من أجل المؤتمر الشعبي العام.
فائقة: أن يستبعدوا هذا "المؤتمر من الباطن"، أن يبتعدوا عنه.
رحمة: ما الذي تقصدينه بالمؤتمر الباطن؟
فائقة: نحن قيادة. أنا أمين عام مساعد، والدكتور أبو بكر القربي أمين عام مساعد، لا أحد يستشيرنا. نحن لا يوجد لدينا الخط المباشر مع السفير، ولكن يمكن أن يأتي أحدهم من الدراويش ولديه الخط المباشر للسفير، ولديه صلاحيات أفضل منا. هذا معيب. نحن أمام العالم، نحن تحدينا العالم ودُخنا من أجل رفع العقوبات.
رحمة: هل هذا الذي أغضبك في الاجتماع؟
فائقة: هذا الكلام هم يعرفونه جيدًا. أنا قال لي أحمد علي بنفسه إن الروس، ميخائيل بوغدانوف الذي كان نائب وزير الخارجية الروسي، قال إنني دوخت بهم على رفع العقوبات. وأنا حينما مرضت لم يقل لي أحد: الحمد لله على السلامة. ولولا طارق صالح وعائلته، كنت سأتبهذل، وأنا في بلاد غير بلادي ولا يوجد شيء مجانًا.
رحمة: هذا يعني أنه لا يوجد اهتمام بقيادات المؤتمر...
فائقة: قالوا لي: إن المحاسب في الطريق. وأنا قلت لهم: انتبهوا أن تجعلوه يأتي لي، لأنني سأهينه. أنا أريد الاطمئنان على سلامتي، بهذا السن وفي هذا العمر نشتي ندلع.
رحمة: حتى التواصل الشخصي غير موجود، أليس كذلك؟
فائقة: أبو بكر القربي يتواصلون معه بالواتس؟ هذا معيب.
رحمة: بالنسبة للاجتماع الذي عقد في القاهرة، والذي بناءً عليه اتخذتِ قرار تجميد عضويتك في المؤتمر الشعبي العام، ما هي القشة التي قصمت ظهر البعير؟
فائقة: أنا ذهبت إلى الاجتماع وأنا جاهزة لاتخاذ قراري، بعد المرض وغيره. ذهبت وأنا جاهزة لذلك.
رحمة: مرضتِ وأُجريتي ثلاث عمليات.
فائقة: نعم، كنت جاهزة، ولازلت حتى الآن متعبة.
رحمة: ولكنك لم تخبريني عن شروطك.
فائقة: أنا لا توجد لدي شروط.
رحمة: ربما يراضونكِ يا أستاذة؟
فائقة: أنا لا توجد لدي شروط شخصية. حتى يراضوني عليها! هذا ليس زواجًا. أريدهم أن يحسنوا علاقتهم مع التنظيم. أنا لا توجد لدي مشكلة شخصية، وعلاقاتي بالعالم كما تعلمين.
رحمة: استاذة نحن سنتحدث عن علاقتك بالرئيس علي عبد الله صالح وفق فلسطين والسلام والمصالحة، ولكن في الحلقة القادمة. مشاهدينا، نلقاكم في حلقة أخرى من مذكرات الأستاذة فائقة السيد.
ينشر هذا الحوار بالتزامن مع بثه على قناة "حكايتي" على يوتيوب، إعداد وتقديم الإعلامية رحمة حجيرة. لمشاهدة الحلقة (اضغط هنا)

الكلمات الدلالية