صنعاء 19C امطار خفيفة

ماذا تحمل القمة؟

مع تداعيات الانقضاض البطولي للمقاومة الفلسطينية على هيكل الوجود الصهيوني المسمى بغلاف غزة، وما أحدثه ذلك الانقضاض من تداعيات أعادت تشكيل وتشكل العلاقات الدولية بشكل أعاد للصورة والذهن والدبلوماسية العالمية صورة كانت معالمها تغيب حق شعب على وشك الانتهاء من جدول التاريخ. سايكس بيكو صنع المأساة، ومن رعوا ودعموا سايكس بيكو رعوا الوليد المزيف غير الشرعي المغتصب لأرض شعب تحت مقولة زائفة: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض...

ومع تبدل موازين القوة لصالح الصهيونية الأمريكية بعد أفول الصهيونية البريطانية، ليتم بعدها سجن ومحاصرة حق شعب نهبت وصودرت أرضه وبلاده، لتحقيق أحلام هارتزل، لينشأ على زيف دعاوى كاذبة كيان بات خنجرًا في خاصرة منطقة بكاملها ظلت ردحًا من الزمن تخوض نضالًا وحروبًا وجودية، وللأسف من كان سببًا بوجود دولة الكيان ظل حتى اليوم وطيلة تاريخ المقاومة والحروب، يعذي ويمد هذا الكيان بعوامل التفوق عبر أسلوبين أحلاهما مر:
الأول: الدعم المباشر والمستمر، سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا، بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وحتى اليوم عشية انعقاد القمة العربية الإسلامية بالدوحة، التي تمت استباحة حرمتها السياسية تمامًا كما تستباح أراضي عديد من بلداننا العربية، وبطريقة يندى لها الجبين، لا يجد المرء إلا أن يرفع التحية للصمود الاسطوري الذي عرى دولة الكيان، وأبان بل أفصح عن أمر لو تحقق لما كانت دولة العدو ومن يمدها ويغذبها في حالة من يضعنا تحت رحمة من بيديه القوة ويقرر ما ينبغي أن يكون.
السابع من أكتوبر وتداعياته على كافة المستويات الفلسطينية والعربية والدولية، أعاد رسم مفهموم حقوق الشعوب، وكيف ينبغي ويمكن الدفاع عنها.
السابع من أكتوبر أعاد خلق القضية الفلسطينية، ووضعها بندًا أول على جدول أعمال التاريخ المعاصر.
ذلك كان جهد غزة وشعب محاصر، وهنا لنا ولكل الناس حق السؤال: ترى ماذا تحمله جعبة قمة الدوحة غدًا قمة عربية إسلامية؟ بخاصة وقد عقدت قمم شتى بعيد السابع من أكتوبر، مع ما حاق بغزة وفلسطين وشعبها من دمار وحصار، بل تعدى الأمر للبلطجة والعربدة الصهيوأمريكية لتنادي جهارًا نهارًا بشرق أوسط جديد صهيوني الملمح والمحتوى، أمريكي التلقين...
إنها لحظة تاريخية فاصلة نكون أو لا نكون، بخاصة بعد قرار الجمعية العامة ويقظة الضمير الشعبي العالمي الداعمين لقيام دولة فلسطينية مستقلة. السؤال سهل، والإجابة من قبل السائل الفرد سهلة، لكن بلغة المصالح ولغة المنافع وتبادلها جيوسياسيًا، أمر أصعب. لكننا سنفترض حسن النية، بخاصة وأن الكيل قد فاض، وقد بلغ السيل الزبى، وبات الأمر بين مفترق طرق نكون أو لا نكون... أو نكون حسب قول طارق: ماذا أنتم فاعلون؟ البحر أمامكم والعدو خلفكم. فما أشبه الليلة بالبارحة، لم يعد بمقدور العرب والمسلمين، وهم يتقاقطرون جماعات وفرادى للقاء داخل أرض قطر التي انتهكت حرمتها من قبل من بات يهدد الحميع دون حياء. ترى هل سنرى قمة خرطوم لاءات أخرى في زمن لم تعد الخرطرم اليوم خرطوم الأمس، أم سنرى ما هو أبعد وأكثر تأثيرًا وأثرًا؟ بخاصة والمجموعتان العربية والإسلامية تملكان من أوراق القوة والضغط ما هو كفيل بأن يغير الصورة إن أحسن استخدام ما تحت اليد من إمكانات كي تصبح الصورة أكثر أثرًا، وليس كما يريدها مخرج هوليوود، ولا كما يريدها شمشون الذي يريد أن يهد المعبد على رؤوس الجميع.
هل نتفاءل... أم نتشاءم؟ السياسة ليست تشاؤمًا أو تفاؤلًا، السياسة حسابات ومصالح... ومصالح وحسابات الحقل ليست كحسابات البيدر.
كلمة أخيرة:
لن يجدي الشجب والتنديد.
لن تجدي كلمات الثناء والوعود والإشادة بالموقف البطولي والصمود لشعب فلسطين. ما هو مطلوب غير ذلك.
لدى العرب والمسلمين دول وحكومات، وتحت يدها أوراق قوة وضغط.. قد مل اللسان من سردها، فهل حان الوقت أم أن الوقت سيفاجئنا بما يجعل العين تدمع والروح تغادر، وهو أمر لا نوده مطلقًا بعد كل التضحيات الجسام التي قدمتها غزة والشعب الفلسطيني البطل. كل أمل والروح تنتظر.

الكلمات الدلالية