صنعاء 19C امطار خفيفة

كابوس الجنوب المتجدد

مشكلة نخب الشمال أنها لا تريد حلّ القضية الجنوبية بجدّية وندية، بل تفضّل القفز عليها، في رهانٍ على عامل الزمن. ولو أنّ هذه النخب فكّرت بجدّية في إيجاد حلّ حقيقي، لما انفجرت القضية في وجوهها بشكلٍ مفاجئ كلما اعتقدت تلك النخب أنّها تجاوزتها أو طوت صفحتها.

المشكلة الأخرى أنّ هذه النخب ماتزال متمسكة بالمكتسبات التي نتجت عن حرب صيف 1994، رغم أنّ هذه المكتسبات زالت عمليًا بفعل الحرب الأخيرة. لكن الأوهام والانفصال عن الواقع منعتهم من استيعاب أنّ العودة إلى نتائج حرب 1994 أصبحت من سابع المستحيلات.
ما هو مطلوب اليوم، ليس مزيدًا من المراوحة أو الهروب إلى الأمام، بل جعل القضية الجنوبية أولوية، والدخول فورًا في حوار جاد ونديّ مع الجنوبيين: من قبل الشرعية في إطار مكوّناتها الجنوبية، ومن قبل صنعاء في إطار المكوّنات الرافضة للعدوان. غير ذلك ستظلّ صدمات الجنوب المفاجئة كابوسًا يلاحق هذه النخب، وتنفجر في وجوهها... إلى أن «يجمعوا دومان».

الكلمات الدلالية