صنعاء 19C امطار خفيفة

الأسباب الحقيقية وراء أزمة الكهرباء الحالية

قد يعتقد الكثيرون أن الأزمة الحالية الحاصلة في الكهرباء بمدن ساحل حضرموت، سببها الإخوة المرابطون في الهضبة، بحكم الهالة الإعلامية المعادية لهم، وبحكم ما تضخه هذه الهالة من الأخبار التي تؤكد للناس العاديين مصداقيتها فيصدوقنها ويفرون بها مثل الطيور الفارة.

وقبل هذا وذاك، علينا تقع مسؤولية كبيرة كمجتمع، مسؤولية التدقيق في كل ما يأتينا من الكلام والأخبار الكاذبة عن هذه الأزمة، وليس تصديق كل ما يأتينا.
وحتى نكون واضحين أكثر سنوضح الصورة الواضحة أصلًا عن أزمة الكهرباء، ليعرف من يريد المعرفة، أما من هم مصممون تصميمًا عجيبًا على إلحاق اللوم ورمي التهم على الآخرين، فمثل هؤلاء يصعب تفهمهم ويصعب تعريفهم للأسباب، وهم باختصار شديد يؤدون مهام موكلة لهم، وعليهم تنفيذها بكل إخلاص.
نقول إن السبب الحقيقي في هذا التعذيب الجماعي لسكان ساحل حضرموت، ليس ممن يرمون عليهم بالتهمة، أي المرابطين بالهضبة، فقبل فترة، تحديدًا قبل أن نصل إلى هذا الحال المزري، كانت الكهرباء لا بأس بها، ولم تصل شكوى الناس لمثل ما هو حاصل الآن من تعاظم شكوى الجميع مع الانقطاعات التي تصل لساعات طوال.
الإخوة في الهضبة لم يستقطعوا ولم يأخذوا حتى لترًا واحدًا مما يتم تسييره يوميًا لكهرباء الساحل منذ فترات طويلة، وما يتم تسييره من وقود للكهرباء لم يجعلها تنقطع مثل الانقطاع الحالي.
هنا علينا التمييز والتدقيق لكشف المتلاعب والمعذب الحقيقي لسكان ساحل حضرموت مع الكهرباء.
هنا مربط الفرس، وهنا السر الدفين وراء ما وصلت إليه هذه الانقطاعات.
بقي أن نقول إن ما سردناه على عجالة عن هذه الأزمة هو ما وجب أن يعرفه جميع الناس، لأن الكميات الواصلة من الهضبة هي هي، ولم ينقص منها شيء.
فما السبب المقنع لأن تصبح الكهرباء بهذا الانقطاع المستمر الذي يتعذب بسببه سكان ساحل حضرموت؟
الإخوة في الهضبة ليس لديهم مانع في زيادة الكميات إن كانت ستفيد في تحسن الكهرباء، ونعرف أنهم مستعدون حتى لو تطلب الأمر ربط خزانات الكهرباء بالأنبوب من المسيلة رأسًا، لكن من يضمن عدم السرقة وعدم تكرار نفس السيناريو الموجود الذي مللنا متابعته إن لم يأتوا بسيناريو جديد؟
المشكلة ليست في المشتقات الواصلة للكهرباء، بل إنها في من يستلم هذه الكميات، وتروح في غير محلها.

الكلمات الدلالية