صنعاء 19C امطار خفيفة

الحوثي والكيان الصهيوني.. تشابه في الممارسة رغم اختلاف الشعارات

منذ قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، لم يتوقف عن تقديم نفسه باعتباره صاحب "حق ديني" يمنحه شرعية السيطرة على الأرض والتنكيل بالشعب الفلسطيني. هذا الخطاب العقائدي وظّف الدين ليبرر القتل والتهجير، وجعل من العنف وسيلة لتثبيت مشروع عنصري لا يعترف بحق الآخر في الوجود.

في اليمن، يظهر نموذج مشابه من خلال جماعة الحوثي، التي تبني مشروعها السياسي على فكرة "الحق الإلهي" في الحكم. هذه الفكرة انعكست على الواقع بممارسات عنيفة من قتل وحصار وتهجير، طالت ملايين اليمنيين، وأفرزت أزمة إنسانية هي من الأسوأ في العالم اليوم.
المفارقة أن الحوثي، وهو الذي يحاصر مدنًا يمنية منذ أكثر من عشر سنوات، يقدم نفسه في خطابه الإعلامي كمدافع عن غزة ورافع لشعار "كسر الحصار عن الفلسطينيين". هذا التناقض يثير تساؤلات جوهرية: كيف يمكن لمن يمارس الحصار داخليًا أن يتحدث عن رفضه خارجيًا؟ وكيف يمكن لمن يستبيح حقوق مواطنيه أن يُقنع الآخرين بصدق وقوفه مع قضايا الشعوب الأخرى؟
الحقيقة أن الحوثي لا يختلف في جوهره عن الكيان الصهيوني، فكلاهما يوظف الدين لتبرير الاستبداد والعنف، وكلاهما يقيم مشروعًا يقوم على الإقصاء واحتكار الحق. والبعد الإقليمي يزيد المشهد تعقيدًا، إذ إن الحوثي يمثل ورقة بيد إيران تستخدمها في مساوماتها مع القوى الكبرى، تمامًا كما يستخدم الكيان الصهيوني قضيته في توازناته مع الغرب.
من هنا، فإن الوعي بهذه المفارقة ضروري لفهم طبيعة الصراع في المنطقة. فالدفاع عن فلسطين لا يمر عبر قتل اليمنيين، ولا يمكن أن يكون شعارًا يُستخدم للتغطية على انتهاكات داخلية. إن نصرة فلسطين، كقضية عادلة، تبدأ من احترام حقوق الإنسان في كل مكان، ومن مواجهة كل أشكال الاستبداد مهما تلونت شعاراته.

الكلمات الدلالية