تحدث عن الانقسام والرهانات الخاطئة
جباري يروي كواليس مؤتمر الرياض وتحضيرات ما قبل الحرب

في الحلقة الرابعة والأخيرة من سلسلة «حكايتي»، يختتم نائب رئيس الوزراء اليمني السابق وعضو مجلس النواب، عبدالعزيز جباري، شهادته على واحدة من أكثر الفترات تعقيدًا في تاريخ اليمن الحديث.
من الساحات والبرلمان إلى المبادرات الإقليمية ومؤتمرات السلام، يروي جباري كيف دفعه الأمل في دولة مدنية عادلة إلى مواقف يصفها لاحقًا بأنها «كانت كارثية النتائج»، ويعترف بصراحة: «لو عاد بي الزمن، لما خرجت على علي عبدالله صالح».
وفي حديثه مع الزميلة رحمة حجيرة، يتناول جباري مآلات الثورة، وتفاصيل الانقسام بين قوى توحدت على الشعارات، لكنها تباينت في الغايات. كما يستعرض كواليس ما قبل الحرب، وموقفه من المبادرة الخليجية، واجتياح العاصمة، وصولًا إلى تقييمه لمؤتمرات جنيف والكويت وستوكهولم.
وبعين المراقب والسياسي الذي لا يخفي خيبة أمله، يتحدث جباري عن المسؤولية، وتسييس الدولة، وعن فرص السلام التي تضيع كلما غابت الدولة وحضر السلاح.
"النداء" تنشر النص الكامل للحلقة بالتزامن مع عرضها المصوّر على قناة "حكايتي" في يوتيوب.
رحمة: مرحباً مشاهدينا، ما زلنا نبحر مع الأستاذ عبد العزيز جباري في تفاصيل كبيرة وصغيرة، ومختلفة سياسية واجتماعية حول حياته ومذكراته.
أستاذ مرحباً بك مرة أخرى، أيضاً هناك سؤال سألتك ولم ترد عليه: في 2011 عندما ذهبت إلى الساحات، ألم تشعر بأنك خذلت الناخبين الذين اختاروك كمؤتمري وقدمت استقالتك دون العودة إليهم؟
جباري: نحن اتفقنا أن نتناول السياق التاريخي، ولا أرى أن الأمر يتعلق بخذلان. كما أوضحت سابقًا، كانت هناك ممارسات خاطئة كنا نقف ضدها، وكنا نؤمن ـ بصراحة - أن خروج علي عبدالله صالح من السلطة قد يشكّل بداية لحل أزمات البلد. لم يكن الهدف تصفية حسابات أو انتقامًا من شخص أو جهة، بل كان دافعنا الأساسي هو المصلحة العامة. هذا على الأقل موقفي الشخصي، وأتحدث هنا عن نفسي.
في تلك المرحلة، كنا نشهد فسادًا متصاعدًا وممارسات عبثية من دون أي استجابة جدية للإصلاح، وكنّا نعتقد أن تنحي علي عبدالله صالح هو الخطوة الأولى نحو بناء دولة حقيقية. ثم جاءت أحداث 2011 نتيجة تراكمات وخلافات سياسية عميقة بين السلطة والقوى السياسية، وكانت جزءًا من أزمة وطنية ممتدة.

برأيي، كانت هناك ملفات معقدة ومؤجّلة آنذاك: ملف الجنوب لم يُعالَج كما يجب، وملف الحوثيين كان أكثر تعقيدًا في ظل صراع مفتوح مع أطراف سياسية أخرى. هذه الأزمات كانت تتفاقم بصمت، وعندما أتى الربيع العربي، كان المشهد مهيّأ للانفجار، لأن أسبابه كانت موجودة أصلًا.
وبالمناسبة، كنت حينها في مصر، وشاهدتُ بنفسي مظاهرات ساحة التحرير. كنت أخرج إلى هناك وأراقب الاحتجاجات، ولاحظت مدى التشابه بين ما يحدث في مصر واليمن ودول عربية أخرى.
رحمة (مقاطعة): وكأن الذي رسم السياسة شخص واحد؟
جباري: نحن، نظرية المؤامرة تسيطر علينا وعلى تفكيرنا. .
رحمة: ما الذي حدث؟
جباري: الخميرة موجودة، الخلافات موجودة، ولو أن الخارجي يخطط وأنت مؤمن بلدك ومقيم علاقة مع القوى السياسية والمجتمعية وحللت المشاكل، لن تستطيع القوى الخارجية أن تخترقك. ولكنها كانت موجودة.
رحمة: ولكن لماذا قدمت استقالتك؟
جباري: القضية ليست قضية شخصية "لماذا قدمت استقالة؟"، لكنني أحدثك عن الوضع القائم في ذلك الوقت. خرجت الاحتجاجات ونحن كنا من البداية معترضين داخل مجلس النواب، وكان موقفنا أكثر من المعارضة نفسها، حتى أن بعض الأشخاص كانوا يستغربون: "هل هؤلاء من حزب المؤتمر أم المعارضة؟" كنا في بعض المواقف معارضين أكثر من المعارضة، وكانت المعارضة تشكو منا. كان البعض يقول: "إذا كنتم تعارضون أكثر منا، فماذا تبقى لنا؟"
عندما خرجت الاحتجاجات خرجنا مع الذين خرجوا، وكنا متحمسين للتغيير لقناعتنا أن القادم سيكون أجمل.
رحمة: لم يقنعك أحد، ولكنك كنت متحمساً وجاهزاً؟
جباري: لم يقنعني أحد، بل كنت أعارض أكثر من كثيرين داخل المجلس، حتى بعض من كانوا في صفوف المعارضة كانوا يأتون إليّ لتهدئتي داخل قاعة البرلمان. في تلك المرحلة، كانت علاقتي بالناس، وخصوصًا في محافظتي ذمار، ممتازة جدًا، وكان لديّ حضور وشعبية قوية.
لكن عندما جاءت أحداث 2011، شعر كثير من أبناء ذمار، وهم في الغالب من أنصار المؤتمر الشعبي العام ويكنّون حبًا لعلي عبدالله صالح، أن موقفي كان يجب أن يُستشار فيه معهم، على اعتبار أنهم انتخبوني كعضو مؤتمر، وكانوا يتوقعون أن أبقى ضمن ذلك الخط السياسي.
رحمة: هل ترى أن لديهم حق في ذلك؟
جباري: كان لديهم حق، وأنا لديّ حق أن أرى المصلحة العامة من وجهة نظري في تلك الأيام. والاعتراف بالحق فضيلة. عندما خرجنا، لو لاحظتِ، كانوا عندنا في ذمار ـ على سبيل المثال ـ المواطنون المحتجون يتركون الأحزاب السياسية كلها ويأتون إلى داخل بيتي ويطلقون النار عليّ، ويتظاهرون أمام الباب لاعتقادهم أني خذلتهم وخرجت عن الصف. وجرت الانتخابات وحدثت التغييرات، واعتبرت أن وصول عبدربه منصور هادي إلى السلطة هو انتصار كبير للتداول السلمي للسلطة في البلد، حيث انتقلت السلطة من الشمال إلى الجنوب.
رحمة (مقاطعة): ولكنك استقلت قبل ذلك يا أستاذ.
جباري: نعم، أنا استقلت قبلها.
رحمة: القرار كان في جمعة الكرامة، أنت استقلت قبل أن تكون هناك تحقيقات واضحة تثبت من كان خلف ضحايا جمعة الكرامة. كانت استقالتك متزامنة مع ما يسمى جمعة الكرامة.
جباري: استقالتنا لم يكن السبب الرئيسي خلفها ما حدث في جمعة الكرامة، لكنها كانت جاهزة وحدثت من تراكمات وأعلناها. وقبلها اجتمعنا وأرسلنا رسالة إلى الرئيس علي عبدالله صالح بضرورة أن تكون هناك تغييرات. وكان في تلك الأيام المواطنون في حالة من الاستقطابات، وكل جهة تدّعي أنها على حق.
لكن أقول في نهاية المطاف: "ليس كل ما يتمناه المرء يدركه".
رحمة: بعد اربعة عشر عاماً، هل تشعر أن قرارك كان صحيحاً في 2011؟
جباري: أي شخص يزعم أن كل قراراته كانت صحيحة، وأنه لو عاد به الزمن سيتخذ المواقف نفسها دون تغيير، فهو في رأيي يغالط نفسه، ولا يكون أمينًا لا مع ذاته ولا مع الناس.
شخصيًا، لو عاد بي الزمن، لما خرجت على علي عبدالله صالح. ليس لأنني أراه رجلاً خارقًا أو بلا أخطاء، فلديه ملاحظات وسلبيات كثيرة، ولكن التغيير الذي حصل كان كارثيًا على البلاد.

نحن نتحدث عن "التغيير" باعتباره وسيلة للوصول إلى الأفضل، لتحسين أوضاع الناس، وتطوير الدولة، وتحقيق نوع من الرفاه في الجوانب الاقتصادية والخدمية. أما إذا كان التغيير سيقودنا إلى مزيد من المعاناة، والانقسام، والشقاء، فهذا لا يُعدّ تغييرًا إيجابيًا بأي حال.
رحمة: ألم يخطر في بالك ولو لوهلة أن المجتمع اليمني معقد وصعب بطبيعته؟
جباري: لأكون صادقًا مع نفسي، ومع الناس، ومع التاريخ، أقول إنني كنت مؤمنًا وقتها تمامًا بأن الأمور ستتغير نحو الأفضل بنسبة 100٪ بمجرد خروج علي عبدالله صالح من الحكم.
رحمة: هل كنت تفكر بنفس طريقة التفكير هذه في تلك المرحلة؟
جباري: نعم، كنت أفكر بنفس الطريقة. وكثير من الشخصيات التي خرجت إلى الساحات كانت صادقة في نواياها، لكن مع مرور الوقت والتأمل في التفاصيل، أدركنا أن الواقع كان مختلفًا.
فعندما كنا نطالب بإقامة دولة مدنية، كان من نخرج معهم لا يحملون بالضرورة هذا الفكر. بعضهم كان يرفع شعار الدولة المدنية دون أن يعي معناها الحقيقي. في الواقع، كان لديهم قناعات دينية أو قبلية تتناقض جوهريًا مع مفهوم الدولة المدنية.
ليس منطقيًا أن جماعات دينية أو مشيخية – وهي بطبيعتها بعيدة عن مفاهيم المواطنة المتساوية والفصل بين الدين والدولة - كانت تنشد فعلًا إقامة دولة مدنية. هذا تناقض واضح.
لكن في ذلك الوقت، لم نكن نلتفت إلى هذه المفارقات. كنا نعتقد أننا نسير نحو تحقيق المصلحة العامة، وبناء دولة تقوم على المواطنة والعدل، وإنصاف المظلومين، وحل القضايا الكبرى في البلاد، وعلى رأسها القضية الجنوبية ومشكلة صعدة.
رحمة: خلال الستة أشهر الأولى، ألم تحدث أشياء حاولت من خلالها أن تفهم أن هؤلاء لا يمكن أن ينشدوا الدولة المدنية، أو لن يستطيعوا تحقيق ما هو أفضل مما حققه صالح؟
جباري: أنا كنت كل ثاني يوم أو ثالث يوم أزور رئاسة الوزراء وألتقي بالأخ راجح بادي، ومدير مكتب رئيس الوزراء سالم بن طالب، وأحذرهم. لعلي عبدالله صالح كان لا ينام ولا يترك أحداً ينام، والذي يأتي بعد علي عبدالله صالح يجب أن يشتغل 24 ساعة. وكنت دائماً أحذرهم. كنت أقول لمدير المكتب سالم بن طالب: يا أخ سالم أنت وراجح بادي، أقسم بالله إنهم سيأتون ويخرجونكم من هنا.

أنا أرى أن رجال التغيير هم الذين يريدون أن يغيروا، ولكنهم دخلوا في تعيينات وغيرها.
رحمة: تصريح الأستاذ حسن زيد ـ الله يرحمه ـ عندما قال: "ادخلوا إلى المؤسسات" وحرض، ألم يُشعرك ذلك بأن المسألة لم تكن سلمية أو مدنية كما تعتقد؟ وكذلك الاعتداءات التي تمت في أرحب عندما دخلوا إلى الحرس الجمهوري وقاموا بقتلهم بتلك الطريقة، أم كان هناك نوع من الشك؟
جباري: عندما يتمترس الإنسان مع جهة، يعتقد أن كل ما تقوله الجهة الأخرى هو كذب، وما تقوله الجهة المؤيدة له هو الحقيقة. ولكن مع مرور الأيام تتضح أن كثيراً من القضايا التي لم تكن لديك حولها المعلومات الصحيحة، يترتب عليها قرارات غير التي كنت تتوقعها.
رحمة: فيما يخص تفجير دار الرئاسة واغتيال قيادات الدولة، وجزء كبير منهم أصدقاؤك، ألم يكن ذلك تنبيهاً لك؟
جباري: أنا قلت في تصريح لقناة الجزيرة إننا كنا نتمنى أن يكون التغيير سلمياً ولم يُسفك فيه أي قطرة دم، ونحن ندين ما حدث يومها من أي جهة كانت. وما حصل في دار الرئاسة كان كارثة كبيرة وتكلمنا حول ذلك، كما أن أي تغيير أو ما تسمى ثورة يوجد فيها سفك دماء لا تكون فيها نتائج مرجوة.

رحمة: وفيما يخص عبارة الأستاذ محمد قحطان ـ فك الله أسره ـ عندما قال: "إننا سنسحبه من غرفة النوم"، ألم تشعر بأن ذلك كان حماساً أكثر من اللازم؟
جباري: هو اقتبسها من بعض الجهات التي قالت ذلك، وكانت هذه الكلمة مسيئة جداً، وتم استغلالها في الاتجاه الآخر. وكانت فرصة أنهم قالوا ذلك. وأنا أقول لك في هذا الموضوع: الأستاذ محمد قحطان ـ فك الله أسره إذا كان حياً وإن شاء الله يكون كذلك ـ عندما كنا في لقاء مع القوى السياسية برئاسة بن عمر، وذلك عندما دخل الحوثيون إلى صنعاء، نصحته بأن يتواصل مع علي عبدالله صالح اتصالاً مباشراً ويقدم له الاعتذار. وأخبرته بأن هناك من سيستغل الوضع وسيحاولون الانتقام، وطلبت منه أن يحاول توضيح المعلومة لعلي عبدالله صالح.
بعد ذلك وعندما التقيت بعلي عبدالله صالح، سألته: هل اتصل بك محمد قحطان؟ قال: نعم.

رحمة: وفيما يخص المبادرة الخليجية، هل جاءت لوأد ثورتكم وطموحكم بالثورة أم ساعدتكم للخروج من الأزمة؟
جباري: بعض القضايا، وأنا أريد أن أذكرها للتاريخ وأرجو أن تسمحي لي بدون أن ندخل في قضايا أخرى. على سبيل المثال: عندما خرج عبدربه منصور هادي وقدم استقالته، نحن كنا في فندق موفنبيك نتفاوض مع الحوثيين، وطلبت من جمال بن عمر أن نزور الرئيس. وكان في تلك الأيام جمال بن عمر يحاول التهرب من عبدربه منصور هادي ويعتبره كرتاً خاسراً. قلت له: إنه لا يزال الرئيس ويجب أن نزوره. فرد: إذا أردتم زيارته زوروه بشكل شخصي، وليس من الضروري أن تزوروه كقوى سياسية.

رحمة: بأي حق يملي عليكم هذا الكلام؟
جباري: هو قال هكذا بحكم أنه يرأس اجتماعاً للقوى السياسية لحل المشكلة. وخرجت أنا والأخ عبدالله نعمان الأمين العام للتنظيم الناصري، والدكتور عبدالرحمن السقاف الأمين العام للحزب الاشتراكي. وأثناء خروجنا من الموفنبيك، اتصل بي الرئيس علي عبدالله صالح ـ رحمه الله ـ وهو لم يتصل بي منذ 2011. قال: إلى أين أنت ذاهب؟ قلت: إلى منزل الرئيس عبدربه منصور هادي. قال: لماذا ستذهب إلى هناك؟ وأنا كنت أخفض من صوتي حتى لا يسمعني عبدالله نعمان والأخ عبدالرحمن السقاف، لأنهم لو سمعوني أنني أتكلم مع الرئيس علي عبدالله صالح سيقولون: كيف تتصل به؟ وأن ما أقوم به مجرد حركات.
رحمة: سيقولون إنك مرتد عن الثورة.
جباري: ليست قضية "مرتد"، ولكن سيقولون إني ألعب أدواراً.
رحمة: وماذا قال لك صالح؟
جباري: قال: بعد خروجك من منزل عبدربه تعال عندي.
ذهبنا لزيارة عبدربه منصور. عند وصولنا، وقبل دخولنا، وجدنا بحدود أربعة أو خمسة أطفال لا تتجاوز أعمارهم 16 أو 17 عاماً خارج بوابة عبدربه منصور هادي. سألونا: أين ستذهبون؟ قلنا: إلى عبدربه منصور. نظروا إلينا..
رحمة (مقاطعة): من هم هؤلاء الأطفال؟
جباري: هم تابعون لجماعة الحوثي. دخلنا ووجدنا الرئيس ومحمد الحاج وهو بالثوب. دار حوار بيني وبينه. قلت له: صباح الخير أيها الأخ الرئيس. رد: لم أعد رئيساً! أنا كنت بالأمس رئيساً، اليوم لست برئيس. قلت له: ما دام مجلس النواب لم يقبل استقالتك، فلا تزال الرئيس الدستوري. قضينا معه ساعتين وخرجت. وعندما خرجت وجدت اتصالاً من علي عبدالله صالح، قال: ما الذي عملت؟ وقال: تعال إليّ. وأنا قلت في قرارة نفسي: سأذهب إليه لأرى كيف يفكر. وعندما ذهبت إليه، وقفت عند مركز الكميم وتركت السائق يوصل عبد الله نعمان والسقاف بسيارتي. وصلت وهو منتظر لي. كان يريد أن يعرف ما هو الحوار الذي دار بيني وبين عبدربه، وأنا أردت أن أوصل له فكرة.

عندما كنت مع علي عبدالله صالح بدأ يشرح لي ما حدث له. كان يقول: انظر ماذا فعل بي الإخوان المسلمون، ويشير إلى الحروق التي في يده ورقبته. عندما كان يتحدث معي كنت أتذكر عندما كان في قصر الرئاسة وأقارن عندما كان رئيس دولة ووضعه الآن، وأشعر بالشفقة عليه لأنه كان جريحاً. وكان في يده قفازات، وأنا أمسكت بكلتا يديه وقلت له: انظر يا فخامة الرئيس، أقسم بالله العظيم أن الحوثيين سيحاكمونك ويقطعون رأسك. وأقسم بالله أن هذا الكلام الذي دار بيننا. وهو رد وقال: والله لو يقطعوا رأسي حتى بحذاء. قلت له: خاف الله! سيقطعون رأسك بحذاء، أنت متأكد أن الحوثي سيفعل ذلك ولا زلت متحالفاً معه؟ فأزاح يدي وقال: أنا لست متحالفاً. قلت له: كيف لست متحالفاً؟ هناك يحيى غوبر، وذاك يحيى المطري، وفلان وعلان... قال: هؤلاء جميعهم مثل عبدالعزيز جباري في 2011 عندما خرجت، هل قلنا لك لماذا خرجت؟ نحن مؤتمر شعبي ولسنا حزباً أيديولوجياً، نحن حزب تجمع ولفيف.
ما هو المراد؟ أن علي عبدالله صالح كان لديه قناعة أن الحوثيين سيقومون باغتياله.
رحمة: ودمروا بيتك وطردونا. نعود لاتفاق السلم والشراكة. بدعم المجتمع الدولي جعلوا كل الأطراف السياسية في كفة والحوثي في كفة أخرى. ألم يكن لديكم موقف من هذا القرار؟
جباري: شخصياً لم يكن لدي أي موقف. كان الأخ محمد أبو لحوم موجوداً من ضمن القوى السياسية. أما أنا كنت أراقب كأي واحد. ولكن كان الهدف من التوقيع على السلم والشراكة ـ من وجهة نظري ـ محطة من أجل أن يوصلوا إلى الضفة الأخرى.
رحمة: ليس من الضروري رأي الحوثي. أنا الآن أتحدث عن رأي المجتمع الدولي، كيف يضع الأطراف السياسية جميعهم في كفة، أمام الحوثي. الآن لو كان مثلاً حزب الإصلاح في كفة، الإصلاح هو حزب كبير وعريق. لكن بعد تهجير السلفيين وكل هذه الانتهاكات، لا يزال المجتمع الدولي يدافع عن الحوثي. ألم تتحدث عبرهم حول هذا الموضوع؟
جباري: أنا قناعتي الشخصية بأن ما حدث في اليمن حسابات إقليمية ودولية ومحلية، وكل جهة من هذه الجهات دعمت الحوثي، سواء دول إقليمية أو محلية، بما فيهم علي عبدالله صالح وعبدربه منصور هادي، والقوى السياسية، والسعودية، والإمارات، والولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبا. هدفهم كان محاربة الإرهاب والقضاء على القاعدة والإخوان المسلمين. والسعودية والإمارات لهم حساباتهم، والبقية لهم حسابات، وعبدربه وعلي عبدالله صالح جميعهم لهم حساباتهم. وكل هذه الحسابات مكنت الحوثي.
وإلا فإن الحوثي ليس بهذه القوة.
رحمة: كيف تعاملت مع قرار حل البرلمان؟
جباري: أنا كنت واحدًا من أعضاء مجلس النواب، هم أعلنوا، وفي نهاية المطاف لم يعملوا شيئًا.
رحمة: هل خرجت من حينها إلى السعودية؟ متى حصل ذلك؟
جباري: عندما خرج الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن علمت حينها أنه وصل، ونحن كنا في قاعة الموفنبيك، وبلغت بن عمر وقلت له: إن الأخ الرئيس في عدن. وتفاجأ بن عمر.
رحمة: وأنت كيف عرفت ذلك؟
جباري: اتصل بي ابني وليد وقال: أنا أقرأ في قناة الجزيرة أن الرئيس عبدربه منصور هادي وصل إلى عدن. بعدها تأكدنا من ابن أخ عبدربه منصور، وهو في صنعاء، وقال: إنه في عدن.
رحمة (مقاطعة): ولماذا قررت أن تخرج من اليمن؟
جباري (متابع): بعدها اتفقنا مع القوى السياسية، الأخ عبدالله نعمان، والأخ محمد قحطان (فك الله أسره)، وبعض الشخصيات، على أساس أن نتوجه كقوى سياسية إلى عدن من أجل الالتقاء بعبدربه منصور هادي، لأنه طلب منا في الاجتماع. قال جمال بن عمر: ما هو رأيكم؟ قلت: رأينا أن نذهب جميعًا إلى عدن وأنت على رأسنا.
رحمة: ماذا كنتم تريدون؟ هل تريدون إقناعه؟
جباري: لا، ولكن نريد أن نعرف هل هو متمسك بقرار الاستقالة، لأنه لو ظل متمسكًا، في هذه الحالة نقوم بعمل مجلس رئاسي، وهم كانوا جاهزين. وإن تراجع عن الاستقالة، فهو لا يزال الرئيس الشرعي.
رحمة: لا بد أن أوقفك هنا، وهو منطقي بالنسبة للجمهور.. الآن الرئيس هرب وذهب إلى عدن، وأنتم ليس بأيديكم شيء، حتى لم تستطيعوا التدخل في مسألة حل البرلمان، وذهبتم إليه إلى عدن، فما الذي ستستطيعون فعله؟
جباري: هو هرب لأنه حدث اعتداء على بيته.
رحمة: وأنتم كيف ستساعدونه؟
جباري: نحن لا نتحدث عن فلان أو علان، في نهاية المطاف هو يمني، ولكنه جاء بإرادة شعبية، وهو الرئيس الشرعي للبلاد. وذهاب الرئيس الشرعي وتأتي بعده هذه الكيانات لكي تحل محل الشرعية، هذه كارثة.
رحمة: وأنا أسألك: ماذا كان الحل؟
جباري: كنا وقتها نبحث عن مخارج.
رحمة: أستاذ عبد العزيز، أنت تغضب مني، وهذا سؤال الجمهور، وليس سؤالي.
أنت ذهبت إلى رئيس هرب، ما الذي كان يمكنك تقديمه؟ وإذا كان أخبرك أنه متمسك بالاستقالة، ماذا كنت ستفعل له؟
جباري: أنتِ مُصرة على أنكِ تعملي حوارًا سياسيًا، ونحن اتفقنا أن نسرد الوقائع التاريخية التي حدثت. نحن كنا مؤيدين لشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، وعندما دخلت جماعة الحوثي وسيطرت على صنعاء بالاتفاق مع علي عبدالله صالح، وأنتِ الآن ستضطريني أن أقول كلامًا أنا متحفظ عن قوله.
عندما توجه هادي إلى عدن هو لا يزال الرئيس الشرعي لليمن، ونحن نبحث عن المصلحة العامة للبلد، والمصلحة تقتضي أن نحافظ على الشرعية الدستورية.
رحمة: الآن هناك جماعة انقلبت وحلت مجلس النواب، ورئيس جمهورية غادر، وأنتم ذهبتم إلى عدن كقوى سياسية. ما هي الحلول التي كانت بأيديكم حينها لمواجهة هذه الجماعة؟
جباري: نحن كقوى سياسية لا يوجد أمامنا إلا خياران: إما تأييد الميليشيات أو نؤيد السلطة الشرعية. فكان لابد أن نقف وننحاز إلى جانب السلطة الشرعية مع الرئيس هادي باعتباره الرئيس الشرعي للبلاد. أما ماذا بأيدينا؟ نحن كأحزاب سياسية ليس لدينا سلطة عسكرية ولا لدينا أدوات للتغيير بالقوة، لكن واجبنا الدستوري والأخلاقي والوطني أن ننحاز للمصلحة الوطنية. والمصلحة الوطنية من وجهة نظرنا في تلك الأيام أن ننحاز لصالح الرئيس الشرعي، وكان عبدربه منصور هادي.
رحمة: واضح. وبعدها هرب من عدن إلى دولة خليجية وفق المصلحة الوطنية، وأنتم ما الذي فعلتموه؟
جباري: أنا لا أريد أن أدافع عن عبدربه منصور هادي.
رحمة: هذا رئيس جمهورية، وله كل الاحترام والتقدير، وهذا للتاريخ. بعد ذلك اضطر للذهاب إلى سلطتة عمان.. ما الذي حدث بعد ذلك؟
جباري: ما الذي حدث في عدن حتى يخرج من عدن؟ قصفوا مكتبه بالطائرات، والجنود موجودون في عدن، ونزل الحوثيون وضربوا بالطائرات. وقضية طرح السؤال بهذه الطريقة بأنه هرب، هو لم يهرب من فراغ، هو هرب لأن حياته باتت مهددة بشكل واضح.
رحمة: إذًا سافر إلى عمان، وأنتم ما الذي بأيديكم فعله؟ هل سافرتم معه أم ماذا؟
جباري: وقتها كنت في عدن، اتصل بي الرئيس علي عبدالله صالح وأنا في عدن، وسألني: أين أنتم؟ وأنا كنت في فندق يُسمى بفندق المطار. قلت له: أنا في عدن. قال: ماذا تفعل في عدن؟ قلت له: قابلنا الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو قال كلامًا. قال: عبدربه منصور هادي كذا، والذي يذهب عنده كذا. وهذا تاريخ لابد أن نذكره بالتفصيل.
رحمة: تاريخ، ولكنك لم تذكر أبدًا ما الذي قاله لك الرئيس هادي أبدًا، ولكنك تروي رواية رئيس واحد فقط، وهذا دليل أنك تقدّر الرئيس علي عبدالله صالح.
جباري: الرئيس علي عبدالله صالح ليس أخي ولا أبي، وعبدربه منصور لا يقرب لي؟ أنا أتحدث عن تاريخ من وجهة نظري، وهؤلاء رؤساء دولة.
رحمة: ونحن جئنا إليك لأننا نثق أنك ستروي التاريخ بإنصاف.
جباري: قضية أنني أنحاز إلى فلان أو علان هذا ليس عملي.
رحمة: بعد ذلك، هل سافرتم؟
جباري: أنا أسرد الأحداث بما رأيته، ومن وجهة نظري قد ربما تكون صحيحة أو غير صحيحة، لكن الذي كان يحدث لي أن الرئيس علي عبدالله صالح شتمني، وأنا رديت عليه، وحسيت أن رجوعي إلى صنعاء فيه خطر على حياتي، واضطررت أن أخرج، يا أستاذة رحمة، إلى القاهرة. وجئنا إليها، وصلنا إلى القاهرة، وتواصلوا معي من قناة الجزيرة، وعملوا مقابلة، وذهبنا لعمل المقابلة. وأنا خارج من المقابلة اتصل بي علي عبدالله صالح (رحمة الله عليه).
لماذا؟ هو عندما رأى المقابلة التي أجريتها مع أحمد منصور، والأستاذ أحمد منصور لديه وجهة نظر، تجاه علي عبدالله صالح… وأنا لم أدافع عن علي عبدالله صالح، ولكن قلت وجهة نظري. فعلي عبدالله صالح أعجب بالمقابلة، وأنا لم أكن أريد أن تعجبه ولا أريد أن أمدحه، وهذا رأيي. وعندما اتصل بي وأنا خارج، سألني: أين أنت؟ قلت له: أنت تتصل برقم قطري. قال: رأيت مقابلتك، رئيس المؤتمر وأعضاء المؤتمر يشكرونك، وأنت رجل وطني… ويتحدث بهذا الحديث. أنا سمعت هذا الكلام وقلت: مادام أن علي عبدالله صالح يشكرني، معنى أني قلت كلامًا لا أريد قوله، لأنني سوف أتناقض مع نفسي: كيف خرجنا في 2011 والآن أمدحه؟
رحمة: ما زلت تكابر منذ خسارة 1997، مازال العناد فيك والمكابرة.
جباري: هي ليست مكابرة، أنا أريد أن أكون صادقًا مع نفسي، ولكن واجبي الإنساني والأخلاقي والديني أنه عندما أرى الحقيقة لابد أن أتكلم عنها وأنصفها، ولن أحاكم أحدًا. لكن أنا أقول الان إنه عندما خرجنا ضد علي عبدالله صالح وقتها كنا مؤمنين بخروجنا.
رحمة: وماذا فعلت بعد مقابلة قناة الجزيرة وبعد أن أعجب بها علي عبدالله صالح؟
جباري: انتظرت حلقة قناة الجزيرة وكنت أخشى أنني قلت كلامًا يناقض نفسي، ووجدت أنه عندما تحدث الأخ أحمد منصور عن "المخلوع" قلت له: توصيف "المخلوع" ليس دقيقًا. الأخ علي عبدالله صالح خرج باتفاق سياسي، وعلى أساسه انسحب، فهو يعتبر الرئيس السابق. وكثير من الكلام أنا صادق فيما قلته، ولا أريد أن أمدح، ولكن أوصفه بالتوصيف الذي أنا مؤمن به، وهو التوصيف الحقيقي.
أما علي عبدالله صالح فكان قد نسي الشتم الذي قاله لي عندما كنت في عدن.
رحمة: وبعدها دخلتم مرحلة جديدة، 26 مارس، قصفت السعودية صنعاء وبعض المناطق اليمنية، أين كنت حينها وكيف كان موقفك؟
جباري: في تلك الفترة، كنت قد وصلت إلى القاهرة قادمًا من عدن، وتحديدًا قبل اندلاع الحرب. تواصل معنا ممثل عن مجلس التعاون الخليجي، وكان هو الدكتور صالح القنيبر. التقيت به في القاهرة، وشرح لنا أن المملكة العربية السعودية بصدد التحضير لمؤتمر في الرياض، وأنهم بحاجة لحضور مختلف القوى السياسية اليمنية.
في ذلك اللقاء، كان برفقتي عدد من الشخصيات السياسية، من بينهم الأخ سلطان العتواني، وعلي عشال، ومحمد المخلافي. اتفقنا على التوجه إلى الرياض للمساهمة في التحضير لهذا المؤتمر، وكان ذلك قبل اندلاع الحرب.
وصلنا إلى الرياض، وهناك التقينا بمجموعة من الشخصيات اليمنية، لا يتجاوز عددهم خمسة أو ستة أشخاص، يمثلون تيارات مختلفة من الإصلاح والناصريين وبعض المؤتمريين وغيرهم. تم اختياري كرئيس للجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض.
بدأنا العمل على إعداد قائمة بأسماء المشاركين الذين سيشكلون قوام المؤتمر. كان من ضمن الأسماء التي تم تسجيلها شخصيات من جماعة الحوثي ومن جناح المؤتمر الموجود في صنعاء.
رحمة: على أساس أن الحوثيين أيضًا سيشاركون؟ كان مؤتمر سلام.
جباري: مؤتمر سلام، وكان على أساس التحضير لهذا المؤتمر
رحمة: وماذا بعد أن اختارتك القوى السياسية رئيسًا للجنة التحضيرية وكجمع كل اليمنيين ويتفقوا على سلام يخفف المواجهات ويحل المشكلة؟
جباري: ونحن في الرياض اتفقنا على أساس أن نعمل قوام المؤتمر الذي سيحضرون، فدار حوار بيني وبين القوى السياسية التي كانت مصرّة على أن الذين سيأتون من صنعاء، الحوثيون وغيرهم، أن يأتوا بعدد أقل، وأنا رفضت لأن العدد يساوي الموجود في الرياض، لماذا؟ لأنه على أساس حتى لا يشعروا أننا نريد أن نفرض عليهم أشياء. وكذلك سيتم اتخاذ القرارات بتوافق، سواء حضر واحد أو مائة، ولكن يحضر بعدد مساوٍ. وأرسلنا الأسماء وسجلنا من ضمن الأسماء في تلك الأيام كل الشخصيات التي كنا معهم في مؤتمر الحوار.
رحمة (مقاطعة): وهل الحوثيون ردوا؟
جباري: أرسلنا الدعوات لحضور مؤتمر الرياض، وجاء الرد من حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبدالله صالح بالرفض، كما أعلن الحوثيون أيضًا رفضهم بشكل رسمي في بيان علني. على ضوء ذلك، قررنا المضي قدمًا في عقد المؤتمر بمَن حضر، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
رحمة: لكن كيف يمكن عقد مؤتمر بينما الطرف الآخر غير حاضر؟ أنتم جميعًا كنتم متفقين على أن ما حدث انقلاب، وجميعكم مع الشرعية. فما جدوى المؤتمر حينها؟
جباري: في ذلك الوقت، كان الهدف من المؤتمر أن نتفق على رؤية وطنية موحدة تجمع كافة المكونات السياسية المشاركة، باستثناء جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، اللذين رفضا الدعوة. كنا نعتقد أن توصلنا لرؤية مشتركة بين هذه القوى قد يُشكّل أرضية صلبة لأي تسوية سياسية قادمة، في حال حصل اتفاق أوسع لاحقًا.
رحمة: ألم يكن اتفاقًا على مواجهة عسكرية؟
جباري: لا، لم يكن كذلك.
رحمة: لأن أولئك بدأوا عسكريًا؟
جباري: الذي حدث بعد ذلك أن الجانب السعودي تواصلوا معنا على أساس أنهم يريدون الالتقاء مع القوى السياسية، والتقينا في تلك الأيام. وكان من الجانب السعودي واحد اسمه الإدريسي، هو نائب رئيس المخابرات. وعلى فكرة، أي ملف يُكلف به المخابرات يكون مصيره الفشل، لأن المخابرات تعمل بطريقتها الخاصة. وبعد أن التقينا كنا نتناقش، وهم يريدون أن يسمعوا منا، لم يتكلموا أو يبدوا رأيهم. وكانت وجهة نظري - وهذا الكلام مسجل وأنا عملت منشورًا لا يزال موجودًا في الفيسبوك - قلت: أنا أحذركم أن تتدخلوا في اليمن عسكريًا. كان ذلك قبل الحرب بيوم. كنت أشعر أن هناك شيئًا، وقلت إن التدخل سيصب في مصلحة الحوثي، لأن المواطنين سيلتفون حول الحوثي.

رحمة: كيف تلقيت الخبر بعد ذلك؟
جباري: في الليل وأنا نائم جاءني اتصال من الأخ علي عشال والأستاذ محمد اليدومي، وقالوا: شاهد التلفزيون. وعندما شاهدته وجدت الطائرات تقلع من الرياض وتقصف اليمن. انتابني في تلك اللحظة شعور بالصدمة، لأنه عندما ترى هذه الطائرات تنطلق من بلد وتضرب في بلدك وتدمر، مهما كانت درجة خلافك، فهذه بلدك مهما كانت. أنا لحظتها كان جوازي الدبلوماسي محجوزًا في صنعاء، حجزه الحوثيون، وخرجت بالجواز العادي. مصر والأردن أعلنتا في ليلتها أن دخول اليمنيين ممنوع إلا بفيزا مسبقة، ولم يكن أمامي أي خيار إلا البقاء في السعودية أو الرجوع لليمن، ولا يوجد مجال للرجوع لليمن.

رحمة: وقطر؟ هي كانت أيضًا مع دول التحالف؟
جباري: كل الدول.
رحمة: ولماذا شاركت في مايو بالمؤتمر؟
جباري: أنا بقيت في غرفتي ثلاثة أيام وأنا مغلق على نفسي، لا أريد أن أسمع أحدًا أو أتحدث مع أحد. كنت حزينًا لما رأيته. كان علي عشال وسلطان العتواني والأستاذة توكل كرمان جميعهم يزورونني ويكلمونني، وأنا لا أتحدث مع أحد. وبعد ثلاثة أيام أو أربعة جاء الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الرياض. بعد وصوله استدعاني أنا والأخ سلطان العتواني، واتصل بنا أحمد بن مبارك وكان وقتها مدير مكتب عبد ربه منصور، وذهبنا لزيارته عقب وصوله مباشرة. كان في حالة يُرثى لها، كان في صنعاء محاصرًا، وبعدها هرب إلى عدن وحاصروه وأطلقوا عليه النار ثم ذهب إلى المهرة.
رحمة: هل وافق على القصف؟
جباري: لا أعتقد ذلك، الذي يدعي أنه كان يعلم بالقصف، أقول: هذا ليس صحيحًا، ولا يوجد يمني يعرف أن هذا الهجوم سيحدث ويوافق عليه.
رحمة: وكيف قررت بعدها وشاركت في مؤتمر الرياض بعد قصف اليمن؟
جباري: بعد وصول عبدربه منصور هادي إلى الرياض ومقابلتي له مع سلطان العتواني، عندما وصلنا كنا وقتها خائفين من التطورات وأن يحدث نوع من التشظي ونوع من المشاريع المدمرة لليمن. الرئيس قال: أنا أريدكم أن تعاهدوني أن نعمل من أجل اليمن. وقلنا: نحن سنعمل من أجل اليمن، وكل اليمن، ونحن معك وجنودك. وعاهدناه على أن نعمل من أجل اليمن. وكان في خاطرنا أنه ربما قد تحدث أشياء وحسابات، ووقتها كان لدينا تخوفات من أشياء كثيرة.

في اليوم الثالث ذهب هادي إلى قمة في شرم الشيخ في مصر وطلب منا أن نذهب معه. وكان عبدالكريم الإرياني موجودًا وسافر معنا. التقيته في شرم الشيخ وجلست معه وتحدثت وقلت: يا أستاذ عبدالكريم، أنا لم أعد أعلم هل نحن في الموقف الوطني الصحيح؟ فقال لي وقتها، وأنا اقتنعت برأيه: "نحن مع الشرعية حتى لو كانت إعصارًا، لأن غياب الشرعية معناه نشوء شرعيات متعددة، وكل جهة ستدعو إلى الشرعية، وستتشظى بلادنا وتتمزق شر تمزيق. ولهذا نحن من أجل اليمن مع الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي حتى يحدث نوع من التسوية السياسية، وبعده لكل حادث حديث".

واستمرينا مع عبدربه منصور هادي، ولم يكن أمامنا خيار، خصوصًا وأن جميع الناس تخندقوا.
رحمة: بعد ذلك تم تعيينك نائب رئيس وزراء ووزير الخدمة المدنية، أليس كذلك؟
جباري: قبل ذلك تم تعييني كمستشار.
والرئيس كان ولا يزال حيًّا يُرزق، مدير مكتبه عبد الله العليمي لا يزال حيًّا يُرزق، وربما هو يسمعنا. تم تعييني بدون رضاي.
رحمة: ما هي أبرز استشارة قدمتها؟
جباري: نحن كنا في تلك الأيام، وأتحدث عن شخصي،لا نبحث عن الوظائف، لأننا نعلم أنه لا توجد وظيفة، لا مستشار ولا نائب رئيس مجلس الوزراء، جميعها أسماء وهمية لها مسميات غير موجودة على الواقع. كان الهدف عودة مؤسسات الدولة، نحن لدينا ما هو أهم، البلاد ذاهبة في 60 داهية.
رحمة: ما هي أبرز الاستشارات التي قدمتها للرئيس هادي عندما كنت مستشارًا؟
جباري: هو لا يأخذ برأي مستشار معين، نحن كنا ما يقارب الستة أو السبعة مستشارين، وأنا لا أريد أن أدّعي البطولة أنني فعلت وسويت، ولكن كنت أقول ما يمليه عليّ ضميري، وكان حينها عبدربه يغضب من كلامي، لكن الذي كنت أستطيع قوله أقوله ولا أتراجع عنه، حتى لو يغضب من غضب.
رحمة: بعد ذلك كنت وزيرًا للخدمة المدنية ونائب رئيس الوزراء، ما هو أبرز شيء قدمته أو قمت به؟
جباري: عندما تم تعييني نائب رئيس وزراء، أولًا هم اتصلوا بي على أساس أن أكون نائب رئيس وزراء ووزير الإدارة المحلية. بعد ذلك، عندما أعلنوا في القرار وجدت أننا ثلاثة نواب رئيس وزراء، كنت أنا والأستاذ المخلافي واللواء حسين عرب وزير الداخلية. وأنا لا أريد هنا أن أقول إنه ليس برضاي وإنني رفضت، لأنهم سيقولون إنني أدّعي، وفي الحقيقة أنا لم أكن أريد التعيين فعلًا.
أتذكر حينها اتصل بي الرئيس وعبدالله العليمي موجود في عدن، وقال: يا عبد العزيز سنعينك وزيرًا للخدمة المدنية. قلت: يا فخامة الرئيس، أنا لا أريد تعييني، أنا معك بدون تعيين. وقال: أنتم ستقولون إننا لا نعين الشماليين، وعندما نعينكم لا تقبلون المناصب. بعد ذلك أخذ التلفون عبدالله العليمي وأقنعني.
رحمة: ما أبرز شيء حققته في هذين المنصبين؟
جباري: أنا عملت وبكل أمانة عملًا سياسيًا، ووزارة الخدمة المدنية كانت في البداية ليست وزارة، لأن الوزارة كانت في صنعاء. وقد أحضرت مجموعة من الوكلاء المختصين، بينهم عدنان عبدالجبار، كان مختصًا في صنعاء، وعينته وكيل وزارة، وهو رجل من أبناء الوزارة، لأن العمل الوزاري هو عمل سيادي، لكن المختصين هم المعنيون بهذا. أنا عملت في جانب سياسي كنائب رئيس وزراء، والخدمة المدنية كلفت ناسًا، منهم الأخ عدنان عبدالجبار، من أجل القيام بهذا العمل.
رحمة: كان هناك أشخاص يختلفون مع الرئيس والنائب، كيف كانت علاقتك حينها مع الفريق الركن علي محسن الأحمر؟
جباري: كانت علاقتي جيدة وممتازة، والفريق علي محسن هو شخص محترم ومتواضع، ولكن ذلك لا يخلو في بعض الأوقات من عدم إعجابه برأي أضعه، لا هو ولا الرئيس.
رحمة (ممازحة): ولا تعجبك بعض الأسئلة أحيانًا.
الآن ننتقل إلى السلام، ودعنا نبدأ من مؤتمر جنيف في 2015، سنترك مؤتمر مايو في الرياض الذي كان تحت شعار الدولة الاتحادية وغيره، ونبدأ بجنيف وستوكهولم ومحادثات الكويت. ما هي أبرز الإخفاقات وأبرز الإنجازات التي فيها، أو التي كان من الممكن أن تخدم اليمن؟
هل هناك شيء يستحق الذكر في هذه المؤتمرات التي ذكرتها لخدمة اليمن واليمنيين، أم كانت فقط مجرد وسيلة لصرف الأموال وملايين الدولارات واليمنيون في أمسّ الحاجة إليها؟
جباري: أنا قناعتي يا أخت رحمة والمشاهدين، اختلافنا مع جماعة الحوثي لا يعني أن يكون رأيي مبنيًا على هذا الخلاف، ولكن عندي قناعة راسخة: ما جاء الحوثيون في يوم من الأيام لأي تفاهمات، ولا توجد لديهم قناعة أن نصل إلى اتفاق. كان هدفهم من اللقاء والحوارات السابقة هو تضييع الوقت، وليس لديهم رغبة في السلام، ولو كان لديهم رغبة للسلام لكنا اتفقنا منذ البداية.
رحمة: وهم يتهمونكم بنفس الكلام.
جباري: أنا يمكن أن أشرح لك موقفًا لتدركي ذلك. لو كانوا يريدون السلام ونحن على استعداد لذلك، ويمكن أن نتفق سريعًا. نحن ذهبنا إلى جنيف المرة الأولى والثانية، وتصوري لم نستطع الوصول إلى معلومة واحدة حول محمد قحطان، حيأ أم أم ميت؟
رحمة (مقاطعة): نحن نتكلم على شعب، ولو أن محمد قحطان مهم جدًا ورمز.
جباري: حتى هذه الحاجة البسيطة، كنا نقول لهم: يا إخوة، السلام لا يمكن أن يكون سلامًا إلا في ظل دولة، لا يمكن أن يكون هناك سلام في ظل ميليشيات، ولابد أن تكون هذه الدولة مؤسسات، والمؤسسات لابد أن نكون شركاء فيها، وتحمي الناس جميعًا بما فيهم جماعة الحوثي.
رحمة: هم لم يكونوا جاهزين للسلام ولا للتفاهم، وحتى في ستوكهولم.
جباري: نحن نتمنى ونبتهل إلى الله أن يكونوا جاهزين للسلام.
رحمة: سأسألك سؤالًا ولكن لا تستاء مني، أنتم كأعضاء مجلس النواب مختلفون، لم تستطيعوا الاجتماع مع بعضكم إلا في جلسة واحدة في 2019. هذه أسئلة يرددها الناس ويقولونها لك، وأنت الجميل فيك أنك تتحدث وتنتقد ذاتك، فكيف يمكن أن تتفاهموا مع الحوثي؟
جباري: يا أستاذة، هذا موضوع وذاك موضوع آخر. أنا أتحدث الآن عن جماعة استولت على السلطة بقوة السلاح.. هل هم مستعدون للسلام، سؤال؟
رحمة: أنت ذكرت وأثبت بأنهم ليسوا جاهزين.
جباري: فما دخل مجلس النواب؟
رحمة: لأنك نائب رئيس مجلس النواب، فمن الطبيعي أن أوجه لك هذا السؤال: لماذا لم تعقدوا إلا جلسة واحدة في سيئون في 2019، وهي الجلسة التي أصبحت فيها نائب رئيس مجلس النواب؟
جباري: هل تريدين أن أتحدث عن مجلس النواب أم عن السلام؟
رحمة: لقد تحدثت عن السلام وانتهينا، وقلت بأن الحوثي غير راضٍ، وجئت بأدلة من بداية الحلقة، وأنك ذهبت إلى عبدالملك الحوثي. ولكن لماذا مجلس النواب لم يعقد جلساته ولم يعقد سوى جلسة واحدة؟
جباري: دعيني أشرح لك الموقف حتى يفهم المشاهد ماذا جرى في الكويت.
رحمة (مقاطعة): العالم بأكمله فاهم بأن الحوثي لا يريد السلام.
جباري: أرجوكِ اسمعي، عندما كنا في الكويت كان موجود لدينا عثمان مجلي، وهو معروف بعدائه الشديد لجماعة الحوثي، وكان عارف الزوكا رحمه الله، قال لي: اطلب من عثمان مجلي أن يتحدث مع مهدي المشاط، في نهاية المطاف نحن يمنيون وهم من أبناء محافظة واحدة. وأنا تحدثت إلى عثمان وقلت له، وهو كان من ضمن الوفد: فلنفتح حوارًا جانبيًا، قد نصل إلى حلول بدلًا من الجلوس في حالة توتر. والمهم من هذا أنني استطعت إقناعه أن نتحدث مع الحوثيين، وكنا نخرج في بعض الأحيان إلى كافيه في الليل بعد الحوار الصباحي الرسمي. فصادف أننا في مرة من المرات التقينا معهم، وبعد ذلك استمرت لقاءاتنا مرتين أو ثلاث، أنا وعثمان مجلي وعارف الزوكا رحمه الله، وبعض الأوقات كان الدكتور أبوبكر القربي، ولو سألتيه يمكن أن يؤكد على هذا الكلام.

وفي مرة من المرات جاء مهدي المشاط وهو يرتدي الثوب والغترة، ورمى الغترة أمامي وقال: اخرجونا، دعونا نتفق. المهم جلسنا وقلت له: هل أنتم مستعدون؟ دعك من الكلام الذي نتحدث به في الصباح برعاية الأمم المتحدة، وكل كلمة محسوبة عليّ وعليك، والآن نحن وحدنا دعنا نتكلم بشكل مباشر. أنتم تتهموننا أننا أداة بيد السعودية، صح أم لا؟ قال: نعم، ولا نستطيع أن نقدم أو نؤخر إلا حينما تقول لنا السعودية، أليس كذلك؟ قال: نعم. وقلت له: ونحن نتهمكم بأنكم أداة من أدوات إيران لا تستطيعون أن تقدموا أو تؤخروا إلا كما تريد إيران، ولكن دعنا نتفق أنا وأنت، ننسى كل شيء ونعمل خارطة طريق. وهذه الخارطة نقدمها لأصحابنا وأصحابكم، إن قبلوها كان بها، وإن رفضوها أصحابنا فأنا ملزم أن أُعلنها أنا وأنت في مؤتمر صحفي، ولكن بشرط أن تكون هذه خارطة الطريق مبنية على عودة مؤسسات الدولة والثوابت الوطنية والوحدة اليمنية والجمهورية وسيادة الدولة. وهذا كلامنا، وإذا لم يوافق فريقنا بضغط من السعودية فأنا سأصعد معكم على الطائرة وأعود إلى صنعاء.

رحمة: وما الذي حدث بعد ذلك؟
جباري: الذي حدث أنه أبدى موافقته، وقال إنه سيبلغ عبد الملك الحوثي. وفي اليوم الثاني على أساس سنعمل جلسة برعاية إسماعيل ولد الشيخ والأمم المتحدة، وأنا كنت جالسًا في مكاني، وهم دخلوا وأحضر ورقة ودسّها في جيبي، وأنا لا أزال محتفظًا بها حتى اليوم. جلسوا بالجهة المقابلة لنا من الطاولة، وكنت في قلق أريد أن أقرأ الورقة. خرجت وقرأتها، وكان مكتوبًا فيها أنه اتصل بصاحبه وهو يقصد عبدالملك الحوثي، وصاحبي يرحب بك أنت وعثمان في صنعاء.
نحن خرجنا من اتفاق سياسي لحل القضية اليمنية إلى قضية شخصية أنا وعبدالملك الحوثي.
رحمة: أنا أقاطعك رغمًا عني، ولكن لم نصل إلى مجلس النواب، وأنت قلت زبدة الكلام. والآن دعنا نقيم أداء مجلس النواب خلال الفترة التي مضت، وأنتم كرئاسة لمجلس النواب أنت والشيخ سلطان البركاني والشدادي، ابدؤوا بأنفسكم، ما هي الإخفاقات التي بدرت منكم أو قام بها مجلس النواب، وما هي الإنجازات؟
جباري: أولًا أنا كنائب رئيس مجلس النواب شبه معطل، وأنت تعلمين موقفي واضح. عندما تم انتخابنا في هيئة الرئاسة كان لدي مقابلة في قناة الجزيرة، ورئاسة مجلس النواب وأعضاؤه أصدروا ضدي بيان. وفي المرة الثانية عندما أصدرت أنا والأستاذ أحمد بن دغر بيانًا بخصوص السلام في اليمن أصدروا ضدي بيانًا في مجلس النواب، أني لا أمثل مجلس النواب ولا الشعب اليمني. وبالتالي، الآن تستطيعين أن تقولي إني بعيد كل البعد عن هيئة رئاسة مجلس النواب.
رحمة: وهل هناك مشاكل شخصية فيما بينكم؟
جباري: ليست مشاكل شخصية ولكن خلاف حول النهج.
رحمة: أنت مصر على السلام والمصالحة.
جباري: أنا مصر على القرار السيادي المستقل سواء لمجلس النواب أو رئاسة الدولة أو للدولة، واحترام الدستور والشعب اليمني. وغير مصر على أساس أن يُسيّر من قبل هذه الجهات. وأنا أرفض أن أُسيَّر من قبل هذه الجهات، لذا فضّلت أن أنزوي بعيدًا.
رحمة: والآن مجلس النواب معطل؟
جباري: المسؤول عنه البركاني وباصرة والشدادي.
رحمة: إذا كان هناك مشروع سلام ومصالحة ودمج أعضاء المجلس في صنعاء معكم، هل سترحب بذلك؟
جباري: مشروع السلام لا أحد -من وجهة نظري- يمكن أن يرفضه، ولكن لا يمكن أن يكون مشروع سلام إلا إذا كان مشروع دولة يضمن حياة وكرامة اليمنيين جميعًا، نحن معه.
رحمة: إذا المجتمع الدولي وافق والإقليمي وضغطوا على جميع الأطراف، هل فكرت كيف سيتم التعامل مع أعضاء مجلس النواب هناك وهناك؟
جباري: بالطبع.
رحمة: كيف؟
جباري: طالما أننا لا زلنا جميعًا أعضاء مجلس النواب، يمكن أن يجمعهم ويختاروا هيئة رئاسة جديدة. وأنا أقولها وبالفم المليان: الموجودون في هيئة الرئاسة لا نصلح جميعًا، ولكن هناك أعضاء مجلس النواب يمكن أن يكونوا هيئة رئاسة قادمة وتقدم شيئًا لليمن.
رحمة: كخطوة أولية إلى أن تتم انتخابات، أم تقصد اتفاق سلام؟
جباري: لا.. انتخاب هيئة رئاسة مجلس النواب، وهناك شخصيات ممتازة.
رحمة: أفضل منكم الموجودين؟
جباري: أفضل منا بألف مرة.. أنا لا أريد أن أقول إنهم لن يجدوا أقل منا، لا أريد أن أقول عبارات تسيء إلى زملائي أكثر مما قلت. الموجودون حاليًا لا يستحقون أن يكونوا في رئاسة مجلس النواب، بما فيهم أنا.
رحمة: كيف ترى اليمن بعد خمس سنوات؟
جباري: أتمنى أن يسود السلام بعد خمس سنوات، ولو ان بعد خمس سنوات كثير، فوضع الناس أصبح سيئًا جدًا.
رحمة: هل أنت جاهز للمصالحة إن وُجدت مصالحة حقيقية اتفقت عليها جميع الأطراف؟
جباري: يا أستاذة، نحن من بداية الكلام مع المصالحة مع السلام. من الذي مع الحرب سوى المجرم الذي يريد سفك دماء اليمنيين؟
رحمة: أنت تقترح تغيير هيئة رئاسة مجلس النواب ويتم اختيارها من الطرفين إذا تم الاتفاق على السلام؟
جباري: في مجلس النواب، سواء في صنعاء أو عدن، شخصيات ممتازة.
رحمة: ما هو أول قرار تتمنى أن يصدره مجلس النواب إذا تم الاتفاق، المجلس بأكمله بعد أن ينتخبوا هيئة جديدة؟
جباري: مجرد أن يلتئم، هذه خطوة متقدمة جدًا. واختيار هيئة رئاسة أو أن يكون قرارهم مستقلًا ويستند إلى الدستور، أن يتخذ مجلس النواب القرار الذي فيه المصلحة الوطنية.
رحمة: مثل ماذا؟
جباري: ألا يقبل أي شيء إلا وفقًا للدستور، أن يدافع عن الحق اليمني والدستور اليمني والوضع في اليمن، هذه من مهمات أعضاء مجلس النواب وفقًا للدستور.
مشاهدينا، وصلنا إلى نهاية حلقتنا مع الأستاذ عبدالعزيز جباري، هو قال ما عنده وروى ما عنده عن الأحياء والأموات، والرد لكم. ومن المؤكد أن هناك أناسًا يمكن أن يؤكدوا أو ينفوا. نلقاكم في حلقة جديدة وضيف جديد.
ينشر هذا الحوار بالتزامن مع بثه على قناة "حكايتي" على يوتيوب، إعداد وتقديم الإعلامية رحمة حجيرة. لمشاهدة الحلقة (اضغط هنا)