وشهد الوادي الكبير، بمنطقة الحسوة، في مديرية البريقة، غرب عدن، تدفقًا ضخمًا للسيول، لم تشهده المنطقة منذ عقود طويلة، قادمةً من محافظة لحج المجاورة؛ مخلفةً أضرارًا في المنازل التي بُنيت بطريقة عشوائية وغير قانونية وسط مجرى السيول في الوادي.

وقال مواطنون لـ"النداء" إن مياه السيول تدفقت إلى داخل المنازل بمنطقة الوادي في الحسوة؛ ما تسبب بأضرار بالغة، مطالبين الجهات المسؤولة بالتدخل وسرعة العمل على تصريف المياه.

كما خلّفت السيول في مختلف مديريات المدينة وشوارعها؛ أضرارًا ماديةً كبيرة بالشوارع ومنازل المواطنين؛ ما أدى إلى تصدع المنازل القديمة، بالإضافة إلى ركود المياه التي غمرت الشوارع والطرقات بشكل كبير.

وفي مديرية دار سعد، شمالي عدن، قال نازحون لـ"النداء": إن مخيمات النازحين، شمال المدينة، تضررت بشكل كارثي؛ نتيجة السيول والأمطار الغزيرة.

وأضافوا أن السيول تدفقت إلى خيام النازحين في مخيم "عمار بن ياسر" بدارسعد وأغرقتها؛ وأدت إلى تلف المواد الغذائية، ومقتنيات الأسر النازحة، وحوّلت المخيمات إلى برك مياه راكدة.

وناشد القائمون على المخيم، الذي يضم قرابة 500 أسرة، وأكثر من ثلاثة آلاف شخص، الجهات المعنية بالتدخل ومعالجة الوضع. محذرين من الكوارث الصحية والبيئية التي قد يسببها استمرار ركود المياه داخل المخيم، مطالبين الجهات المسؤولة بسرعة تصريفها والتخلص منها.

ونتج عن السيول غمر معظم شوارع مدينة عدن بالمياه، ورصد إعلاميون توقف الخط البحري "طريق الجسر"، بعد أن غمرته مياه السيول، وتسببت السيول بتوقف حركة المركبات على الطريق البحري، وازدحام المرور على ضفتي الجسر.

وفي مديرية البريقة، غرب عدن، قال مواطنون إن السيول حاصرت منازل المواطنين في منطقة صلاح الدين، كما أغلقت الشوارع الرابطة بين المنطقة ومركز مديرية البريقة.

وتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مرئية لشوارع مدينة عدن وهي غارقة وسط مياه الأمطار والسيول، في ظل افتقار المدينة لبنية تحتية تساعد على تصريف مياه الأمطار.

الأمطار التي شهدتها عدن اليوم، تأتي بعد أمطار وسيول ضربت المدينة يوم الثلاثاء الماضي؛ نتيجة "منخفض جوي أخدودي", وأسفر تدفق السيول حينها عن إصابة شخصين، وتسببت بإغلاق شوارع رئيسية.