فلسطين: إسرائيل تقتل خمسة من موظفي الجزيرة في هجوم مستهدف على خيمة للصحفيين في مدينة غزة

إسرائيل تقتل خمسة من موظفي الجزيرة(أ ف ب)
قُتل في 10 أغسطس/آب 2025 خمسة من طاقم قناة الجزيرة على يد القوات الإسرائيلية، وهم الصحفي أنس الشريف، والمراسل محمد قريقع، والمصور إبراهيم زاهر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، جراء قصف استهدف خيمة الصحفيين خارج مستشفى الشفاء في غزة. وفي اليوم التالي، توفي المصور محمد الخالدي متأثرًا بجروحه. يضم الاتحاد الدولي للصحفيين صوته إلى صوت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مؤكداً تضامنه الكامل معهم في مواجهة الانتهاكات التي تستهدف الصحفيين الفلسطينيين وحماية حقوقهم المهنية والإنسانية.
كما يطالب الاتحاد الدولي للصحفيين المجتمع الدولي، وبخاصة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالتحرك الفوري والحاسم لاعتماد اتفاقية دولية ملزمة تضع حدًا لانتهاكات سلامة الصحفيين وتحميهم من الاستهداف المتعمد في مناطق النزاعات.
واصل الصحفي أنس الشريف تغطيته المكثفة للقصف الإسرائيلي العنيف والمركز على المناطق الشرقية والجنوبية من مدينة غزة، حتى صمت صوته بقصف جوي إسرائيلي استهدفه مباشرة. وأقرّ الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي مسؤوليته عن استهدافه وقتله، مزعمًا تورطه في قيادة خلية تابعة لحركة حماس والمشاركة في هجمات صاروخية على إسرائيل.
في 24 يوليو/تموز، اتهم أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أنس الشريف بالانتماء إلى الجناح العسكري لحركة حماس. وبعد ثلاثة أسابيع فقط من هذا الاتهام، قُتل أنس الشريف وطاقم قناة الجزيرة الإعلامي بأكمله في غزة، في استهداف دموي لم يراعِ حرمة الصحافة ولا التزامات القانون الدولي بحماية الصحفيين.
وكان الاتحاد الدولي للصحفيين قد أدان حملة التشهير التي شنتها إسرائيل مؤخرًا ضد صحفيي غزة، والتي تضمنت اتهامات بعلاقة مع الإرهاب، محذرًا من أن هذه المزاعم غير المثبتة تعرض حياة الصحفيين لخطر جسيم وتشكل تهديدًا مباشرًا لحرية الصحافة.
وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي: "بعد حملة التشهير ضد صحفيي غزة، قتلت إسرائيل خمسة من موظفي الجزيرة في خيمة تأوي صحفيين. إن الاستهداف المتعمد للصحفيين جريمة حرب، ويجب محاسبة القادة الإسرائيليين على أفعالهم الشنيعة. ندين بأشد العبارات هذا القتل المتعمد لزملائنا، ونتضامن مع جميع موظفي الجزيرة و زملائنا العاملين في غزة في ظل هذه الظروف غير المقبولة".ويذكّر الاتحاد الدولي للصحفيين بالحاجة المُلحّة إلى اتفاقية دولية مُلزِمة بشأن سلامة واستقلال الصحفيين وغيرهم من الإعلاميين، ويحثّ الحكومات على اعتمادها. وأضاف: "يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دعم اتفاقية مُلزِمة على مستوى الأمم المتحدة تحمي الصحفيين وتضمن مساءلة مرتكبي الجرائم ضدهم".
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، جمع الاتحاد الدولي للصحفيين أدلة حول استهداف القوات الإسرائيلية للصحفيين الفلسطينيين بهدف تقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية. وكان الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين من أوائل المنظمات التي قدّمت شكاوى للمحكمة في مايو/أيار وسبتمبر/أيلول 2022، مطالبين بالمساءلة والعدالة بشأن الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الفلسطينيين.
وحسب إحصائيات الاتحاد الدولي للصحفيين، فقد قُتل حتى الآن ما لا يقل عن 181 صحفيًا وإعلاميًا فلسطينيًا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، في عمليات استهداف متعمدة طالت حرمة المهنة وحياتهم.