صنعاء 19C امطار خفيفة

الوقت ينفد والمجاعة تتزايد وأعداد الموتي تتصاعد

إن الجيش الإسرائيلي يستمر في استهداف طالبي المساعدات عند مراكز التوزيع في غزة، ونتنياهو يصر على مواصلة القتال لتحقيق أهداف الحرب، حسب طيشه. ولهذا حلان إسرائيليان، حل سياسي يتضمن الاستيلاء على بقية الـ15% من قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن، والحسم مع حماس، والحل الآخر عسكري يتمثل بتطويق غزة، ومحاصرة حركة حماس وإرغامها على الاستسلام، وتسليم الرهائن.

إن كل ما يدور في غزة هو قتل الجوعى، أمام جوعى وموتى، ومسعفيهم.. والسؤال الذي يطرح نفسه، أين تقع النازية والفاشية من هذه الأعمال الشنعاء؟
حقيقة الأمر، إن الصمت تجاه تلك الممارسات الفظيعة، ومشاهدة سكان غزة يموتون بنيران القتل والجوع، يعتبر تقويضًا للقيم الإنسانية، وكل المعاني الأخلاقية، وهبوطًا إلى مستوى شريعة الغاب.
يقينًا، إن الولايات المتحدة الأمريكية، تقف مع الكيان الإسرائيلي المحتل قلبًا وقالبًا، وتنادي بشعار الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتفرض في الوقت نفسه على الدول والكيانات المناهضة لإسرائيل أشد العقوبات الاقتصادية والتجارية والطاقوية لمن يقف ضد الكيان الإسرائيلي... الخ.
في السياق نفسه، تقوم إسرائيل حاليًا باحتلال وسط نابلس بالضفة الغربية، وإخلاء المزارعين الفلسطينيين من أراضيهم في الضفة، وتسليمها للمستوطنين، ناهيك عن اقتحام المستوطنين المتطرفين بمسيرات غفيرة يوم 4 أغسطس الجاري، عند "باب القطانين" بالمسجد الأقصى، بمناسبة ما تسمى ذكرى خراب الهيكل، كما يزعمون. والأدهى من ذلك، أن بن غفير، وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، شارك في المسيرة، وكأنه يدعي حقًا في المكان.
ما زاد الطين بلة، أن رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، الذي يزور إسرائيل هذه الأيام، قام بجولة إلى "مستوطنة أرئيل" بالضفة الغربية، وقال إن هذه الأرض أرض إسرائيلية، هدية من الرب. وأضاف أن يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تمثلان مهد الإيمان اليهودي. وقد اعتبرت السلطة الفلسطينية هذا التصريح انتهاكًا للقانون الدولي، ولكن لا حياة لمن تنادي.
في واقع الأمر، إن التطورات الراهنة لا تنبئ عن اعتراف إسرائيل وأمريكا بحل الدولتين، وإنما بتصفية القضية الفلسطينية. ومن المتوقع، أن يبذل كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، ومعه الرئيس الأميركي ترامب، خلال شهر أغسطس الجاري، حتى النصف الأخير، من شهر سبتمبر القادم 2025م، موعد انعقاد الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كل ما بوسعهما لتعطيل التصويت بحل الدولتين: فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبًا إلى جنب بأمن وسلام حسب اتفاقية أوسلو 1993م... وجل هم الولايات المتحدة الأميركية هو استخدام الضغوط على دول المنطقة، وفرض اتفاقيات أبراهام (النبي إبراهيم عليه السلام) للتطبيع مع إسرائيل.
ما من شك، أن النقاشات ستحتدم بين الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الغربية الحليفة، وفي مقدمتها بريطانيا وفرنسا، العضوان الدائمان في مجلس الأمن، اللذان أقرا بحل الدولتين، وقد بادرت فرنسا بالاعتراف بدولة فلسطين كدولة مستقلة ذات سيادة في مؤتمر الأمم المتحدة للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، الذي انعقد يومي 28 و29 يوليو 2025م، في نيويورك، برعاية المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبحضور الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومسؤولي الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات والاتحادات الإقليمية والدولية.
ومن المأمول، أن يكون الإعداد للمؤتمر القادم جيدًا في شهر سبتمبر القادم، الأمر الذي من شأنه الإقرار بحل الدولتين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وأجهزتها المتخصصة.. وجوهر الكلام لا اعتراف بإسرائيل دون قيام الدول الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

الكلمات الدلالية