شهادة عليا؟ روح علّقها في الصالون!
في اليمن، عزيزي القارئ، إذا معك دكتوراه من جامعة محترمة، خبرة، ووعي سياسي، وعندك هم وطني، فاسمح لي أقول لك: أنت في المكان الغلط!
في هذا البلد المنكوب بنخبه، الشهادة العليا تُعامل مثل لوحة ديكور... تحطّها في صالون البيت، تقول للضيوف: "شوفوا تعبنا كيف راح"، وبعدها تسكت... لأن لو تكلّمت بوعيك، يردوا عليك: "مش وقت التنظير، خليك واقعي".
والواقعية عندهم؟ أنك تصير تابع، تصفّق، وتقول "صح يا قائد"، حتى لو القائد مش عارف يركّب جملة مفيدة بدون ما يفتح الواتساب.
أبناء الفساد... عيال العرش
خلونا نكون واضحين: أولاد الفاسدين اليوم ما عادوا بس "أبناء"، صاروا "ورثة شرعيين للمناصب"، يدخلوا وزارة كأنها سوبرماركت، يأخذوا المنصب اللي عجبهم، ويقولوا: "أبوي كان وزير، يعني أنا كمان مؤهل".
طبعًا مؤهل بـ"DNA مشفّر"، يجي معاه تلقائيًا القدرة على الكذب، الفهلوة، والظهور في المقابلات وهو يضحك على المشاهدين بثقة من لا يعرف ما الذي يتحدث عنه!
الشاب الواعي... في خطر
بينما الشاب اللي رجع من الغربة محمّل بالأمل، بالعلم، وبخطة خمسية لإنقاذ البلد، يجد نفسه منفي سياسيًا داخل الوطن. كلما حاول يقترح فكرة، يقال له: "يا أخي خلّينا نمشي الأمور زي ما هي، لا تعقّدها علينا".
وإذا استمر بإصراره، يُمنَح لقب "معقّد"، أو الأسوأ: "مش وطني"، لأنه يطالب بالتغيير... يا ساتر!
عُقدة النقص... لكن مقلوبة
أبناء الفاسدين معهم عقدة نقص حقيقية، بس ما يقولوش. عندهم شَغف بالمنصب، لأنه يغطي على شعورهم الدفين بأنهم لا يستحقونه. فيكذبوا، يستعرضوا، ويشتغلوا تمثيل سياسي 24 ساعة. والمصيبة؟ الناس تعوّدت على المسرحية، وصارت تصفّق بحماس!
أما الشاب الكفء؟ معه عقدة نقص مصنّعة، تنتجها البيئة حوله. تهميش ممنهج، سخرية ناعمة، وإحساس دائم بأنه غريب عن "اللعبة".
اليمن... شركة عائلية
بصراحة، اليمن تحوّلت إلى شركة عائلية كبيرة. ما عاد دولة، بل "مشروع عائلي" يتم فيه توزيع المناصب مثل توزيعة القات. كل واحد له سهم، والباقي ينقطّوا على جنب.
تخيل تشتغل سنين، تطور نفسك، تتعب... وبعدين يجيك واحد ما يعرف يفرّق بين "الدولة" و"الدلاية"، يصير مديرك، ويقلك "أثبت جدارتك"! بالله كيف؟!
الحل؟ فكّر خارج الصالون
لو أنت شاب واعي، دارس، وعندك عقل، أنصحك تفكّر خارج الصالون... مش خارج الصندوق، لا! خارج الصالون، لأن شهادتك مكانها ما عاد في دوائر القرار، بل بين الكراسي واللوحات والتحف.
لكن لا تيأس. اصبر. راقب. سجل الملاحظات. لأن في يوم ما، هذا الجيل المزيف راح ينهار مثل شبكة Wi-Fi في طقم عرس.
واختمها بمقولة:
في اليمن، الوظيفة تُمنح بالتاريخ العائلي، لا بالقدرة العقلية. فإذا أردت أن تُحترم، انسَ عقلك... واشتغل "ولد فلان"!