شباب اليمن والمستقبل المنشود
يشكل الشباب في اليمن نسبة كبيرة من إجمالي عدد السكان، إذ يمثلون حوالي 30%.
ويواجه الشباب تحديات جمة ومعقدة في ظل الوضع الراهن، أبرزها الافتقار للخدمات والحقوق الأساسية، وأهمها التعليم والصحة، المياه والتلوث وندرة فرص العمل والتأهيل وغياب الأمن، فضلًا عن استمرار النزاع المسلح، وتفاقم الكارثة الإنسانية، والفساد، والفقر.
وخلال ما يقرب من عقد من عمر الصراع والحرب، جرى استنزاف الشباب وإهدار طاقاتهم، واستقطاب وتجنيد الكثير منهم من قبل أطراف النزاع، بل والجماعات المتطرفة، واستخدامهم وقودا لمعاركها، بما يخدم القوى المحلية والإقليمية التقليدية المتصارعة على السلطة والنفوذ والثروة، وفي سبيل مشاريع، في معظمها، دون وطنية، ومن شأنها أن تقود إلى إدامة العنف والصراع المسلح، وتشبيب الاستبداد والفساد والتخلف، وتشييب جهود الانتقال والتغيير الإيجابي والإصلاح والحكم الرشيد.
وما يزيد الطين بلة أمام الشباب هو صعوبة الهجرة والاغتراب في الخارج وندرة الفرص، لا سيما بشكل رسمي وموثوق. وقد لجأ عدد من الشباب للمغامرة بالهجرة عبر طرق ومسارات تهريب غير مأمونة ومحفوفة بالمخاطر إلى دول أوروبا وأمريكا وكندا وغيرها من دول المنطقة والإقليم، تقطعت بعدد منهم السبل، وماتوا أو فقدوا على طرق التهريب في الغابات والفيافي والقفار وعرض البحار.
وكم هو حري بجميع الفاعلين، بمن فيهم الشباب أنفسهم، الالتفاف والتوحد والمبادرة لكسر حالة اليأس والجمود وقهر هذه الظروف والتحديات والتغلب عليها، وذلك للإسهام بخلق واقع ومستقبل منشود يمكن الشباب من تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم.