صنعاء 19C امطار خفيفة

حل الدولتين زخم يتدفق بعد مضي ثمانية عقود

أجمع الحاضرون أمام "مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين 28-29 يوليو 2025م"، برئاسة سعودية ممثلة بوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وفرنسية ممثلة بوزير الخارجية السيد جان بارو، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ومسؤولي الدول والاتحادات والمنظمات الإقليمية والدولية، وكان مضمون بياناتهم بأن تغليب القانون على القوة يعتبر السبيل الأمثل للعيش في سلام وأمان، وأن حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، ويفضي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، مقابل إقامة علاقات طبيعية بين العرب وإسرائيل.

ومن أهم البيانات التي وددت أن أركز عليها، تتعلق بالدول الخمس الدائمة العضوية لمجلس الأمن، التي لها حق الفيتو (الاعتراض)، وبخاصة فرنسا وبريطانيا اللتين كان موقفهما إيجابيًا بالنسبة لحل الدولتين، وذهبت فرنسا قدمًا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية مقدمًا، أما جمهورية الصين الشعبية، والاتحاد الروسي فموقفهما واضح وثابت بالنسبة لاعترافهما المسبق بالدولة الفلسطينية. وتبقي الولايات المتحدة الأمريكية هي الوحيدة التي لم تقرر بعد موقفها، وهي إن قررت في أحسن الحالات، فإنها ستمتنع عن التصويت في مجلس الأمن، وهذا لا يمنع من إقرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعلينا أن ننتظر ونرى ما سيستجد في هذا الشأن، إما فيتو (اعتراض) أو امتناع عن التصويت.
ومن الجدير بالذكر، أن السيد ديفيد لامي، وزير خارجية بريطانيا، في كلمته، وضع النقاط على الحروف، وكأنه أراد تذكير الحكومة الإسرائيلية، بأن أرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطانية، أصدر وعدًا بالموافقة على إقامة دولة إسرائيلية في فلسطين، في عام 1917م، وتضمن عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني. كما أكد أن القرارات الدولية بشأن فلسطين منذ ثمانية عقود أيضًا، لن تذهب سدى، وأن ما يمارس في غزة من دمار وإبادة وتجويع نساء وأطفال وكهول، ليدمي القلب، وأنه من حق جميع الفلسطينيين أن يعيشوا بكرامة. وتنوي بريطانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر القادم، إبان انعقاد الدورة العامة للأمم المتحدة الـ79.
وفي نفس السياق، كان موقف رئيس فرنسا مانويل ماكرون، شجاعًا بالاعتراف بدولة فلسطين، والوقوف إلى جانب ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، من ناحية الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر، ويذكرني موقف الرئيس الفرنسي بما فعله الحكماء الفرنسيون في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، للتحرر من الظلم والفساد نحو الحرية، والعدالة، والمساواة.
وقد كانت مشاركات الدول العربية والدول الأخرى فاعلة وهادفة تجاه إيجاد حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة وأجهزتها المتخصصة.
ويأمل الجميع أن تنعقد دورة الأمم المتحدة في 10 سبتمبر القادم، وقد حدث انفراج نحو السلام في المنطقة.
من ناحية أخرى، ورد في البيان الختامي للمؤتمر من ضمن عدة نقاط: إنهاء الحرب في غزة، وتسليم حماس أسلحتها للسلطة الفلسطينية، وتوحيد غزة والضفة الغربية، وإقامة الدولة الفلسطينية خلال خمسة عشر شهرًا... الخ.
والله المعين والمستعان.

الكلمات الدلالية