صنعاء 19C امطار خفيفة

نزهة مع انا جوعان:

بعيدا عن الضغوط السياسية و صدى الاحداث المؤلمة

كان يوما صيفي حار، فالبارحة وضعت على صفحتي فيديو كليب للطفل الذي ظهر بهيكله المنهك والمتهالك ووجهه الشاحب يصرخ جاهشا انا جوعان والله انا جوعان، فلم انم ولم اتحمل تلك الصرخة للطفل البريئ وصرخته الحادة الباكية من التضور جوعا، وحذفتها بعد 18 ساعة بعد ان عايشتها بمرارة لاتنسى،

فخرجت تحت وقع ضرباتها اليوم لوذا للنزهة الى مناطق جميلة ريفية تبعد نحو 30 ميل خارج ضواحي المدينة علني اخفف من وطئة ضغط السياسة واخبار الجوع والابادة، كي لا اتذكر او اتناسى عنوة ولو قليلا تلك الصرخة المدوية المبكية لذلك الطفل المرتسمة ملامح تقاسيم وجهه بدموعه المنهمرة بالكاد من شحتها وجفافها وكأن عينيه الجاحظتين ترمقاني وتنتصبا امامي اينما وليت وجهي، فاراها كمن تتضرع للنجدة من عالم مكبل عديم الحيلة للغوث او لاغاثة احدا، ياترى ماذا سيكتب التاريخ عن وضع ماساوي كهذا ؟.

خرجت من عبائة مخيلتي لانفذ بجلدي الى ارض الواقع راحلا الى فضاء أخر لنفض اوهامي ولاخلو بنفسي ناجيا الى عالم من الهدؤ والسكينة الى منطقة نائية مرتادة من القلة، تحتضن بها اجمل المنتزهات بعيدا عن ضوضاء المدينة والسياسة والاحداث المؤلمة العالقة المؤثرة على القلب والمربكة للعقل، متذكرا، لا اراديا ماقال هذا الطفل في لحظة عجزه وضعفه كونه قالها عالية ليسمع من نادى حيا ولكن .... وبتعبيرات وجهه الباكي المستجير المنبعثة كلماته من اعماقه والمتردد صداها موقظا مضجعي، حاولت التمشية بالحديقة الكبرى لأربعة اميال وعلى مدار ساعة ونصف و مع ذلك لم استطع نسيانها رغم هرج ومرج وصياح والعاب الاطفال ولهوهم وسط ضحكتهم المتعالية بالمنتزه هنا ومن حولي ومقارنتها بصوت الطفل الشاكي الهزيل جسمه، لكن وللامانة ظلت صرخته هي الاعلى ترافقني مطاردة لي في حلي ورحلة نزهتي العاثرة ...
لهذا نشدت بأن اشارككم اللامشترك الفارق بين صرخاتهم، نعم بين اطفال غزة الخراب والتدمير لا الحدائق والتعمير اليوم وغيرهم من الاطفال الحالمين بالكمال و الجمال، واشعل مؤججا فيكم للمشاعر التي تنتاب كل انسان له عين تدمع واذن تسمع، ومع ذلك فشعب الجبارين باطفاله وشبابه وكهوله لن يركع، بينما البلايين تهدر سفها ومن المنبع وللمخدع وقلوبهم فوق كل هذا النداء والعويل لاترق ولا تخشع، وانا عائدا من نزهتي ظمأنا، مرهقا' متعبا' جائعا، ولم اشبع... يبدو لي ان هناك صعوبات جمة للابتعاد عن السياسة او التغاضي عن الاحداث المؤلمة امام مأساوية مشاهد الموت لشعب باكمله قتلا وجوعا لاننا جزء لايتجزاء منها بل وممزوجين بها فهل توافقني الراي؟ ، ام كتب علينا بان اخر العلاج هو الكي، ام ان العالم لم يصحو بعد من سباته العميق  في زمن أنتابه سمات الذل والخذلان ووصمات المواقف المترددة والمشبوهة المخدوعة والمحذوفة!!!.. مع مودتي صحبتكم في نزهتي.
الصور لمنتزه
Haland Bernie Harrison Regional Park Aldie VA
Signal
Signal

الكلمات الدلالية