صنعاء 19C امطار خفيفة

رولز رويس في مصر قريبا

قرأت خبرًا اليوم، ذكرني بمشهد رأيته قبل حوالي خمسة عشر عامًا، في القاهرة. كنت مع د. محمد عبدالملك المتوكل، في زيارة للشيخ سنان أبو لحوم، في مسكنه بالدقي في القاهرة.

عند خروجنا وجدنا أمام بيته سيارة رولز رويس جديدة بيضاء اللون، لا وجود لمثلها في مصر، وتحمل لوحة دبلوماسية من السفارة بالقاهرة. سألت السائق لمن هذه السيارة؟ فقال للشيخ فلان، وقال بدون أن يُسأل إنه ينتظر نساء الشيخ اللاتي كن يزرن زوجة الشيخ سنان. تحدثت مع د. المتوكل مستنكرًا ما رأيت، وقلت له عندما تسير هذه السيارة في شوارع القاهرة، وعليها لوحة دبلوماسية يمنية (هذه اللوحة ولهذا الشيخ وأمثاله لم تكن تعطى إلا بأمر من الرئيس علي عبدالله صالح)، ماذا سيقول الناس عنا؟ من البديهي أن يقولوا هذه سيارة يملكها مواطن يمني قاتلنا لنصرة ثورة بلاده، ولا يملك مصري مثلها.


معلوم أن معلوماتهم عن اليمنيين أنهم شعب أكثر فقرًا منهم، إضافة إلى تخلفهم المزمن، وهم يشاهدون يوميًا المرضى اليمنيين الذين يبدو على وجوه بعضهم سوء التغذية، ويلبس بعضهم ملابس رثة.
كان رد د. المتوكل الذي صعقت له، ووجدت صعوبة في التعليق عليه: "وأما بنعمة ربك فحدث". تلك النعمة كانت من أموال الشعب اليمني.
في السياق ذاته تذكرت ما سمعته عام ١٩٧٤ من البروفيسور بيتر لنهرت، الأستاذ في معهد الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد، الذي بناه "البس"، وكان بيتر يقول عنه إنه -أي البس- دفع زكاته في أكسفورد، وليس في اليمن. وبعد عودته من زيارة للقاهرة التي كانت تشهد بداية انفتاح عثمان أحمد عثمان، قال إن المصريين ليسوا بحاجة للسيارات الكبيرة التي تثقل كاهل الاقتصاد المصري، إن السيارات الصغيرة هي ما يناسب وضعهم الاقتصادي.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً