صنعاء 19C امطار خفيفة

يحيى قاسم سرور: ضمير صنعاء النائب عن روحها

يحيى قاسم سرور: ضمير صنعاء النائب عن روحها
يحيى سرور( منصات التواصل)

في زمنٍ هو الأسوأ الذي تعيشه صنعاء في تاريخها، زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات الناعقة وتضيع الحقائق في زحام الشاشات المريبة، يبرز صوتٌ خافت، دافئ، ملائكي، ينتمي إلى قلب الناس لا إلى ضوضاء المنصّات. إنه صوت العميد يحيى قاسم سرور، الرجل الذي لم يكن يومًا إعلاميًا بالمعنى الاحترافي المجرّد، لكنه بات التجسيد الحي والحياتي لرسالة الإعلام في أعلى مراتبها – مرتبة الضمير.

 
ولد ونشأ ويعيش داخل سور المدينة القصيدة – صنعاء.
سرور – وله من اسمه أكبر نصيب – خير من يمثل صنعاء وسلامها الداخلي، وقمرياتها الناعسة، وشيّابها الوقورين، وعجائزها الذاكرات، ورجالها البسطاء، ويافعاتها ومراهقاتها الفاتنات.
 
بدأ حياته عسكريًا، ضمن سلاح الجو في أكاديمية كييف العسكرية، حيث تشرّب الدقة والهندسة والالتزام.

 

عند تقاعده، لم ينكفئ سرور على ذاته، كما يفعل كثيرون ويمدّ سجادته في "صَوح الجامع" ويتريّث الموت، بل نهض، بإرادة مبهرة وملهمة، وفائض حب للحياة، ليعيد حياكة روحه من جديد.
أمسك كاميرا تلفونه العتيق، وبيده المهزوزة، انطلق كالفاتحين في عالم الإعلام؛ يوثّق الحياة من وسط الناس: وجوههم، أفراحهم، تفاصيلهم، عفويتهم، ومعاناتهم.
Fb Img 1752508228458
لم تكن البساطة في سلوك العميد سرور إلا قوة ناعمة نالت من قلوبنا، وأفعمتها حبًا حتى الامتلاء.
أما براءته، فذكاء وجداني ومقدرة شعورية أخذت بألبابنا.
شغفه بما يقوم به خرافي؛ يحاور و"يُجابر" الصغير والكبير، ويبتسم في وجه الحياة، دون أن يتورّط في استعراض الذات أو لهاث الأضواء.
سلامة نفسية واكتمال إنساني نادر.
أحبه الناس، لا لأنهم وجدوا فيه إعلاميًا نزيهًا، بل لأنهم عثروا بداخله إنسانًا يشبههم، صادقًا، عفيفًا، ومتعبًا.
 
يُجسّد سرور، في حضوره، روح صنعاء، لا بعمارتها وهندستها وأسواقها وبساتينها، بل بأخلاق أهلها: المروءة، البساطة، الجَبْر، الوفاء، والكلمة الطيبة.
 
في صفحته على الفيسبوك قرابة نصف مليون محب وليس متابع. انتشاره أكثر ممّا تتمناه قنواتٌ تلفزيونية، حتى بات خيط الحرير بين الأحياء، والناس، والمناسبات.
 
يقدّم "العماد" سرور لنا دروسًا بليغة في القيمة المعنوية لمحبة الإنسان، لا في حب الظهور، وفي قدرة الروح الصافية على كسر كل حواجز الحواس والمهن والمجتمع. 
ولعل أهم درس يؤخذ منه هو الإرادة. الإرادة على التغيير في خاتمة رحلة العمر.
إنه حقًا لأمرٌ مدهشٌ أن تمتهن حرفة جديدة ونائية على مشارف السبعين، وبنجاحٍ منقطع النظير.
شخصيًا، لو كنا في وضعٍ طبيعي، وهناك انتخابات برلمانية، فلن أُعطي صوتي للعميد سرور فحسب، بل سأعمل في فريقه الانتخابي ليل نهار - وبدون مقابل - ليكون صوت صنعاء وروحها تحت قبة البرلمان.
"وجر يا بي جر."

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً