أ. قطاع غزة وإسرائيل
يعاني "قطاع غزة" من وضع معقد وكارثي نظرًا لتواصل الغارات الإسرائيلية الغاشمة، ونسف المباني على مستوى القطاع، ناهيك عن استهداف الأهالي في الأماكن المخصصة لاستلام المواد الغذائية، والمساعدات الإنسانية.
ومن الجدير بالذكر، أن فرقًا من الجيش الإسرائيلي تتحضر لعملية عسكرية برية كاسحة في القطاع، بهدف إخلاء شمال القطاع، وشرق غزة، ومناطق ساحلية من السكان، ودفعهم نحو "رفح" في الجنوب، قبل إعلان الصفقة مع حركة حماس في الأيام القادمة. وأوضح رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه سيعقد مبدئيًا صفقة لتبادل الأسرى مع "حماس"، ثم تجاوز خياراتها، وفرض حصار عليها من منطلق أنه لم يعد مرغوبًا ببقائها في غزة.
وفي سياق آخر، أشارت مصادر إعلامية أميركية عليمة، إلى أن الرئيس دونالد ترامب يأمل بوقف دائم للنار في غزة، وأنه يسعى لنهاية دائمة للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأكد وزير الخارجية الأميركي روبيو، أن واشنطن أثبتت قدرتها على قيادة تحولات استراتيجية في الشرق الأوسط.
وصرح السيد جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل. وأضاف أن الوضع الإنساني في غزة أصبح كارثيًا، وأن فرنسا على استعداد لأن تسهم في مساعدة توزيع المواد الغذائية للغزيين.
وتفيد مصادر مصرية، بأن الوسطاء طالبوا أميركا بخطة لدخول المساعدات لغزة خلال يوليو الجاري.
على صعيد آخر، يتصاعد عنف المستوطنين على القرى والبلدات في الضفة الغربية، وبخاصة مدينة رام الله، كما يضرمون النار في الحقول والمزارع. كل ذلك يحدث بحماية الجيش الإسرائيلي لهم، وتزويدهم بالسلاح، دون حسيب ولا رقيب.
حقيقة الأمر، إن الاستيطان يخنق الفلسطينيين بالدعم السافر من حكومة الاحتلال، وإن الغاية أولًا وأخيرًا، تهجيرهم القسري واحتلال أراضيهم وفقًا للمشروع التوسعي القومي الإسرائيلي.
ب. الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران
لايزال الاتفاق بين إيران وإسرائيل وأميركا هشًا، وإن إيران تستعد لجولة قادمة، للتصدي لأي اعتداء على سيادتها، كما تسعى لتعزيز الدفاع الجوي مع شركائها في مجموعتي "شنغهاي والبريكس"، برعاية الصين وروسيا، لإيجاد حالة من توازن القوى مع إسرائيل. ويرى مراقبون أنه لا يمكن أن تخاطر كل من الصين وروسيا في التدخل لتأجيج الصراع، بقدر ما يحاولان بذل مساعيهما لحل قضية تخصيب اليورانيوم الإيراني للأغراض السلمية.
ومن المتوقع أن تعود المفاوضات في هذا الصدد بين الولايات المتحدة الأميركية، وجمهورية إيران الإسلامية، خلال الأيام القادمة. وعليه، فلننتظر ونترقب ما ستسفر عنه المفاوضات الدبلوماسية من نتائج. ونرجو أن تكون المنطقة بمأمن من إشعال حرب لا تخمد أوارها.