مدخل... عشرة أيام هزت العالم... قبض العالم على أنفاسه خشية ولوج عتبات لا تحمد عقباها... حتى صرخ صوت يحذر:
لا تشرب الكأس كله بل احتسِ نصفه.
سأحكم بينكما فلي وكلاء شريعة الغاب فقهاء بأمور آل موسى وخيبر وحرب البسوس... بل أكثر من ذلك... لدينا حلفاء من العهد القديم وجديد عهد النفط وكلاء جدًا طيعون علاقتهم فوق الامتياز مع أجندات تاريخ معارك كربلاء تتباين الرؤى بين ذوي الرأي اللبيب وبين محللي الحرب. هي حرب حسب محللين إن طال مداها جثا على ركبتيه يتهاوى شمشون راكعًا، ودليلة بجواره تبكي. فما هكذا جاء بالعهد القديم... هكذا تفوه الترامب سيد اللحظة:
أنا من أوكلت له آلهة السوق فتح المظاريف لتحديد المواعيد، فلدينا بدولة الماجا أكليروس تلمود العهد الجديد... عهد المصالح والتسويات. فليبارك الرب الخطوة التي نخطوها نحو سلام الإخوة على هودج الإبراهيمية، لتعيد قراءة تاريخ مستجد يثأر معًا لدم الحسين، وداود يحتسي الدمع فرحًا، فقد تعانقت نجمة داود مع نجمة الهلال الخصيب. وهذا جزاء المتقين فهم قد توافقوا وما اتفقوا... وأنا رب عرش الماجا الضامن الأكيد سوف أقرأ عليهم آية من الفرقان وآية من الزبور.
وضمانات باب المقدس لدى مريم البتول.
قد قلت أمرت كلا المتقاتلين
اشرب نصف كوبك واحلف يمينك بمحفل أكليروس العهد الجديد على هكذا توافقنا، لكن ما اتفقنا، تركنا الحبل عند مولى العرش بالبيت الأبيض الجديد يفعل ما يريد... لديه مفاتيح شتى، شاء أهداها بضمانات طلعات المحيط فجرًا تغادر محملة بالقنابل من ماركة دمار نطنز ترودو يوازيها بعد برهة رتل من صواريخ الحسين تدك ما طاب لها وذاك رهنًا وحفظًا لماء الوجه لطهران وملالتها الكرام... هكذا قال المبشرون وغير المبشرين بالجنة، ها قد ولجنا أبواب يسوع لا ضرر ولا ضرار... قد صاغ ميثاق التوافق سدنة العهد الجديد، تحت إشراف رسول البيت الأبيض الجديد.
فلا كان منا ولا كان بيننا من يسعى لدمار ذات البين، نحن الموحدين هكذا توافقنا وما اتفقنا، ونحن ننصت بآذان متباينة لصوت يتعالى وأين غزة مما به تتبايعون؟ ما لها سهم ذو قيمة يقرره المتبايعون؟
قلنا لهم توافقوا على صيغة أولى تمهد لمراحل تسوي الخلافات لما تبقى، تمد خيوط التشابك بين المصالح شرقًا وغربًا، وتحفظ ماء الوجه لشيلوك، قد بات غير ذي حيلة إن اشتد وطال أمد الحرب تهلك الحرث والنسل، قد باتت دليلة عارية خارج الدار، وما عاد شمشون عملاقًا، بات يبحث بين الركام عن نسخة مستجدة من مزامير يهوذا، ضاعت بلا قيمة بسوق شيلوك، بعيد تساقط فكيه قد بات أدرد يلوك كلامًا فارغًا، وآلهة الماجا تمد أذرعة تلتهم فوائض النفط والغاز وزكايب مال خليجي وفير يراقب من بعيد حذرًا من تنامي قوة تنين من الصين تتصاعد، ودب روسيا العتيد عاد للميدان بوجه جديد، وها هما يمدان خارطة طريق الحرير، ويرسمان خطط عالم جديد عبر هدوء حائك سجاد إيران الأنيق. يرسمان خطط البريكس ورحلة العالم الآتي يصارع ما تبقى من عملة دولة الماجا. عملة الدولار تعاني نزيف الموت، ولن تعيد لها الحياة حروب نابليون ولا كذبات شيلوك ولا البابا ترامب، قد استنفد الدولار أوج مجده، بات عاريًا بمنتصف الطريق، ولى زمن كانت أمريكا تسهم لوحدها بما مقداره ثلت الإنتاج العالمي، ولى زمن كانت لأمريكا ودولارها الركيزة الأساس بأسواق تسوية المدفوعات وتكوين الاحتياطيات لدول العالم، انتهى ذلك العهد، بات هنالك بديل، ومن هنا استشعر الترامب أين يكمن الخطر، وعلى ذات الطريق بدت مظاهر انزياح اليورو، بات يبحث عن مزمار داود كمنقذ من هول ما يجري على صعد الاقتصاد الدولي الجديد وبروز البريكس ودول الجنوب بثوب آخر غير الثوب الذي تم تفصيله ردحًا من الزمن وفق مفارقات هيمنة الشمال الغني المهيمن والجنوب التابع الفقير... ثبات الحال من المحال، ومن هنا كانت المفارقات.
هنا قرأ الفرقاء قداس منع الحرب من أقاصي كرة الأرض إلى الخليج... قد باتت معايير القوة غيرة ثابتة تحت أيادي آلهة الأوليمب، انتقلت لأيادٍ أخرى، وما عاد باليسير على كل من شيلوك وعرابه الجديد ترامب أعاد تصفح وريقات العهدين، قديمه والجديد... انتهت لعبة مفاعيل نظرية حرية السوق، عولمة الاستثمارات، ملاعيب رفع أسعار الفوائد، التحكم بمقاليد أسرار تكنولوجيا الآتي الجديد، باتت مفاتيح التكنولوجيا متاحة تتناقلها أيادٍ كثر، والجائزة لمن يفقه تغير موازين القوى. قد هرولت رأسمالية الغسق نحو بهو معتم، وبات النور ينبلج مطلعه من الشرق، والشواهد كثيرة من الصين، الهند، فيتنام، ماليزيا، سنغافورة... الخ. فهكذا شاءت اأردات تحركت، وهكذا شاءت موازين مستجدة ما عاد جوجل سيدها، قد بات بأسواق الدفاع عن المصالح وقضايا الشعوب أكثر من جوجل يصول ويجول وبنفس وعقل جديد.
هكذا قرأ العالم ما جرى طيلة عشرة أيام هزت العالم بثوبها الرديء، وليست بتاتًا كعشرة هزت العالم أيام زمان قادها حرس يؤمنون بحرية الشعوب، وكانت أولى خطواتهم فضح ملفات سايكس بيكو اللئيم.
والأمر بحاضرنا يتطلب عالمًا لا تنتهك به حقوق الشعوب، وأولها وعلى رأسها حق الشعب العربي الفلسطيني تمكينًا له ليستعيد حقوقه يمنع إبادته، وما عدا ذلك فلعب على الذقون وسواها من ألاعيب شيلوك تحت حماية وتوجيه راعيه القديم الجديد، وإن تمظهر هذه المرحلة من تاريخ مرحلة تطور رأسمالية الرقص كما يقال وفق إيقاعات ثعابين رأسمالية تغير شكلها ولم يتغير جوهرها، فقد تلبست أخيرًا قلنسوة الماجا الجديد يعشش بجوفها شيلوك آمرًا... وأمره مطاع، إلا في ما ندر. وتلك حكاية أخرى لها برهان ودليل.