صنعاء 19C امطار خفيفة

نستيقظ على خراب مالطا...

ونتساءل: هي حصلت؟! على رأي إخواننا المصريين..
وهو تساؤل مُرّ..
إلى أثر بعد عين.. تصير مقدرات وممتلكات الأمة، خلال لحظات، وفي ليلة وضحاها، تصبح في خبر كان..
تمضي إلى مستقر الزوال.. وتذهب إلى غير رجعة..
أي حظ تعيس.. أو أي شؤم.. وأي عين تصيب هذه الشعوب.. لكأنه كتب عليها ألا تقوم وتحيا مرفوعة الرأس..
أو كأنه كتب عليها، مهما حاولت النهوض.. تعود للضمور، للخمود، تذوي..
تضمحل جهودها.. فتأوي، من جديد، للخنوع.. والاستكانة..
ثم تؤوب إلى لعق الجراح..
حكاية هذه الشعوب حكاية..
وتتماثل.. حكايات بسرديات متشابهة..
يوحدها خيط دقيق ممتد.. يربط بينها..
يوثق مسارها.. ويغدو معلمًا بارزًا لسلوكياتها ومآلات الأداء..
ولكن.. بعيدًا عن التبريرات، واستدعاء المشاجب.. واستحضار الشماعات من قبيل المؤامرات الخارجية.. بعيدًا عن إلهاء العوام ومغالطة النفس..
يحضر السؤال الأكثر إيلامًا:
أين الخلل؟
أين يكمن الداء؟
بدلًا من الهروب للأمام.. إدامة توجيه أصابع الاتهام إلى البعيد.. إلى الخارج..
وإغفال حقائق واعتمالات الداخل..
عدم التشخيص السليم.
واللجوء إلى اتهام الآخر.. وإعفاء النفس..
التستر على الفاعل الأساس..
تبرئة المسبب.. عدم معالجة مكامن الوجع.. عدم استخدام المشرط لتنظيف القيح وتصفية وتجفيف البثور.. وترتيق الجراح..
نسأل، مرة أخرى، أين الخلل؟
هل هو في الرأس أم باطن القدم؟
أو أنه يصير تمويهًا، وهلامًا ومجرد سراب، وشعارات وتهويمات تطلق في الهواء..؟
لا لن تصلح الأمور ولن تستقيم مادامت الأمراض تستشري بالجسد.. والأمراض تنتشر بالداخل.. وأصابع الاتهام الرسمية تلهي مجتمعاتها وتوجه أنظارها، دومًا، نحو أخطار تقول إنها تأتي من الخارج.. ولا يتم الانتباه والالتفات إلى الاختراقات والغزو من الداخل.. بسبب رخاوة الأنظمة، وعدم تحصينها للداخل.. ثم عدم صدقيتها مع شعوبها.. تسقط الدول وتتفكك المجتمعات وتتآكل، غالبًا، من داخلها، من مكوناتها الداخلية..
وطالما وهي كذلك، عليها أن تتهم نفسها بدلًا من أن توجه اللوم للآخر البعيد..
آلات الدعاية وفيرة وغير معطوبة..
لكنها تشتغل "بلدي".. وتعمل عكس ما هو مقدر لها، وما هو مطلوب منها..
تشتغل على التطبيل وحسب..
وعلى رأيهم، أيضًا (إخواننا المصريين)..
ضاعت فلوسك ياااا صابر..

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً