صنعاء 19C امطار خفيفة

فلسطين جرحنا النازف

كعرب ومسلمين بأعداد كبيرة قد تخطت المليار نسمة وأكثر..

كعرب ومسلمين نحن في حقيقة الأمر شعوب تعيش حياة الاضطهاد والقهر.

 
شعوب سكانها مسلوبو الإرادة، وليس لنا حيلة في إنقاذ أنفسنا ومساعدة بعضنا البعض.
مشاكلنا كثيرة، وخلافاتنا أكثر، وليس لها نهاية.
عداواتنا ما بيننا البين حدث ولا حرج، وهي كما نرى قد ظهرت للجميع، وأصبح الكل يعرف هذه العداوة والكراهية التي أصبحت ميزتنا وعنواننا الأبرز حاليًا.
هذا يحيك الدسائس لذاك حتى يوقعه في ما يريده له، وهذا يحاول إغراق هذا في مستنقع الفوضى والخراب، هذا يتدخل في شؤون جاره بحجة المساعدة، والغرض واضح، وهو عدم نهوضه واستقامته، بل يريده أن يبقى في مطرحه ولا يتقدم خطوة.
هكذا هم عرب ومسلمو اليوم.
فلسطين الجريحة، فلسطين جرحنا النازف منذ أزمان بعيدة.
ماذا قدمنا لها، مع أن ما تربطنا بها هي أشياء كثيرة، أشياء لا تعد ولا تحصى؛ النسب والدين والجغرافيا، وكل هذه الأشياء التي تجمعنا بفلسطين، ألم تدعنا لتقديم الدعم الكبير؟ ومع ذلك لم يقدم أحد منا شيئًا لدعم كبير ولا صغير.
فلسطين التي يعاني أهلها الأمرين مع عدو لا يمتلك من الرحمة مثقال ذرة.
فلسطين اليوم يواجه أبناؤها حربًا بين ضعيف وقوي.
الضعيف الذي نحن السبب في إضعافه بعدم مساعدته حتى بأشياء قليلة.
فتركنا فلسطين وأهل فلسطين بأنفسهم يواجهون هذا العدو الذي التحم معه أصدقاؤه، ووقفوا معه وقفة جعلته يتمادى أكثر في بطشه وغروره بحق هذا الشعب الأعزل من القوة، إلا من إيمانه القوي بعدالة بقضيته.
أعيد نفس السؤال حتى بصياغة مختلفة بعض الشيء، فقد يكون هذا السؤال مر على البعض مرور الكرام.
فبعد هذا كله وبعد التحدي الصارخ لنا جميعًا كعرب ومسلمين ممن وقفوا مع هذا العدو جهارًا نهارًا في إبادة الفلسطينيين أمام أعيننا دون خجل أو خوف منا نحن من تعدينا بالعدد المليار مسلم.
أجيبونا فماذا قدمنا؟
هل رأيتم دولة من دولنا العربية والإسلامية قد أقدمت على فعل شيء للفلسطينيين المظلومين في أرضهم؟
هل سمعتم حتى بدولة واحدة من الدول العربية والإسلامية أظهرت دعمها للفلسطينيين المظلومين وقضيتهم؟
فحتى في الجوانب الدبلوماسية لم نرَ أي تحرك صادق من هذه الدول للوقوف ليس مع فلسطين، بل مع العدل ورفع الظلم الحاصل.
بشيء من القهر والحنق نرى على الجانب الآخر الظهور الواضح والفاضح لنا كعرب ومسلمين في مساندة أهل فلسطين.
فمن نختلف معهم في كل شيء؛ اليهود والنصارى، كانوا أكثر رحمة وإنسانية منا نحن من ندعي زورًا وبهتانًا الرحمة والإنسانية.
الكثير من العواصم الغربية خرجت شعوبها في تظاهرات حاشدة منددة بالبطش الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
أجزم القول إن الكثير قد شاهد المظاهرة الكبيرة التي خرجت في نيويورك معقل اليهود والنصارى، ومع ذلك قالوا كلمتهم دون خوف من أحد.
ونحن كعرب ومسلمين ظللنا على حالنا السابق الذي يصاحبه الذل والعار والمهانة.
لكم الله أيها المرابطون والمدافعون عن أرضكم أرض فلسطين، وبعونه ستنصرون.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً