صنعاء 19C امطار خفيفة

أزمة "الروتي" تشتعل في عدن: المخابز تغلق أبوابها والأسعار ترتفع

2025-05-25
أزمة "الروتي" تشتعل في عدن: المخابز تغلق أبوابها والأسعار ترتفع
فرن لعمل الروتي( منصات التواصل)

أغلقت عدد من المخابز والأفران في مدينة عدن، أبوابها أمام المستهلكين، بعد تدهور أسعار صرف العملة المحلية؛ وتأثيراتها على أسعار المواد الداخلة في صناعة قوالب الخبز المعروفة بـ"الروتي".

 
ووصل سعر "الروتي" التقليدي الذي تنتجه الأفران الشعبية إلى مائة ريال يمني، بينما بلغ سعر "الروتي الفرنسي" الذي تصنعه المخابز الآلية 125 ريالًا.
 
وفي الوقت الذي انعكست هذه الارتفاعات في أسعار قوت الناس الأساسي على المواطنين، ودفعتهم للاحتجاج؛ ضمن التظاهرات الخدمية الأخيرة، إلا أن ملّاك المخابز والأفران اضطروا لإغلاق مخابزهم بعد عجزهم عن مواكبة ارتفاع الأسعار.
 

المطالبة بدعم حكومي

 
وطالب رئيس جمعية المخابز والأفران المهنية بمحافظة عدن، عبدالجليل عبده أحمد، الدولة والسلطات الحكومية بدعم المواد الأساسية الداخلة في صناعة الروتي، كالدقيق والوقود، وتوفيرها للأفران والمخابز بأسعار مدعومة، حتى يتم توفيرها بأسعار مناسبة للمواطنين.
 
وقال رئيس جمعية المخابز في حديث لـ"النـداء"، إن "السلطات عاجزة عن تقديم أي دعم، ليس للمخابز فقط، بل لأي خدمات أخرى، وعلى سبيل المثال الكهرباء، ناهيك عن القوت الأساسي للناس -الخبز والروتي- ولهذا فالسلطات خذلت الجميع".
 

 تهديدات بالإفلاس

 
وأضاف عبدالحليل أن وضع المخابز بعدن وصل إلى الحضيض ومرحلة الإفلاس، بعد تحملها الديون يومًا بعد آخر؛ بسبب ارتفاع أسعار المواد الداخلة في صناعة قوالب الخبز "الروتي"؛ وكل يوم يمر دون معالجة تدهور أسعار الصرف تتكبد المخابز خسائر إضافية.
 
وواصل: "تدهور سعر العملة انعكس سلبًا على المخابز، التي لم تتجرأ على رفع الأسعار بشكل يومي، إلا بعد أن وصلت الأمور إلى مستويات غير مسبوقة، كون "الروتي" الوجبة الأساسية للناس في مدينة عدن، والمخابز مرتبطة بالناس ارتباطًا كبيرًا على مدار الساعة، فمن الصعب رفع الأسعار إلا في حالة الاضطرار وفي أوقات متباعدة ونادرة".
 
وأشار رئيس جمعية المخابز إلى أن آخر رفعٍ في التسعيرة القديمة كان قبل أكثر من سنة، في شهر فبراير 2024، وكان سعر صرف الريال السعودي حينها لا يتجاوز 400 ريال يمني؛ لكنه وصل الآن إلى 670 ريالًا، إضافةً إلى تحمل المخابز أعباءً كثيرة مثل الإيجارات بالعملة الصعبة، التي تقسم ظهر المخابز، إضافةً إلى أن أسعار جميع المواد الداخلة في صناعة الروتي بالعملة الصعبة (الريال السعودي).
 
واستشهد: "في شهر مارس الماضي، كان سعر صرف الريال السعودي قد تجاوز 600 ريال يمني، والمخبز يأخذ مخزون مواد لمدة شهر بالعملة الصعبة، وعندما يأتي وقت السداد يكون هناك فارق كبير في أسعار الصرف، بالإضافة إلى ارتفاع المواد نفسها مرة أخرى".
 
وأبدى عبدالجليل أسفه من اضطرار جمعية المخابز إلى رفع سعر الروتي في عدن، وقال: "لكن ماذا نعمل، ما باليد حيلة، المخبز لا يرفع السعر إلا بعد أن يكون قد تجرع الأمرّين خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، ويتحمل الخسائر حتى نشرف على الإفلاس، ومن الصعب أن نرفع الأسعار بشكل يومي، ونكون أمام خيارين، إما إعلان الإفلاس وإغلاق المخابز أو نرفع السعر.
 

سعر إنقاذي

 
ولفت رئيس جمعية المخابز والأفران بعدن إلى أن سعر الروتي الفرنسي وصل 125 ريالًا، بينما سعر الروتي التقليدي بلغ مائة ريال.
 
معتبرًا أنها أسعار "إنقاذية"، لا تحتوي أي أرباح، وهو سعر ينقذنا من الخسائر فقط، أما في حالة البحث عن الربح فيفترض أن يكون السعر 150 ريالًا، لكننا قررنا تحمل جزء من الضرر.
 

خطة وحلول 

 
مجددًا مطالب جمعية المخابز بالدعم الحكومي للدقيق والوقود بشكل ثابت ومستمر، بالإضافة إلى دعم "الخميرة" بشكل أقل، متمنيًا أن يقف السعر عند هذا المستوى وألا يرتفع أكثر، بشرط أن يكون هناك دعم للمواد الأساسية على هذا الأساس وهذا المستوى من الأسعار الحالية بحيث لا ترتفع أسعار المواد، فهذا حل مناسب شريطة ألا تتدهور أسعار الصرف مرة أخرى.
 
وكشف عبدالجليل في ختام حديثه لـ"النداء" عن خطة ستُطلقها الجمعية بحيث يتم توفير دقيق مدعوم للمخابز من جهات خيرية، وهذه خطة ورؤية ستعمل الجمعية على تنفيذها، بما يساعد على معالجة هذه المشكلة الكبيرة.
 

 تواصل الاحتجاجات الخدمية

 
يأتي هذا الارتفاع في سعر "الروتي" وسط استمرار الاحتجاجات الخدمية في مدينة عدن، تنديدًا بتردي الكهرباء والمياه، وتوقف التعليم وتأخر المرتبات.
 
وفي هذا الصدد، واصلت نساء عدن تظاهراتهنّ الاحتجاجية، أمس السبت؛ للمطالبة بتوفير الخدمات، فيما يُعرف بـ"ثورة النسوان"، وهي التظاهرة الثالثة التي تنظمها النساء خلال شهر مايو الجاري.
 
وبحسب شهود عيان وناشطين، فقد تعرضت التظاهرة النسوية للقمع من قبل رجال الأمن، بعد إصدار اللجنة الأمنية في عدن، السبت الماضي، قرارًا بمنع التظاهرات بالمدينة، عقب أحداث تظاهرة "ثورة الرجال" التي شهدت أعمال شغب وإطلاق نار.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً