صنعاء 19C امطار خفيفة

الشباب... نبض التغيير وضمير الوطن

في زوايا المدن، وفي أطراف القرى، وفي قاعات الجامعات، وعلى قارعة البطالة، يسير الشباب اليمني حاملًا همّين: همّ الحاضر المثقل، وحلم المستقبل المجهول.

 
لطالما اعتُبر الشباب "وعد الغد"، لكنهم غالبًا ما يُعامَلون اليوم كأزمة يجب ترويضها، أو خطر يجب احتواؤه. تُقال فيهم الكلمات اللامعة في المناسبات، لكنهم حين يطلبون دورًا في رسم المستقبل أو تطوير المجتمعات، يُقابلون بالصمت أو الشك.
لكن الحقيقة التي يصعب إنكارها هي: الشباب ليسوا هامشًا في سطور المجتمع، بل قلم يكتب مستقبله.
 
إنهم طاقة متفجرة بالعدل، بالحيوية، بالأسئلة الكبيرة، وبالشغف الذي لا يهدأ. وحين يجدون من يُصغي لهم، ويُصادق تطلعاتهم، يتحولون من وقودٍ للغضب إلى وقودٍ للتغيير.
إذا كان لدى المجتمع رؤية، رأى في الشباب طاقة. وإذا غابت الرؤية، رأى فيهم خطرًا، وهذه هي الحقيقة العارية.
الشباب ليسوا أرقامًا في إحصاءات البطالة، ولا شرائح انتخابية تُستثمر عند الحاجة، بل هم ركنٌ أساسي في تشكيل ملامح مجتمع أكثر نضجًا وتوازنًا.
 
وإذا أردنا فعلًا بناء يمنٍ جديد، فلا بد أن نبدأ من سؤال صريح:
هل نثق بالشباب؟
هل نمنحهم مساحات آمنة للتعبير؟ هل نتيح لهم أن يخطئوا ويتعلموا؟ هل ندربهم على القيادة، أم نُطالبهم بالنضج بينما نحجب عنهم القرار؟
إن كل مجتمع يُقصي شبابه، هو مجتمع ينفي مستقبله.
وكل وطن يُحاور شبابه، ويصغي إليهم بجدية، هو وطنٌ يكتب تاريخه الجديد بأيديهم.
فلنُعد للشباب مكانتهم، لا كمجموعة يجب توجيهها، بل كشركاء في التفكير، والبناء، والتغيير. فالوطن، في نهاية المطاف، ليس الأرض فحسب، بل كل من يحمل همّها... ويؤمن بأن التغيير يبدأ منه.
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً