رحيل فتحية الجرافي.. ماذا لو كان البردوني مواطنا روسيا مثل بوشكين؟

ماذا لو كان البردوني مواطنا روسيا مثل بوشكين؟

بكل بساطة سترى أجمل شارع يحمل اسمه، وفي أجمل موقع.

من الشارع يقف على قاعدة من مرمر تمثال يخلده في وعي الأجيال.

مصيبة أن يأتي المبدع في وطن يسكنه الجهل.

بيت البردوني تحول الى مجرد أحجار متناثرة لا تلتفت نظر أحدا.

فتحية الجرافي زوجة الشاعر البردوني (عدسة عبدالرحمن الغابري)
فتحية الجرافي زوجة الشاعر البردوني (عدسة عبدالرحمن الغابري)

فتحية الجرافي حولوها الى مجرد "مُشارعة" ولم يحفظوا كرامتها.

وهي الكريمة التي استطاعت ان تكون ظلا لذلك الرجل الظليل.

عبدالله البردوني مات أكثر من اللازم، يوم ان شيعوا جنازته كأي ميت

وكأنه ليس الرائي الأكبر في هذه البلاد التي تمحى الأسماء من ذاكرتها أولا بأول..

قلت بالأمس للعزيز هشام النعمان وقد أورد في صفحته رسالة ذلك الرجل الكبير النعمان الى الشيخ الأحمر، قلت:

"جاء في البلد الغلط وفي الزمن الغلط وفي الناس الغلط".

من الذي يذكر النعمان؟ لا أحد..

من الذي يسأل عما جرى اخفائه من بيت البردوني بعد وفاته مباشرة.

ها هي السيدة المحترمة فتحية الجرافي تذكرنا فقط بأن على المبدع الرحيل.. إلى حياة اخرى يمكن ان تشفع للمبدع أنه أبدّع.

حتى الرحيل أبى إلا أن يأخذها معه لكي ننسى الرجل العظيم.

كم هو الوجع سيد كل الاعتبارات في هذه البلاد.

رحم الله فتحية الجرافي..

الفاتحة على أرواحنا..

عبد الرحمن بجاش

19 مارس 2024

* صفحة الكاتب على فيسبوك